أسباب تراجع مستوى النادي الفيصلي

تعرض النادي الفيصلي للخسارة الثانية على التوالي في دور المجموعات بدوري أبطال آسيا، حيث أخفق أولا أمام ضيفه ناساف الأوزبكي 0-1، ثم خسر بالنتيجة ذاتها أمام مضيفه الشارقة الإماراتي.

وقبلهما هزم الفيصلي 3 مرات في غضون شهر، من غريمه الوحدات في الدوري وكأس الأردن.

هذه الخسائر مجتمعة، كان من الطبيعي أن تثير حيرة وغضب جماهير الفيصلي في آن واحد، وهي التي تقوم بدورها على أكمل وجه في مختلف المباريات.

ويسلط موقع كووورة الضوء على الأسباب التي أدت لتراجع الفيصلي بالموسم الجاري كالتالي: 

رحيل أبو عابد

جددت إدارة الفيصلي عقد المدير الفني جمال أبو عابد بعدما قاده لاستعادة لقب دوري المحترفين وضمان المشاركة التاريخية لأول مرة في دوري أبطال آسيا.

وسجل الفيصلي انتصارات قياسية في بداية الموسم من خلال بطولة الدرع التي توج بلقبها بعدما حقق 11 انتصارات وتعادلا وحيدا.

ورغم ما حققه أبو عابد شعر أنه أصبح غير مرغوب به، حيث علم أن مجلس الإدارة دخل بمفاوضات مع مدربين آخرين، فقدم استقالته بنهاية كأس السوبر وتمسك بها.

في المقابل لم تبد جماهير الفيصلي اعتراضا كبيرا على رحيل أبو عابد الذي أنهى مسيرته مع الفريق بخسارتين أمام الوحدات ذهابا وايابا ببطولة كأس السوبر.

الغرايري

لاحقا كلف الفيصلي حسونة الشيخ بقيادة الفريق ريثما يتعاقد مع مدير فني جديد، كان التونسي غازي الغرايري.

ولم يكن الغرايري محظوظا إذ وجد نفسه في مستهل مهمته أمام تحد صعب بمواجهة الوحدات في دوري المحترفين وخسر 2-3.

وتسببت هذه الخسارة بانتقاد الغرايري، فالفريق كان متأخرا 2-0 ثم تعادل 2-2، لكن تبديلاته في اللحظات الأخيرة ساهمت بمنح الوحدات التفوق وحسم المباراة.

وعملت إدارة الفيصلي على امتصاص غضب الجماهير بحضور التدريبات وتحفيز اللاعبين، من أجل الحفاظ على استقرار الفريق قبل مشاركته بدوري أبطال آسيا.

حاول الغرايري طمأنة الجماهير قبل مواجهة ناساف الأوزبكي في عمان بافتتاح مشوارهما بمجموعات دوري أبطال آسيا، لكنه خسر بهدف في ملعبه.

لم يقدم الفيصلي ما يشفع له بالفوز: لعب بعشوائية، مع ضعف منظومة الهجوم، فضلا عن عدم جدوى التبديلات وكثرة الثغرات الدفاعية.

الإدارة واللاعبون

اجتهد مجلس إدارة الفيصلي فوق طاقته وأنفق كثيرا من أجل إعداد وتدعيم الفريق، لكنه أخفق في ملف اللاعبين الأجانب، إذ لم يقدم أي منهم الإضافة المطلوبة.

كما يتحمل لاعبو الفيصلي جزءا معتبرا من مسؤولية النتائج، إذ عجزوا عن ترجمة تكتيك المدرب ولعل أبرز صور ذلك صيامهم التام عن التسجيل بدوري أبطال آسيا.

وقد يرجع السبب لعدم فاعلية التونسي رفيق كامرجي وقلة خبرة لاعبي الفيصلي في المناطق الأمامية وتحديدا رزق بني هاني وعارف الحاج وحتى النجم الشاب أمين الشناينة.

ورغم الانتقادات حول طريقة لعب وخطط المدرب الغرايري، إلا أن لاعبي الفيصلي لم يقدموا الأداء المتوقع منهم، وغابت عنهم الروح القتالية منذ لقاء الذهاب أمام الوحدات بكأس السوبر.

ما الحل؟

مع تراجع حظوظ الفريق في عبور دور المجموعات بدوري الأبطال، ربما تتجه النية لتغيير الجهاز الفني، إلا أن ذلك سيكون بحاجة لدراسة عميقة قبل اتخاذ هذا القرار.

سيكون على إدارة الفيصلي هذه المرة البحث جيدا عن مدير فني يجيد التعامل مع حل الأزمات لإخراج الفريق من عثرته، مع فهم جيد لإمكانيات اللاعبين الموجودين في الوقت الراهن بقائمة الفريق، مع تثبيته لفترة للحصول على نتائج.

ولن يكون ذلك القرار سهلا لا سيما أن الجماهير تطالب بالمنافسة على بطولتي الدوري وكأس الأردن، الأمر الذي يضع على عاتقها مسؤولية الاختيار بدقة لانتقاء أفضل مدرب يتناسب مع تطلعات النادي ووضعه الحالي في آن واحد، للخروج بأمان من هذا النفق المظلم. (كووورة)