دية: الاستقالات تعصف بالأحزاب.. وعدد المنتسبين لم يتجاوز 1 بالمائة

غادة الخولي 

قال الخبير الاقتصادي منير دية، إن الأحزاب الرئيسية في الأردن تمر بمنعطف صعب إثر استقالات أبرز مؤسسيها.

وأكد دية لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، السبت، أن هذه الاستقالات سيكون لها تداعيات سلبية على مسيرة تلك الأحزاب، وربما تؤدي إلى مزيد من الاستقالات الجماعية والتي ستهز ثقة الشارع بمفهوم الأحزاب والانضمام لها، وفق قوله.

وبين أنه لم يمضِ الكثير من الوقت حتى بدأت تلك الأحزاب بالتفكك، بالرغم من ضعف الإقبال وعدم قناعة غالبية الأردنيين بالعمل الحزبي والأرقام تدل على ذلك، مشيرا إلى أنه لم يتجاوز حتى الآن عدد المنتسبين للأحزاب أكثر من 1 بالمائة من المواطنين.

 وعزا دية النسبة المنخفضة للانضمام إلى الأحزاب؛ بسبب فقدان الثقة بالعمل العام في الأردن، وعدم وجود أحزاب لها برامج مقنعة تمتلك حلولاً واقعية وعملية لما يعانيه المواطن في حياته المعيشية.

ورجّح أن تكون الشخصنة في إدارة الحزب هي السبب الرئيسي لذلك، بالإضافة إلى الخلافات في مراكز القوى داخل تلك الأحزاب حول المناصب والصلاحيات المناطة.

وأكد أن التجربة الحزبية في الأردن ما زالت في بداياتها، والانتخابات القادمة لمجلس النواب ستكون هي الاختبار الحقيقي للأحزاب، وخاصة التي أنشئت بالتزامن مع إطلاق قانوني الأحزاب والانتخاب، والذي تم بموجبهما إعطاء الأحزاب ثلث مقاعد مجلس النواب القادم للوصول إلى حكومات برلمانية حزبية خلال العشر سنوات القادمة.

التحديات التي تواجه المواطن الأردني اليوم، وفق دية، أغلبها اقتصادية، مبيناً أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن وما يعانيه الاقتصاد الأردني من مديونية مرتفعة ومعدلات نمو متواضعة وارتفاع نسب البطالة والفقر، تحتاج من الأحزاب القائمة الاهتمام بإيجاد حلول لتلك التحديات، ووضع خارطة طريق واضحة المعالم لتحويل تلك التحديات إلى فرص، حتى يشعر المواطن أن هذه الأحزاب جاءت لإيجاد الحلول وتغيير الواقع إلى الأفضل في جميع مجالات الحياة.

وأفاد أن المواطن ومع مرور الوقت بدأ يفقد ثقته بقدرة مجلس النواب على تغيير الواقع وإيجاد الحلول ومراقبة أداء الحكومة ومحاسبة تقصيرها، أو تخلفها عن القيام بدورها في تحسين الحياة المعيشية للمواطنين، مشيراً إلى أن دور مجلس النواب يجب أن يكون في التشريع ومناقشة القوانين لمصلحة الوطن والمواطن وبعيدا عن المصالح الشخصية.

وأردف دية أن الأحزاب بسبب الاستقالات ستواجه تحديات في قدرتها على الاستمرار، واستقطاب المزيد من المواطنين، وستحمل الأيام القادمة المزيد من المفاجآت، وهذا بدوره سيؤثر على التجربة الحزبية وقناعة المواطنين بها.