الشبول: نشعر بالأمل والثقة لأننا نحقق إنجازا غير مسبوق

قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، إن الأردن حقق إنجازا غير مسبوق في القطاع السياحي، إذ استقبل خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي أكثر من ثلاثة ملايين سائح بنسبة تزيد على 50 بالمئة، وحقق ارتفاعا في الدخل السياحي بنسبة تقترب من 60 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

وأضاف "نشعر بالأمل والثقة لأننا نحقق إنجازا غير مسبوق في هذا القطاع والعامل الحاسم في هذا التقدم هو الاستقرار الأردني في إقليم مضطرب وفي عالم مضطرب".

جاء ذلك خلال رعاية الوزير الشبول، اليوم السبت، المؤتمر السنوي الثاني تحت عنوان "دور الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة في قطاع السياحة"، الذي تنظمه جمعية ريدان بالتعاون مع سلطة إقليم البترا التنموي السياحي وأكاديمية تورنتو، لبحث التحديات التي تواجه التنمية الشاملة والمستدامة وعلاقتها بالسياحة، ودور الإعلام بأشكاله المختلفة في هذا المجال.

وتابع: استقرارنا سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا هو الضمانة الأساسية لتحقيق مزيد من النجاحات في هذا القطاع وفي كل قطاع فالاستراتيجية الوطنية للسياحة 2021-2025، التي وضعت بشراكة كاملة بين الحكومة والقطاع الخاص، بنيت أساسا على عامل الاستقرار واستهدفت تطوير المنتج السياحي، والموارد البشرية، والتسويق السياحي، وادارة وحماية التراث، والإصلاحات التي يتوجب إجراؤها في هذا القطاع، الذي يساهم بنسبة 14.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويشغِّل بشكل مباشر 57 ألف موظف، وأضعافهم ممن يستفيدون من ازدهار هذا القطاع بشكل غير مباشر.

وقال إن الأردن وبفضل تنوع منتجه السياحي، نجح في جذب المزيد من سياحة المبيت باعتبارها الأكثر جدوى اقتصاديا، وشهدت زيادة بنسبة 47 بالمئة منذ بداية العام الحالي مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، مشيرا في هذا الإطار إلى عامل الاستقرار الذي يمتاز به الأردن في منطقة تعيش منذ أكثر من 13 عاما في الاضطراب والقتل والدمار والكراهية وما شهدته من سقوط للأبرياء وتهجير قسري، وانهيار للعملات والاقتصادات، في ظل حروب بالأصالة والإنابة وتنامي الأحقاد والعداءات.

وقال إن الأردن بقيادته الهاشمية اثبت قدرته على مواجهة الأزمات والتحديات والاستجابة لها في احلك الظروف، من بينها أخيرا وباء كورونا الذي اثر على سبعة مليارات إنسان في العالم حين أصيب الناس بصدمة وأصيب الاقتصاد العالمي بأضرار ستمتد آثارها لعقود، قبل أن تأتي حرب ستترك آثاراً عميقة على الإنسانية وهي الحرب الروسية الأوكرانية، وتجلت قدرة الأردن في استيعابه للصدمات، وتخفيف آثارها على المواطنين، ووضع خطط للتعافي وصولا الى مسارات التحديث الثلاث للانتقال بالدولة في مئويتها الثانية الى فضاءات أرحب سياسيا واقتصاديا وإداريا.

وشدد على دور الإعلام الأردني بجميع قطاعاته في دعم السياحة والتأثير فيها والترويج لها، اضافة الى دور المواطن الأردني في المساهمة بشكل أساسي في ازدهار السياحة وصناعتها وجذب السياح، لما يمتاز به من قبول للآخر، وكرم الضيافة وحسن الاستقبال، وحرص على سمعة وطنه، قائلا "لقد أثبت الأردنيون أنهم بقبولهم الآخر وحسن استقبالهم وكرم ضيافتهم وحرصهم على سمعة وطنهم وضيوفهم يسهمون في جذب السياحة، وهذا الكلام ليس رأياً شخصياً بل هو ما نسمعه كل يوم من ضيوفنا ومن السائحين ومن سفراء دول العالم المعتمدين لدى البلاط الملكي الهاشمي".

وأكد الشبول، أن الإعلام المهني والمحترف هو الضمانة الأولى لحق الناس في التعبير ودعم مسارات الديمقراطية والإصلاحات، قائلا: الإعلام الاردني قطاع تضرر هو الآخر بفعل أحداث وتطورات ومؤثرات، فما بين أزمات اقتصادية أثرت على النشاط الاقتصادي، الى استحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على الحصة الأكبر من سوق الإعلان، باتت وسائل الإعلام تعاني، ولابد من تعاوننا جميعاً لإعادة التعافي لهذا القطاع.

وأضاف في هذا الشأن: بادرت هذه الحكومة الى دعم قطاع الصحف الورقية عبر عدة مبادرات، وكذلك مساندة قطاع الإعلام المرئي والمسموع للحفاظ على استثمارات قائمة وتشجيع المزيد من الاستثمار فيه، وهي تسعى بمبادرة أردنية وعبر جهد عربي مشترك لاستعادة حقوق وسائـل الإعلام في سوق الإعلان.

ودعا الشبول القطاع الخاص الى الحفاظ على حصة وسائل الإعلام المحلية في سوق الإعلان، لنكون جميعاً في القطاعين العام والخاص والإعلام في مواجهة الصعاب والسير بثبات نحو مستقبل أفضل.

بدوره، أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات، أهمية الإعلام السياحي في تحقيق التنمية السياحية؛ لما له من تأثير بالغ في جذب السياح وتعزيز حضور السياحة الأردنية في الأسواق العالمية، ورسم صورة حسنة ومشرقة عن الأردن، في ظل المنافسة العالمية.

ودعا الى بذل كل الجهود الممكنة وابتكار طرق وأساليب جديدة لجذب المزيد من السياح للمملكة والاستثمارات السياحية، في ظل التحديات التي تواجه القطاع، مشيرا الى دور السياحة في زيادة الدخل القومي لدول العالم ودعم موازناتها، ومساهمتها في خلق فرص العمل وحل مشكلة البطالة، وتعزيز النمو الاقتصادي.

وقال الدكتور الفرجات إن الدول تسعى دائما الى التخطيط لتحقيق تنمية سياحية مستدامة للمساعدة في سد العجز في موازناتها، ودعم صناعة السياحة وتذليل كل العقبات في وجه هذا القطاع الحيوي والهام.

وثمن جميع الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في هذا المجال، وعلى رأسها دور وزارة الاتصال الحكومي كجهة مسؤولة عن وضع سياسة عامة للإعلام والاتصال الحكومي ومرتكزة على جملة من المبادئ ضمانا لتعزيز دور الإعلام الوطني في الدفاع عن المصالح العليا للدولة والتمسك بالقيم الأصيلة للمجتمع بما يحقق تنمية مستدامة.

واعتبر وزير العمل الأسبق الدكتور معن قطامين، التسويق الاجتماعي عامل مهم في الترويج الإعلامي للسياحة من خلال نشر تجارب الزوار وانطباعاتهم على نطاق واسع، ما يسهم بجذب المزيد من الزوار، داعيا الى إنشاء جائزة للترويج الإعلامي السياحي تشمل الأفراد والمكاتب للتشجيع على زيادة الترويج بطرق أكثر احترافية.

من جهته، قال رئيس جمعية ريدان، فايز الفرجات، إن الإعلام بجميع أشكاله يعتبر من أهم وسائل الاتصال في العلاقات العامة المتعددة والمتنوعة من خلال تزويد الجمهور بالمعلومات الحقيقية في جميع المجالات بمصداقية وموضوعية.

وأكد أهمية إيجاد ضوابط ومعايير وقيم تحكم أداء الإعلام ودوره؛ ليكون مؤثرا إيجابيا في الرأي العام واتجاهاته، ليقوم بدوره ويؤدي رسالته بأمانة ومصداقية ومهنية، مشيرا الى دور الإعلام المسؤول بالتعريف بالسياحة والمواقع السياحية وتعظيم مساهماتها وإيجابياتها.

وأكد أهمية إيجاد مناخ إعلامي قائم على استراتيجة من خلال تشكيل منظومة متكاملة تشمل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، ودور الطباعة والنشر، ومواقع التواصل الاجتماعي وأقسام السياحة والآثار في الجامعات الأردنية، للعمل بمنهجية ومهنية وفق خطة تفضي إلى تسويق واقع الأردن السياحي داخليا وخارجيا.

ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من أوراق العمل في محاور تشمل دور الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة والتغلب على التحديات التي تواجهها، والجهات التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة مثل الحكومات والقطاع الخاص، والمؤسسات الدولية، والأفراد ومؤسسات المجتمع المدني، وأبعاد التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وعلاقتها بالسياحة وانواعها، ودور الجامعات في تحقيق التنمية من خلال الترويج السياحي.

كما تشمل محاور المؤتمر، دور الإعلام في التغلب على تحديات التنمية، والتوعية والتثقيف بالسياحة وأهميتها.

وتضمنت جلسة الافتتاح عرضا لقصص نجاح ومشاريع ريادية لعدد من أبناء المنطقة أسهمت في تحقيق التنمية السياحية، إضافة إلى فلم وثائقي بعنوان "ما لم تراه في البترا".