"يعاملوننا مثل العبيد".. عاملة تكشف ظروفا مأساوية بمصنع في الأزرق

كشف حادث سير تعرض له باص صغير وأدى إلى وفاة ثلاث عاملات في أحد المصانع يوم الاثنين الماضي، عن انتهاكات مزعومة في أحد المصانع بالأزرق.

وبحسب التقرير المروري الصادر عن إذاعة الأمن العام، فقد السائق السيطرة على الباص بعد انفجار أحد إطاراته، مما تسبب في انحرافه عن الطريق وتدهوره، ونتج عن الحادث 3 وفيات (عاملات) و 12 جريحا.

وبحسب تقرير مديرية الأمن العام، فإن الباص الصغير كان يقل عددا من الركاب يتجاوز الحد القانوني.

ويواجه عمال الصناعة والزراعة تحديات "تعرض حياتهم للخطر" خلال تنقلاتهم من وإلى العمل، وفقا للمديرة التنفيذية لمركز تمكين للدعم والمساندة، ليندا كلش.

وأشارت كلش إلى وقوع العديد من حوادث الطرق المميتة، حيث يفتقر العمال إلى وسيلة نقل آمنة، مشيرة إلى أن الباص الصغير في الحادث الأخير كان يقل أكثر من 15 راكبا، في حين أن الحد القانوني الأقصى له 6 ركاب.

وشددت كلش على أهمية تحسين خدمات النقل للعاملين في هذه القطاعات لتلافي مثل هذه الحوادث "المأساوية".

واقترحت أن تشمل التحسينات تدريب السائقين على ممارسات القيادة الآمنة وإجراءات الطوارئ وأهمية الصيانة الدورية للحافلات.

وبحسب تمكين، فإن عاملة في نفس المصنع تُدعى حمدة توفيت بسبب نزيف في المخ في عام 2021 بعد تعرضها للإهانة والصراخ والتهديد من قبل صاحب العمل.

وسجل فريق تمكين العديد من الشكاوى من العمال في هذا المصنع بالذات بين عامي 2019 و 2021. ويُزعم أن الموظفين حُرموا بانتظام من الإجازات السنوية والإجازات المرضية، وتعرضوا لخصم غير مبرر من رواتبهم، واستقالات قسرية، وسلوكًا مسيئًا من قبل المشرفين، يتسم بالشتائم والإهانة، وعدم الوصول إلى المرافق الصحية ووسائل النقل الآمنة.

ظروف سيئة

وكشفت عاملة فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنها استقالت من العمل في المصنع المعني بسبب "ظروف العمل السيئة".

وقالت: "كان الضغط جنونيا. لقد عوملنا مثل العبيد. إذا ذهبت إلى الحمام لأكثر من خمس دقائق، يبدأ مشرفي بشتمي والصراخ في وجهي".

وأوضحت العاملة أنها كانت تتقاضى راتباً شهرياً قدره 220 ديناراً فقط، وهو أقل من الحد الأدنى القانوني للأجر البالغ 260 ديناراً شهريا.

وذكرت أنها اشتكت لإدارة المصنع من ظروف النقل السيئة، وكان الرد: "إذا مش عاجبك استقيلي".

كما أشارت العاملة إلى أن الحصول على الموافقة على أي أيام إجازة أو إجازات مرضية "شبه مستحيل".

العمل تحقق 

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة العمل، محمد الزيود، إن الحادث قيد التحقيق حاليا، مبينا أن فرق التفتيش التابعة للوزارة زارت هذا المصنع في شهر مارس بعد تلقيها شكاوى من العمال بخصوص اكتظاظ الباصات الصغيرة وسرعة السائقين.

وتلقى المصنع تحذيرا حينها من أجل تصحيح الوضع، بحسب الزيود.