تقرير عبري: إسرائيل تعتزم إقامة حكومة مدنية محلية في غزة بعد تصفية حماس
يحيى مطالقة
اعتبر تقرير عبري أن الإفراط في المفاهيم العسكرية في الخطاب الإسرائيلي، سيؤدي إلى وصف جزئي لتبعات العمل المتوقع في قطاع غزة. فالخطوة المزمعة ليست مجرد "مناورة" أو "دخول بري"، بل هي خطوة على نطاق تاريخي لديها القدرة على إعادة تشكيل النظام الفلسطيني، وسيكون لها تأثير عميق على الساحة الإقليمية.
وقال "لذلك، من الضروري التحليل بالتفصيل ليس فقط المفهوم الغامض للقضاء على حماس، بل أيضاً التخطيط بعمق لليوم التالي".
وأضاف التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، أن "الدخول العسكري المكثف إلى غزة دون مثل هذا التخطيط، يمكن أن يوقع إسرائيل في واقع لا يقل سوءا عن الواقع الذي كان قائما حتى 7 تشرين الأول/ أكتوبر: من السيطرة المطولة على القطاع إلى تشكيل مساحة حكومية يمكن للعناصر المتطرفة من الشرق الأوسط بأكمله أن تدخلها".
وبحسب التقرير، من الضروري التعرف على قطاع غزة بعمق، وهو أحد أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم، حيث يعتمد سكانه الفقراء على المساعدات الخارجية (حوالي 70% ينتمون إلى قطاع اللاجئين)، وصغار السن (67%) تحت سن الثلاثين)، مع بنية تحتية مدنية هشة، ومع جيل شاب تم غسل دماغه في ظل نظام حماس، الذي غرس في العقل العداء الشديد لإسرائيل والحرب باعتبارها روتينًا للحياة. وفي هذا الفضاء من الممكن تأسيس نظام سياسي جديد، ولكن ليس من الممكن تشكيل وعي جديد، وهو الهدف الذي فشل فيه الأمريكيون في تجربتهم المريرة في أفغانستان والعراق. والدرس المستفاد هو أنه لا يجب أن تستقر في مستنقع غزة، ويجب عليك صياغة أهداف واقعية وخالية من الأوهام.
ووفقا للدكتور ميخال ميلشتاين، وهو رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان في جامعة تل أبيب، وباحث كبير في معهد السياسات والاستراتيجية في جامعة رايخمان، فإنه في إطار الاختيار بين أسوأ البدائل الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل، لابد من دراسة أفكار تتعلق بتشكيل نظام جديد يتماشى مع السلطة الفلسطينية، وهي الفكرة التي، بحسب التقارير، تمت مناقشتها الأسبوع الماضي بين إسرائيل والإدارة الأمريكية العليا. والحديث يدور عن حكومة مدنية محلية ستعيد البناء على أنقاض حماس على خلفية الدمار المادي الواسع النطاق في قطاع غزة. وستتألف هذه الإدارة من رؤساء البلديات والمجالس المحلية والعشائر والمنظمات غير الحكومية وحركة فتح في قطاع غزة، وقد تكون بمثابة عنوان لإدارة الفضاء المدني وتلقي المساعدات الاقتصادية.
وقال "لا بد من تحليل هذا السيناريو بحذر، لكن على إسرائيل أن تتذكر أنه البديل الأقل سوءاً بين البدائل التي تواجه إسرائيل. حيث سيواجه عقبات كثيرة منها، من المشكوك فيه أن تكون السلطة الفلسطينية بكل آلياتها قادرة أو راغبة في الانتشار في القطاع؛ وليس من المؤكد أن الجمهور في غزة سيظهر موقفاً متعاطفاً معها؛ ومن المرجح أن تكون هناك عناصر محلية بقيادة حماس، ستعمل ضدها بالقوة، وليس من الواضح مدى دافع الشخص الذي سيرأس تلك الإدارة المدنية المحلية".
وهذا يتطلب الاستعدادات بالفعل. بدء من تحديد الجهات المحلية التي يمكن دمجها في الإدارة المحلية، وإجراء اتصالات مع السلطة الفلسطينية حول هذه القضية، وانتهاءً بالحوار مع الجهات الخارجية الضرورية لتعزيزها، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية ومصر ودول مثل السعودية والإمارات، والتي ينبغي أن تكون كياناً مؤثراً ومستثمراً في قطاع غزة بدلاً من قطر المحسوبة على حماس، على حد قول ميخال ميلشتاين.
وفي أي سيناريو، سيكون من الضروري إقامة نظام وسيطرة وإشراف جديد على الحدود بين مصر وغزة (محور صلاح الدين)، والذي كان الشريان الرئيسي لتعزيز قوة حماس العسكرية، وهذا أيضاً درس مهم لأي نقاش حول التسوية المستقبلية في الضفة الغربية. وفي أي سيناريو من الضروري أن تسيطر إسرائيل على غور الأردن، وبالتالي منع التهديدات العسكرية مثل تلك التي تطورت في غزة.
إن عدم وجود خطة منظمة واستعدادات أولية فردية فيما يتعلق باليوم التالي لغزة، سيشهد على أن إسرائيل لم تتعلم شيئًا من الفجوات الحادة التي كانت موجودة فيها فيما يتعلق بالقضاء على حماس والتعامل معها حتى اندلاع الحرب، بل والأسوأ من ذلك حول تكرار متوقع لإنجازات الماضي، بحسب التقرير العبري.