ما هي الأهداف الاستراتيجية للحرب على غزة
يحيى مطالقة
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها، إن لدى إسرائيل خمسة أهداف استراتيجية ترغب في تحقيقها على المدى المتوسط عند انتهاء القتال في قطاع غزة، وهي:
أولا، يجب أن يكون القطاع بأكمله منزوع السلاح، ولابد من اتخاذ الترتيبات والآليات الكفيلة بذلك.
ثانيا، يجب أن تكون الإدارة في غزة مدنية - مهنية - وليست أيديولوجية - دينية وليست سياسية - ويكون اهتمامها وتوجيهاتها الوحيدة هو الاهتمام برفاهية السكان الفلسطينيين. وسوف تستمد سلطتها من أساس الشرعية الدولية الواسعة، وينبغي أن تستند إلى الإدارة المدنية المحلية والمسؤولين، بشرط ألا يكون أفرادهم من الناشطين السابقين في الجناح العسكري لحماس أو غيرها من المنظمات الإرهابية.
وستعتمد آلية الحكومة المدنية، بالإضافة إلى الشرطة المحلية، على قوة دولية لإنفاذ القانون وترتيبات وقف الأعمال العدائية. وستحصل غزة على ميناء للمياه العميقة سيتم تشغيله تحت إشراف أمني وسيسمح أيضًا بحركة الركاب والسياح من وإلى قبرص.
ثالثا، على إسرائيل إنشاء نظام إنذار ودفاع متكامل على الحدود يوفر الأمن لمواطنيها في حالة عدم استيفاء الشروط المطلوبة في قطاع غزة، أو انتهاكها. وستشمل الترتيبات الأمنية محيطا أمنيا يتراوح عرضه بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات، ولن يسمح لسكان قطاع غزة بالدخول إليه دون إذن خاص. ومن يدخل بدون إذن فإنه يخاطر بحياته.
رابعا، لن يبقى الجيش الإسرائيلي في غزة لفترة أطول مما هو ضروري لتحقيق الأهداف القتالية المباشرة والتمكين من إنشاء إدارة بديلة في القطاع. ومع ذلك، سيحتفظ الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" بالحق في ما هو مطلوب، والمعروفة باسم "المطاردة الساخنة" لإحباط الهجمات الإرهابية ونوايا الحرب حتى بعد عودتها إلى إسرائيل.
خامسا، ستأخذ إسرائيل بعين الاعتبار المصالح والاعتبارات الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة، والاعتبارات السياسية الداخلية، والمصالح الدينية والاستراتيجية للدول الإسلامية في المنطقة التي تربطها بإسرائيل اتفاقيات سلام وتطبيع وعلاقات دبلوماسية.
لقد قررت إسرائيل علنا أن هدفها هو إحداث تغيير جذري في غزة، وإنهاء حكم حماس، وتدرك المؤسسة الأمنية الحاجة إلى تغيير جذري في أنماط التفكير والعمل على المستويين السياسي والعسكري لتحقيق ذلك على عكس الجولات السابقة في غزة، إن التغيير في أنماط العمليات يتجلى بالفعل في الميدان في إطالة مراحل القتال من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة، وعندها فقط يستمر الأمر. وهذا ما يفسر، على سبيل المثال، مرحلة إطالة الضربات الجوية والبحرية والمدفعية استعدادًا للدخول البري.
كما أن إدارة اتخاذ القرار والعمل السياسي والعسكري ستكون مختلفة أيضاً: فالقرارات المتعلقة باستمرار كل مرحلة ستتخذ وفقاً لنتائج المرحلة التي سبقتها. إن المرونة في الفكر والعمل والصبر والاستخدام البطيء والمدروس للقوات العسكرية والتعاون الوثيق مع الأمريكيين هي مبادئ الحرب الحالية ضد غزة.