مخاطر إطلاق العيارات النارية في الأفراح من وجهة نظر علم الفيزياء
الخبير العسكري والباحث الفيزيائي عاهد الفاعوري
عندما يتم إطلاق رصاصة عموديًا أو بشكل شبه عمودي تقريبًا (أكثر خطورة) باتجاه السماء ثم تسقط مرة أخرى على الأرض، يعتقد البعض أنها ستفقد كل طاقتها ولن تشكل أي خطر عند الاصطدام بالأرض أو بأي جسم على سطح الأرض. هذا الاعتقاد خاطئ حسب المبادئ الأساسية للفيزياء.
بالنسبة لمسار العودة لرحلة الرصاصة (أي النزول) في حالة وجود الغلاف الجوي وهي الحالة الطبيعة التي يحدث فيها إطلاق العيارات النارية في الافراح، تكون سرعتها الأولية (سرعة النزول) صفرًا. عندما توالي الرصاصة سقوطها، تزداد سرعتها (أي أنها تتسارع). لن تستمر سرعة الهبوط هذه في الزيادة إلى الأبد. ستستمر هذه السرعة في الزيادة حتى تصل إلى سرعة قصوى تسمى السرعة الحدية (السرعة الحدية هنا تعني ببساطة أقصى سرعة ثابتة يمكن أن تصل إليها الرصاصة أثناء سقوطها بسبب احتكاكها بمادة مائعة مثل الهواء أو الماء).
بعد أن تصل الرصاصة الساقطة إلى السرعة الحدية، فإنها ستستمر في السقوط بنفس السرعة الثابتة دون أي تسارع. لذا، فإن السرعة الحدية للرصاصة صغيرة إلى حد كبير بالمقارنة مع سرعتها الابتدائية (أي السرعة التي أطلقت بها الرصاصة الى السماء في البداية). على الرغم من أن سرعة الرصاصة تكون أقل عند النزول مما كانت عليه عند إطلاقها، إلا أنها لا تزال تمتلك طاقة حركية كبيرة بسبب كتلتها وسرعتها (الطاقة الحركية هي مقياس للطاقة التي يمتلكها الجسم بسبب حركته). لذا، حتى لو لم يتم الحفاظ على السرعة الأولية للرصاصة طوال المسار بأكمله، فإن كتلتها تضمن احتفاظها بكمية كبيرة من الطاقة الحركية عندما تسقط مرة أخرى على الأرض. الجدير بالذكر أنه من غير المرجح أن تسقط الرصاصة في نفس موضع انطلاقها، بسبب زاوية الاطلاق ولأن الرياح قد تغير مسار الرصاصة، ما يجعل التنبؤ بمكان سقوطها صعبًا.
يتم تصميم الرصاصات (رأس الرصاصة) بشكل انسيابي كبير لتقليل مقاومة الهواء قدر الإمكان، كما يتم تصميم رأس الرصاصة ليكون كثيف للغاية بهدف احداث الضرر المطلوب. مع هذين العاملين، تكون السرعات الحدية للرصاص عالية بشكل كبير مقارنة بالأجسام الأخرى وتكون فعالة للغاية في نقل الطاقة إلى الأهداف لإحداث الضرر، وهو الغرض المقصود منه عند استخدامه في الأسلحة النارية.
الأمثلة التي تدعم وجهة النظر الفيزيائية كثيرة، ولعل أبرز هذه الأمثلة ما حدث في نهاية حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث كان الكويتيون يحتفلون بنهاية الحرب، وكان جنودهم يطلقون الرصاص في الهواء. قتل الرصاص المتساقط 20 شخصا في ذلك الاحتفال حسب تقرير ل BBC نشر عام2011 .
محليا فقد أصدرت مديرية الأمن العام- مركز الدراسات الإستراتيجية الأمنية الجدول أدناه والذي يبين أرقام تقريبية إحصائية حول ما سجل من حالات جراء إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات حتى عام 2013:
تأثير الاختراق أو زخم جسم متحرك هو نتاج كتلته وسرعته (الزخم= الكتلة × السرعة) وبالنظر إلى السرعات الحدية العالية نسبيا للرصاص المتساقط وكتلها المركزة، فإن الزخم (الزخم هو مفهوم في الفيزياء يُظهر كيف تؤثر الكتلة والسرعة على حركة الجسم وقدرته على إحداث تأثير عند التصادم مع أجسام أخرى) يمكن أن يكون قاتلا، خاصة إذا أصيب الضحية بالنهاية المدببة للرصاصة.