ضعوهم تحت المجهر
ولاء القواسمة
هم أيضًا كباقي البشر، لديهم رغبات واحتياجات، غدرت بهم ظروف الزمن، وأذاقتهم قسوة الحرمان، وأحنت ظهورهم، فوق كل هذا قام بكسرها بعض المعلمين بتصرفاتهم الخاطئة.
هناك فئة من الطلاب أصنفها بالأقل حظًا، لم يحققوا ذواتهم، بداخلهم شيء من هواية أو موهبة ما، ولكنها مدفونة بالظلام، لا أحد يساعد على إخراجها للنور، على سبيل المثال:
أولاً:
الطلاب المرفوضين من قبل أصدقائهم:
إذا استمرت عزلتهم لفترات طويلة، فهم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، حبذا لو نشركهم بالنشاطات المدرسية، والعمل التعاوني الجماعي، مثل الكشافة، تزيين المدرسة وغيرها، نشعرهم بأهميتهم، ونجبر كسر قلوبهم.
ثانيا:
الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم أو النطق وغيرها:
ألاحظ في أغلبية المدارس أنهم بالفعل مهمشين، جرحهم دامي من رشق حجارة التنمر التي لا ترحم، من وجهة نظري، هم أكثر فئة بحاجة إلى تعزيز الثقة بالنفس، بغض النظر عن نجاح أو فشل نشاطهم، الأهم أن نصفق لهم ونشجعهم ونعطيهم شعورًا أننا بحاجة ماسّة لهم، ولولاهم لكان المشروعُ ناقصًا، وعديم الفائدة.
ثالثا:
الطلاب الأيتام الذين فقدوا أحد أو كلا الوالدين:
في كل مكان وزمان يختارون أبناء المعلمين أو المدراء أو أقاربهم للأنشطة مثل: الإذاعة المدرسية الإنشاد والدبكة وغيرها، فيتم الإستحواذ على كل الفرص بأنانية، يصلون إلى درجة عدم القناعة وحب التملك، ثم إلى الغرور واحتقار الآخرين، أما الطالب اليتيم الذي لا يسأل عنه أحد، ولا يهتم لأمره أحد، ألا يستحق أن تعطوه من وقتكم الثمين حتى لو دقائق؟! متى سيرتوي بعد ظمأ العطش؟!
رابعا:
الطلاب الخجولين الهادئين قليلي الحركة والكلام:
لا شك أن الخجل والهدوء هي من الصفات الإيجابية الحسنة الجميلة، ولكن إذا زادت عن حدها ربما تصيب الطالب بالخمول والكسل ثم إلى التعب والإرهاق وآلام في الجسم، برأيي الشخصي إذا أشركناهم ببعض التمارين الرياضية الخفيفة قدر استطاعتهم، ثم تابعنا معهم بالتدريج، وامتد نشاطهم إلى خارج حدود المدرسة، ونافسوا طلاب من مدارس أخرى، هذا الأمر سيؤدي إلى إتساع دائرة علاقاتهم الإجتماعية ونموها، فيصبحون أكثر جرأة وتتطور شخصيتهم.
خامسا:
الطلاب الفقراء والمحتاجين:
تسليط الضوء مهم على هذه الفئة، فلا نزيدهم فوق البؤس بؤسًا، من الممكن مثلاً: إقامة معرض خيري متنوع فيه العديد من الأطعمة، الحلويات، الرسومات، والمطرزات وغيرها، نوليهم مهمة الإشراف؛ ليشعروا بالقيادة، وتحمل المسؤولية، ثم نخبرهم بأن أرباحهم مستحقة من هذا المجهود والعمل، بهكذا نكون قد فرجنا كربهم دون حرج أو ذل وقهر.
وأخيرا:
إدخال السرور على قلب مسلم، وجبر الخواطر هو من أعظم العبادات الإنسانية، ننقذ ما تبقى من روح منطفئة، ونخيط جروحًا طال نزيفها، الأمر لا يتطلب منكم وقتًا ولا مجهودًا ولا تكاليف باهظة، فقط أيقظوا ضمائركم، واقرأوا حروفي بقلوبكم قبل عيونكم.