الدعوة لمليونية في الأردن.. إليك المكان والزمان
دعا الملتقى الوطني لدعم المقاومة جماهير الشعب الأردني إلى مليونية غزة والمقاومة الجمعة 13-10 في ساحة الأمانة في رأس العين.
وتاليا نص البيان:
الملتقى الوطني لدعم المقاومة: ندعو جماهير الشعب الأردني إلى مليونية غزة والمقاومة الجمعة 13-10 في ساحة الأمانة في رأس العين، ونعلن الجمعة التالية 20-10-2023 مسيرة العودة الكبرى إلى الحدود
ملتقى دعم المقاومة: نتوجه إلى الأردن الرسمي بوجوب التحلل من الارتباط والارتهان للصهاينة واتفاقيات وادي عربة والغاز والماء مقابل الكهرباء والاتفاقية العسكرية الأمريكية، التي أوصلتنا إلى موقع مناقض لما مضى عليه شهداء جيشنا العربي على أبواب القدس
أطلقت المقاومة الفلسطينية من غزة عمليتها المظفرة "طوفان الأقصى" فجر السبت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لتجترح المستحيل وتتجاوز بفعلها ما كان خيالاً شعبياً عربياً وإسلامياً، إذ كسرت خط الحصار الصهيوني العسكري لغزة، وحققت المفاجأة الكاملة، وأنهت معادلة التفوق العسكري الصهيوني المطلق التي عمل الاستعمار الغربي على تكريسها في منطقتنا بكل جهده منذ نشأة هذا الكيان.
لقد جاءت هذه العملية المباغتة والمنتصرة لتؤكد أن خيار المقاومة هو وحده خيار الأمة الذي يمكن التعويل عليه في مواجهة الاستعمار الصهيوني على أرض فلسطين، وإن هذه المقاومة اليوم هي من تقود جماهير هذه الأمة التي لم يسبق أن كانت أكثر إجماعاً على المقاومة وأكثر اعتزازاً وفخراً بمقاوميها وإنجازاتهم التي تطاول المستحيل. وأمام هذه الحقائق والمعادلات التي ترسيها المقاومة، وما ترسيه من مستقبلٍ يمضي نحو تحرير فلسطين، ونحو المواجهة الشاملة مع الصهيونية، فإن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن يؤكد على ما يلي:
*أولاً:* نتوجه بأسمى آيات الفخر والاعتزاز والتقدير إلى رجال المقاومة الأبية الذين أعادوا لأمتنا عزتها وهويتها وذاتها المفقودة، وإلى أهلنا الأبطال المرابطين في غزة داعين الله أن يرحم الشهداء وأن يشفي الجرحى وأن يكلل كفاحهم وصمودهم بالنصر المبين.
*ثانياً:* نتوجه إلى إلى السلطات الأردنية وأمام هذه المعادلات أن تبادر اليوم قبل الغد إلى فك الارتباط بالصهاينة، والتحلل من نهج التبعية والارتهان لهم بدءاً من اتفاقية وادي عربة مروراً باتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة واتفاقية الغاز واتفاقية الماء مقابل الكهرباء وتشغيل الأردنيين في فنادق إيلات وصولاً إلى الاتفاقية العسكرية الأمريكية؛ فهذا النهج من التطبيع المخزي والتبعية المذلة أوصلتنا اليوم لأن نكون في النقيض تماماً من الموقع الذي وقف فيه جيشنا العربي على أبواب الأقصى وأسوار القدس مدافعاً بدماء مقاتليه، فبات ثمن الغاز الذي ندفعه يمول مجهود الحرب الصهيوني، وباتت صادرات الغاز عبر الخط العربي الرئة الاقتصادية لجيش الاحتلال في حالة الحرب التي أعلنها، بل باتت القواعد الأمريكية في الأردن تصلح لأن تكون أقرب مصدر تموين وتعزيز وخدمات لوجستية للاحتلال، في إطار اتفاقية لا تسمح للدولة الأردنية بمعرفة حمولات الطائرات الأمريكية ولا تفتيشها ولا التدخل في وجهتها، فتضع بذلك جزءاً من أرضنا تحت السيادة الأمريكية المطلقة، فتُجدد –وبكل حسرة وأسف- زمان الاستعمار المباشر بعد سبعين عاماً من انقضائه!
*ثالثاً:* نتوجه إلى جماهير شعبنا الأردني بأن مجابهة هذا الارتباط بالصهيونية والارتهان لها هو واجب لا بد أن تشكل هذه المواجهة نقطة فارقة للمضي بعزمٍ وإصرار، فلا بد من مجابهة هذا النهج بإرادة شعبية رافضة ومؤثرة، فكيف يمكن أن نقبل أن ننتهي اليوم إلى موقع إسناد الصهاينة في حربهم على أهلنا في فلسطين وعلى مقاومتهم التي تنتصر لمقدساتنا، المقدسات التي احتُلت وهي تحت السيادة الأردنية، والتي يُعتدى عليها ويحاول المحتل تبديل هويتها وهي تحت المسؤولية الأردنية.
*رابعاً:* نداؤنا إلى جماهير شعبنا الأردني بأن واجب الوقت هو الحشد الكبير الواسع لنكون جزءاً من طوفان الأقصى وساحةً من الساحات التي تتوحد في هذه المعركة، ولنقف صفاً واحداً خلف المقاومة في معركتها المظفرة، ومع أهلنا في غزة وهم تحت نار الوحشية الصهيونية وحصارها، وتحت سياط الخذلان الرسمي العربي الذي أوصل ثلاثة دولٍ عربية لأن تصطف مع الصهاينة في حربهم، فإننا ندعو جماهير شعبنا الأردني إلى مليونية غزة والمقاومة في ساحة أمانة عمان في رأس العين، لنعمل معاً على تحقيق أوسع حشد شعبي ممكن تأييداً للمقاومة وإسناداً لها في معركتها، ولنعلن الجمعة التالية 20-10-2023 مسيرة العودة الكبرى نحو الحدود.
خامساً: لقد جاءت هذه المعركة لتجدد التأكيد وبما لا يحتمل الشك بأن الولايات المتحدة والغرب بأسره هو العدو الحقيقي الأكبر لأمتنا، الذي أسس الصهيونية قاعدة متقدمة له على أرضنا وعزّزها وضمِن لها تفوقها، فهو اليوم فوق ذلك كله يرسل حاملة طائرات ويتحدث عن حق المحتل المعتدي في "الدفاع عن نفسه" ويدين أحق وأعدل مقاومة على وجه الأرض، بينما صب كل إنسانيته وعدالته المزعومة على أوكرانيا. إن هذا يؤكد أن هذا الغرب لم يكن يوماً صديقاً ولا حليفاً، وأن كل علاقته ببلادنا هي لرهن قرارها وتكبيل إرادتها، ولا بد اليوم من التحرر منها بكل الأدوات الممكنة.
*ختاماً،* يؤكد الملتقى استمرار انعقاده ومتابعته المتواصلة، ونداؤنا للأردنيين أن تتوحد قوانا وصفوفنا خلف المقاومة فهي نهجنا وخيارنا الذي لن نحيد عنه، مهما ضلت البوصلة الرسمية وتورطت في التطبيع الذي يبقى مرفوضاً ومداناً ولن نقبل أي جزء مفروضٍ منه، ولن يتحول إلى حقيقة نتصالح معها ونقرها مهما وضع خلفها من أدوات الفرض والتهويل.
عمان في 11-10-2023