جلسة حوارية.. المشاركة السياسية للمرأة في الأرياف بين الواقع والطموح في ضوء الإصلاح السياسي

عقد ملتقى نساء الريف لمستقبل أفضل للنساء في عجلون "متساوية" جلسة حوارية بهدف مناقشة آليات تعزيز إشراك نساء الريف في العمل السياسي والحزبي في ضوء مسار الاصلاح السياسي المنسجم مع الرؤية الملكية للتحديث السياسي، حيث ركز اللقاء على دور مجلس النواب في تعزيز دعم وصول النساء والشباب لمواقع صنع القرار عبر الانخراط بالعمل السياسي والحزبي في المجتمعات الريفية لإتاحة الفرصة للمساهمة في وضع الاولويات التنموية على اجندة صنع القرار على مستوى التشريعي والرقابي. 

واشار سعادة النائب الدكتور بلال المومني إلى آن مسار التحديث السياسي هو مشروع ملكي دعى له جلالة الملك عبدالله الثاني وشكل لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية التي أنتجت مجموعة من التوصيات المرتبطة بالتشريعات والقوانين التي ستعزز المشاركة الحزبية مبين ان الرؤى الملكية ركزت على ان يكون هناك تغيير يمر عبر عشر سنوات قادمة للوصول الى برلمانات حزبية مؤكدًا أن البرلمانات الحزبية تساهم في ايجاد البرامج التخصصية وتعزز المشاركة في صنع القرار وستنتج حكومات حزبية من اختيار المواطنين وبالتالي المواطن سيصبح  شريك مباشر في صنع القرار و ان التعديلات الاخيرة  ستساهم في دخول ما لا يقل عن 41 نائب حزبي مؤكدا انه يتوقع ان لا يقل عددا عن 70 نائبا سيشكلون نسبة كبيرة من البرلمان القادم وهذا يدعوا المجتمع النساء والشباب للتحرك نحو التفاعل بشكل أكبر مع الأحزاب والعمل الحزبي. 

واشار سعادة النائب الدكتور فراس القضاه ان العمل الحزبي لم يكن عبر التاريخ متاح كما هو الآن مؤكدا بأن هناك تغيير في فكر المجتمع نحو العمل الحزبي الذي اصبح اولوية وان البرلمانات الحزبية ستقوم بدور فاعل في التشريع والرقابة وتقديم البرامج الحقيقية التي ستساهم في إحداث التغيير على واقع المجتمعات مع ضرورة الحرص  على اختيار الحزب الذي يقدم البرامج الحقيقية والذي يمتلك أهدافا تركز على خدمة المجتمع وحل مشكلاته.

واشارت الدكتورة صفاء المومني الى ان التعديلات والتشريعات الحالية جاءت داعمة لانخراط المرأة والشباب في العمل السياسي والحزبي حيث  أن هناك زيادة في عدد المقاعد المخصصة للنساء وهناك ضمانات لتكون المرأة داخل قوائم الأحزاب  وان هناك فرصة للنساء للترشح تنافسياً او من خلال الكوتا وايضا داخل الاحزاب وهذا يعطي دفعة ايجابية للمرأة مؤكدة على أهمية دور المجتمعات المحلية في الحد من تخوف المرأة والشباب من العمل الحزبي. 

واكدت المومني على ان الأحزاب لها دور مهم في ادماج النساء في العمل السياسي وخصوصا المرأة الريفية التي ساهمت بدور كبير عبر التاريخ في نمو المجتمعات والعطاء الاجتماعي والاقتصادي. 

وخلال اللقاء ساهمت عضوات ملتقى نساء الريف في خلق حوار مع ممثلي المجتمع المحلي والشباب والنواب حول واقع الأحزاب والنهج الذي تتبعه في ادماج المجتمعات الريفية في العمل السياسي والحزبي والتحديات التي تواجه انخراط المرأة والشباب بالاحزاب والتحديات التي ترتبط بعمل مجالس المحافظات وسبل تحسين واقع الإدارة المحلية وإبراز التوصيات المرتبطة بتطوير واقع عملها والدور المناط بنواب محافظة عجلون تجاه الأولويات الوطنية والمحلية. 

وبينت الاستاذة لينا حداد خبيرة التنمية المحلية والنوع الاجتماعي للمشروع بأن هذا اللقاء يشكل أهمية خاصة كونه يجمع بين نواب المحافظة والقيادات النسوية والمجتمعية ومساحة لمناقشة التوصيات التي قدمت من لجنة التحديث السياسي والتي أكد صاحب الجلالة الملك عبدالله على أنه الضامن لتطبيق مخرجاتها. 

وأكد محمد بني مصطفى مستشار المشروع أن الاحزاب من المفترض أن تغطي الفجوة بالتخصصية والامكانيات الفنية لدى النواب كونها ستكون قادرة على استقطاب أصحاب الخبرات المتنوعة لتغيير مسار الحياة السياسية في الأردن مع مراعاة عدم الاستعجال بدفع التجربة الحزبية دفعا مستعجلاً بدون توفير المزيد من الوقت للتواصل مع القواعد الشعبية وإنتاج برامج عملية والاشتباك الايجابي مع القضايا ذات الاولوية من وجهة نظر المواطنين. 

يذكر بان مشروع المشاركة السياسية لمستقبل افضل للنساء فريق "متساوية" ينفذ من قبل شركة سفراء الريف بالشراكة مع مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة وبدعم من مؤسسة فريدريش ايبرت الالمانية.