الهيئات الثقافية في البلقاء: موقف أردني واضح في قمة القاهرة للسلام

أصدرت الهيئات الثقافية في محافظة البلقاء البيان التالي:

بداية القول نعبر عن اعتزازنا بموقف الملك عبد الله الثاني الواضحة في خطابه امام قمة القاهرة للسلام والتي تضمنت الجهود المبذولة لوقف الاعتداء الوحشي على غزة واهلها، فقد عبر وبشكل ثابت عما يجول بخاطر كل عربي ووصف الموقف بالوقت العصيب، وضرورة وقف الكارثة الإنسانية فورا.

تحدث جلالته بلسان كل عربي عن القضية الفلسطينية والاوضاع المأساوية التي تعيشها غزة حيث قال: تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء، ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا. ففي أي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والاحتياجات الأساسية. وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورا. فقد كان جلالته الزعيم العربي الذي سلط الاضواء لان يحدث في غزة هو عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة، واصفا ما يحدث بانه انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني؛ ‏فهو جريمة حرب جريمة حرب، مروعة. وكان جلالته قد عبر بصوت عربي امام حضور دولي عندما قال حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين. حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي وحقوق الإنسان لها محددات فهي تتوقف عند الحدود وتتوقف باختلاف الأعراق وباختلاف الأديان.  ‏وتطرق حديث جلالته الى أولوياتنا الحالية الواضحة والعاجلة:

‏أولا: الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وتبني موقف موحد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجاما مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائي.

ثانيا: إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة.

‏ثالثا: الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا.

 تعودنا دائما في كل الخطابات الملكية المحلية والدولية على الاستماع الى النظرة الثاقبة وبهذا الخطاب تحديدا ما ستؤول اليه الامور بعد توقف القصف فيقول جلالته: وعندما يتوقف القصف، لن تتم محاسبة إسرائيل، وسيستمر ظلم الاحتلال وسيدير العالم ظهره، إلى أن تبدأ دوامة جديدة من العنف. إن سفك الدماء الذي نشهده اليوم هو ثمن هذا الفشل في تحقيق تقدم ملموس نحو أفق سياسي يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.                                             

أن الهيئات الثقافية في محافظة البلقاء كانت وسنبقى نعبر عن عظيم اعتزازها بالكلام الملكي الذي وصف الكيان وبلا مواربة وبشكل واضح وجلي تماما عندما تحدث بأنه: يتعين على القيادة الاسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها، محرومين من حقوقهم المشروعة، وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين، وعلى القيادة الإسرائيلية أن تدرك وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم. وإن السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، اعطى الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، والايمان لان حياة كل إنسان متساوية في القيمة.

ان خطاب جلالته في قمة القاهرة ما هو الا منطلقات لعمل عربي يهدف الى وقف شلال الدم، ويشكل رافعة يمكن البناء عليها مستقبلا تجاه كافة القضايا والمشكلات التي تعيشها امتنا العربية.

وختاما نؤكد اننا نقف صفا واحدا لا اعوجاج فيه خلف رؤى وتطلعات جلالته، ونستهدي بأفكاره ومواقفه نبراسا وهاديا يقودنا جميعا نحو افق أردني عربي رحب قوامه العدل والمساواة.

ان الهيئات الثقافية في محافظة البلقاء نؤمن تماما بان مواقف جلالة الملك الحصيفة والساطعة لا تقبل التأويل والتحريف، وهي ذات المواقف الثابتة التي انتهجها الاردن وقيادته على مر التاريخ. كما تدرك التطابق والانسجام بين الموقفين الرسمي والشعبي اتجاه قضية فلسطين ما هو الا نتاج جهد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي عبر عن كل أردني وعربي، وبصراحة اننا احوج بهذه المرحلة الى توحيد الصف والكلمة والفعل مع وقفة عزّ ووفاء، لننطلق بها نحو الديمقراطية وممارسة وترسيخ العمل الحزبي والسياسي وفق الرؤى الملكية التي تقودنا نحو شاطئ الامان.

حفظ الله الاردن وطناً عربياً حرا وسدا منيعا ساندا وداعما للشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة بقيادة جلالته والتفاف شعبه الوفي حوله قيادته الهاشمية.

الهيئات الثقافية في محافظة البلقاء

السلط 23، تشرين الاول٢٠٢٣