وصدقت تحذيرات الملك، لكنهم لم يسمعوه
زيان زوانة
بكل المعايير ، تم ّ حسم نتيجة معركة "طوفان الأقصى" منذ ساعتها الأولى لصالح الفلسطينيين، وذلك بملحمة المفاجأة تخطيطا وتوقيتا وتمويها وتضليلا وتنفيذا.
وكل اشتباك مع غزة يتبع ذلك في قادم الأيام فسيراكم النتيجة المحسومة، ويزيد خسائرهم وارتباكهم ويكشف عجز منظوماتهم الحديدية والاستخباراتية والجاسوسية والسيبرانية والبشرية.
وأما "غزّة العز" ، "فالخدّ متعود على اللطم"، لكن لطم غزّة هذه المرة ليس ككلّ مرة، فقد استوفت حقها وحق جميع الشرفاء، وحق تصريحات الملك في نيويورك في مؤتمر قمة الشرق الأوسط العالمية في نيويورك منذ أيام، عندما حذّر من "تجاوز الفلسطينيين"، وحذّر الحكومة الإسرائيلية بقوله "إن جزءا من التحدي يكمن في أن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أنه يمكنها تجاوز الفلسطينيين والتعامل مع العرب مؤكدا عدم إمكانية ذلك"، معيدا تأكيده "أنه لن يتم الوصول لسلام حقيقي دون حل القضية الفلسطينية".
الأردن، قيادة وشعبا، وعلى الدوام، هو اللسان الواضح لحال القضية العربية الفلسطينية، وسطع هذا الوضوح، في ظلّ الإبراهيميات.
أمام بريق كاميرات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تأخذ تصريحات الملك حينئذ حظها في الإعلام، ليأتي "طوفان الأقصى" ليعطي تصريحاته وزنها الاستراتيجي، عربيا وإقليميا وعالميا.
لم يسمعوا تحذيرات الملك منذ أسابيع، فهل يسمعوه اليوم، على وقع آثار "الطوفان المميت المهين" على إسرائيل والإقليم والعالم، والأردن أيضا ؟؟؟