دية: حماس تخوض حرباً مع الاحتلال في قطر
غادة الخولي
قال الخبير الاقتصادي منير دية إن الحركة الإسلامية "حماس" تخوض حرباً من نوع آخر مع الجانب الإسرائيلي، في قطر، ومن خلال وساطات عربية ودولية.
وأكد دية في حديث مع صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الأحد، أن المفاوضات بالغة الصعوبة والحساسية، وتستمد قوتها من النتائج القادمة من أرض المعركة في غزة.
وأفاد أن التفاصيل حاضرة، وتحتاج إلى جولات من المفاوضات للوصول إلى نتائج تُطبّق على الأرض، وهذا يحدث بالتزامن مع العملية العسكرية الدموية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، والذي استهدف كل شيء الأطفال النساء المدنيين النازحين المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء ودمر أحياء سكنية بكاملها ومنع إدخال الوقود والغذاء والدواء، وقطع الماء والكهرباء وقصف القطاع بأكثر من عشرين ألف طن من المتفجرات في جريمة لم يشهد مثلها العصر الحديث.
وبحسب دية، فإن المفاوضات لتحقيق أي مطلب لدى الجانبين تحتاج إلى ثمن، ويتعين على كل جانب دفعه، لافتاً إلى أن إسرائيل تصعّد من عملياتها العسكرية في محاولة للضغط على حماس لتقديم تنازلات وخاصة في ملف تبادل الأسرى والمختطفين وترتيبات ما بعد الحرب.
وتابع أن حماس في المقابل يوجد لديها مطالب أساسية أهمها إطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وكذلك رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل في البر والبحر والجو، ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى ومطالب أخرى تتعلق بترتيبات ما بعد الحرب.
وأفاد أن الجانب الإسرائيلي يعيش أياما صعبة وخسائره البشرية العسكرية والاقتصادية تزداد يوماً بعد يوم في ظل ارتفاع عدد القتلى والجرحى من جنوده المتوغلين في قطاع غزة، وازدياد الضغط الشعبي على حكومة نتنياهو بإطلاق سراح المختطفين لدى حركة حماس والفصائل الأخرى.
وبين أن الإسرائيليين يعيشون حالة من عدم اليقين بقدرة حكومة الحرب بقيادة نتنياهو على الانتصار في هذه الحرب أو تحقيق إنجازات سياسية وعسكرية كبيرة.
وأكد دية أن عامل الوقت مهم جداً في عملية المفاوضات، والجانب الإسرائيلي ليس لديه ترف الوقت للبقاء طويلاً دون تحقيق الأهداف التي بدأ بها معركته في قطاع غزة.
وأكد أن الاحتلال ينزف من كل الاتجاهات، والواقع الاقتصادي في تراجع مستمر والخسائر في أسواق المال والعملة وبقية القطاعات الاقتصادية تتفاقم ولن يستطيع الإسرائيليون البقاء في حالة الحرب لفترات أطول.
وأردف دية أن الرأي العام العالمي المُناصر للقضية الفلسطينية بدأ يتسع وتزداد الدعوات لوقف إطلاق النار، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها في قطاع غزة آخذة بالانتشار في معظم دول العالم، مشيرا إلى أن هذا سيشكل مزيداً من الضغط على حكومة الحرب الإسرائيلية التي باتت عاجزة عن تحقيق أهدافها في قطاع غزة، وستكون مجبرة على وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات الحل النهائي للصراع.