حكومة الحرب والأزمة العميقة
منير دية
بعد مرور اكثر من ثلاثة أسابيع على تشكيل اول حكومة حرب بعد عام ١٩٦٧
والتي شارك فيها معظم الأحزاب السياسية في إسرائيل وتلقت دعماً غربياً منقطع النظيرالا ان تلك الحكومة لم تستطع حتى الان تحقيق أي انتصار سياسي او عسكري او تحقيق اياً من الأهداف التي شكلت من اجلها تلك الحكومة سواء فيما يتعلق بالقضاء على المقاومة الفلسطينية و تحرير الرهائن و تهجير الفلسطينيين وغيرها من الوعود التي اطلقها قادة حكومة الطوارئ .
الغضب الشعبي داخل المجتمع الإسرائيلي يزداد يوماً بعد يوم وهو ينتظر تحقيق تلك الوعود لكن دون جدوى فالامور تزداد سوءً على الاسرائيلين والخسائر الاقتصادية تتفاقم وانعدام الامن بسبب صواريخ المقاومة التي لا زالت تنطلق من غزة رغم الدمار الكبير الذي حصل للقطاع بعد القاء اكثر من عشرين الف طن من المتفجرات واستهداف المدنيين الأبرياء ليصل عدد الشهداء لاكثر من اثنى عشر الفاً اغلبهم من الأطفال والنساء واصابة ما يقرب من العشرين الفاً وتدمير عشرات الالاف من المنازل والمدارس ودور العبادة والمستشفيات.
الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة كشفت الوجه الحقيقي لهذا الكيان امام شعوب العالم باسره واستطاعت الصور والفيديوهات القادمة من هناك والتي اثبتت الاستهداف المقصود للمدنيين وقتل الأطفال وقطع الماء والكهرباء والاتصالات وعدم السماح بدخول المساعدات فتغير الرأي العام العالمي ونزل الملايين الى الشوارع في معظم دول العالم ليعبروا عن رفضهم للمجازر التي تقوم بها إسرائيل ومحاكمة المسؤولين عن تلك الجرائم ووقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل .
حكومة الحرب الإسرائيلية بدأت تتفكك ولا احد يريد ان يتحمل مسؤولية ما حدث من هزيمة واخفاق امني يوم ٧/١٠ وكلما طال امد الحرب ستزداد الكلف العسكرية والسياسية والاقتصادية عليها وسيزداد الضغط من قبل المجتمع الإسرائيلي الذي لا يستطيع البقاء في حالة الحرب لفترات طويلة كما وان موقف العديد من دول العالم الداعمة لإسرائيل اصبح يتغير تحت ضغط الراي العام هناك واستمرارحكومة الحرب انتهاك كل قرارات الأمم المتحدة وارتكابها جرائم حرب.
الأيام القادمة ستكون حاسمة وستحاول حكومة الحرب تحقيق اي انجاز لإنقاذ نفسها من الانهيار بعدما زادت المطالبات بإقالة نتنياهو بسبب الإخفاقات المستمرة وعدم قدرته على إدارة الأزمة العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تعصف بالكيان وهو ما سيدفع حلفاء إسرائيل وخاصة الولايات المتحدة الامريكية اما للإسراع لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والدخول في مفاوضات حل نهائي للصراع او توسيع دائرة الحرب بمشاركة قوى إقليمية ودولية مثل روسيا والصين وايران وتركيا فالجميع لديه مصالح سياسية واقتصادية في هذه المنطقة ويريد المحافظة عليها وهذا يؤكد حجم القوات التي يتم حشدها في المنطقة من جميع تلك الأطراف .