الجيش الإسرائيلي يبدأ بتسريح قوات الاحتياط.. لماذا تأخرت العملية البرية الكبيرة؟
يحيى مطالقة
بعد مرور 13 يومًا على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل، يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1400 إسرائيلي، وبعد أيام من الاستعدادات الميدانية، أجل مجلس الحرب الإسرائيلي، الحرب البرية الواسعة في قطاع غزة لعدة اعتبارات:
أولا، كان الاعتبار هو تطهير المستوطنات والبؤر الاستيطانية من مسلحي حماس، وتثبيت الخط الحدودي وتحسين الدفاع، ولياقة القوات النظامية لشن هجوم بعد مقتل مئات الجنود وجرح أكثر من 1000 آخرين. ورغم تأخر المراحل الأولى، فقد تقرر التعبئة العامة لمنظومة الاحتياط جواً وبراً وبحراً وبدء توزيع العتاد وإنعاش القوات ونقل الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وبطاريات المدفعية وغيرها إلى مختلف قطاعات العمليات في الجنوب والشمال والوسط. وبعد ذلك تم اتخاذ قرار في الحكومة، تحت ضغط أمريكي، بتسوية القضايا الإنسانية في قطاع غزة وعندها فقط البدء بالعملية الارضية.
كما تم تأجيل موعد بدء العملية البرية، بسبب مجموعة واسعة من الاعتبارات الإضافية، بداية من تخطيط الخطط العملياتية وفق أهداف الحرب التي قررها "كابينت الحرب"، وتوفير الشرعية على الساحة الدولية لعملية واسعة في مناطق حضرية مشبعة بالسكان، وقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقدوم إلى إسرائيل، والضغط الذي مارسه لرعاية السكان الفلسطينيين على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي عن إجلاء المواطنين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع.
ووفقا لموقع "واللا" العبري، هناك اعتبار آخر في عملية صنع القرار على المستوى السياسي، وهو الضغط الذي يمارسه حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية. فقد أراد الجيش الإسرائيلي استكمال الاستعداد لاحتمال حدوث تدهور أوسع نطاقاً ضد حزب الله، وعندها فقط يقرر مسألة الحرب البرية. وبمجرد الانتهاء من الاستعداد على الحدود الشمالية، تصبح الخيارات مفتوحة على المستوى السياسي لاتخاذ أي قرار بشأنها.
وتزعم مصادر في المؤسسة الأمنية، أن الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب البرية ضد غزة، ولكن من المحتمل أن يكون قرار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالقدوم إلى إسرائيل، قد أثر على اتخاذ القرار. كما أن للشرعية الدولية لأمن إسرائيل وإطلاق تحرك واسع لها تأثير ليس فقط على المناورة نفسها، بل على دول المنطقة بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي يتمتع الآن بميزة كبيرة، خاصة مع استخدام النيران الجوية والأرضية الدقيقة ضد أهداف في قطاع غزة. في كل ساعة تمر، يُقتل المزيد من نشطاء النخبة في حماس، ويتم تدمير المزيد من البنية التحتية لها.
التأجيل يضر بمعنويات القوات في الميدان
ومن ناحية أخرى، هناك قدر لا بأس به من الانتقادات بين القوات البرية بأن قرار تأخير الحرب البرية قد يضر بمعنويات القوات الميدانية، حيث أن معظمها قد أنهى استعداداته وتدريبه وإعادة تدريبه في مختلف مجالات مراكز التدريب. كما تقرر تسريح جنود الاحتياط، فيما لم يتضح بعد نطاق التسريح في هذه المرحلة. وأوضح مسؤول أمني كبير أن "جنود الاحتياط لديهم أعمال ووظائف، والاقتصاد يعاني من ذلك. والروح المعنوية مرتفعة ولكن على إسرائيل أن تتطلع إلى الأمام، لأن الحرب على غزة سوف تستغرق فترة طويلة.
وعلم أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإطلاق سراح جنود الاحتياط وإعادتهم لإسرائيل بشرط أن يكونوا جاهزين للانتشار. وينتقد العديد من الجنود القرار، لأنه بالإضافة إلى التأخير في العملية البرية، هناك عدم يقين بشأن شروط الخدمة.
وقال أحد الجنود: "لقد أُبلغنا أنه سيتم تقلص عدد القوة البشرية، لذلك يتم الآن إطلاق سراح العديد من الأشخاص إلى منازلهم، لكنهم يطلبون منا أن نكون جاهزين على الفور في حال الاتصال بنا".
وتساءل الجندي نفسه: "هل هذا الشيء قانوني على الإطلاق؟ كيف يمكنني أن أتمكن من ذلك؟" فقد يتم استدعائي في أي لحظة؟ ليس لدي مشكلة في البقاء في الاحتياط، لكنهم يتركونني في وضع لا أكون فيه في الاحتياط ولا أستطيع العمل".