التطورات الميدانية العسكرية في غزة.. ماذا بعد؟
د. راكز الزعارير
بحذر شديد يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ عمليات توغل برية في منطقة شمال وشرق غزة منذ ليلة الخميس ٢٠٢٣/١٠/٢٤، ومن المتوقع استمرار عمليات التوغل والتوسع والتعمق فيها بشكل اكبر خلال الاسبوع القادم، مع استمرار حملات القصف الجوي والبحري بشكل جنوني، وعزل القطاع بشكل كامل عن الإتصالات الخارجية، وبنفس الوقت تجنب عملية اجتياح شاملة للقطاع خوفا من تكبد خسائر بشرية كبيرة من عمليات المقاومة الفلسطينية التي تتصدى بقوة وبسالة عقائدية كبيرة للهجوم.
العمليات العسكرية الهجومية التي تستهدف المنطقة الشمالية والشرقية للقطاع تهدف الى:
-استطلاع مستويات قوة دفاع المقاومة الفلسطينية، والواقع الميداني، وجمع اكبر حجم من المعلومات الاستخبارية من ارض ساحة العمليات، او ما يسمي استخباريًا بالمعاينة على ارض الواقع، قتل او أسر عدد من عناصر المقاومة الفلسطينية، واختبار معنويات الضباط والجنود، واستكشاف مناطق اطلاق صواريخ او اطلاق القذائف و حقول الالغام الارضية التي زرعتها المقاومة، ومعرفة حجم الخسائر التي الحقت بالمقاومة، والتحضير لعمليات اقتحام اوسع.
أما الهجوم الرئيسي، «الاجتياح» البري فأن التحليلات الاستخباراتية الاستراتيجية العسكرية وخاصة الامريكية تدعو و ترجح استبعاده على الاقل في هذه المرحلة، وان تكون العمليات البرية محصورة، مكررة، محدودة ومركزة على تدمير أهداف استراتيجية لحماس اهمها، الانفاق ومناطق إطلاق الصواريخ، فتح ممرات اختراق على الارض الى مواقع استراتيجية في القطاع واحتلالها والتمركز فيها لمدة طويلة لغايات استراتيجية أهمها:
انطلاق عمليات كوماندوز مدعومة بخبرات امريكية وتعتمد على العمليات العسكرية السيبرانية والالكترونية. ومحاولة الوصول الى الرهائن وتحريرهم ونصب شبكات مراقبة على كل تحركات المقاومة.
وجمع معلومات استخباراتية الكترونية. والسيطرة الكترونيا على فضاء الانترنت في القطاع. وفي نفس الوقت يوازي عمليات التوغل البري في القطاع عدة اقتحامات لمدن الضفة الغربية، وتم اعتقال ما يزيد عن الف فلسطيني تدعي إسرائيل أنهم من مؤدي حماس والجهاد الاسلامي.
ثانيا: وضع وموقف المقاومة: هناك تصد ومقاومة قوية لمحاولات التوغل بأسلحة مضادة للدبابات والأفراد والمصائد المفاجئة، ومحاولات توغل معاكسة من البحر والجو وربما تتطور الى عمليات استشهادية في الخطوط الخلفية لقوات الاحتلال، وأستمرار اطلاق صواريخ على مواقع حيوية منتقاة في إسرائيل بحيث لم يعد هناك اي منطقة امنه بشكل كامل على ارض الدولة العبرية، وبات معظم الشعب الاسرائيلي يقضي معظم اوقاته في انتظار صافرات الانذار او في الملاجئ.
ثالثا: دوليا وصول قوات امريكية متخصصة بحرب المدن، واسلحة حديثة وشبكات حمائية للدبابات والدروع، انتشار عسكري استراتيجي امريكي في شرق المتوسط برا وبحرا وجوا، هجمات جوية امريكية على مواقع لحرس الثورة الايرانية في سوريا ردا على استهداف قواعد امريكية في العراق وسوريا، واستعراض عضلات امريكية تحسبا من مشاركة اقوى من ايران ووكلائها في المنطقة/ حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن، وقد زاد زخم تحذيرات دولية/ وخاصة الدول الكبرى من تداعيات إجتياح بري شامل للقطاع، وتحذيرات من دخول اطراف اخرى، واعلان وزير خارجية ايران با?ها تدعم الاستقرار في المنطقة ولا تسعى لتوسيع دائرة العنف! وحزب الله يستمر بعمليات قصف متبادل مع الجيش الاسرائيلي بهدف المشاغلة.
أردنيا وعربيا: يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني جهوده المكثفة ويضع ثقله الدولي واتصالاته عربيا ودوليا لوقف القتل فورا، وقد نجحت الأردن والمجموعة العربية باستصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لحماية المدنيين وفتح ممرات للدعم الانساني ووقف اطلاق النار.
والدبلوماسية الأردنية كثفت جهودها باتجاهين رئيسيين: وقف الحرب، والاستعجال بالإمدادات الانسانية لغزة وحماية المدنيين، في الوقت الذي يعمل جلالة الملك جاهدا لخلق افق سياسي دولي لمرحلة جديده لسلام عادل بعد وقف الحرب، والاتحاد الاوروبي يدعو لمؤتمر سلام للشرق الاوسط خلال ٦ أشهر من الآن.