نتائج امتحان الثانوية العامة
د. اخليف الطراونة
كالعادة في كل عام؛ نترقب ومعنا أبناؤنا طلبة الثانوية العامة وأسرهم وأحباؤهم، بقلق وأمل، صدور نتائج امتحاناتهم، ونبارك سلفاً لبناتنا وأبنائنا ولذويهم الذين سيفرحون بنجاحهم وتفوقهم الباهر الذي جاء حصيلة الجهد والتعب وسهر الليالي والمثابرة التي عكفوا على تنميتها والعمل من أجلها بعناية ورعاية من أساتذتهم وأهلهم الطيبين الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل هذا اليوم الذي تفرح فيه القلوب والعيون، ويسافر الهم والقلق إلى غير رجعة، إن شاءالله، ونسأل الله لهؤلاء الأبناء الأعزاء توفيقاً في سنينهم المقبلة، فهم إشراقة المستقبل وعماد الأمة، وهم الأمل الذي نتطلع أن يثمر جنى طيباً في وطننا الحبيب. ونقول لهم: ها أنتم تودعون مرحلة من أعماركم لتنتقلوا قريباً، إن شاء الله، إلى مرحلة جديدة من حياتكم بما تحمل من أماني وتحديات واستقلالية ونضوج، لتصقل فيها شخصياتكم ولتنموا فيها معارفكم وتتوسع مهاراتكم وقدراتكم، ولتختاروا تخصصاتكم المناسبة لموهبتكم ورغبتكم والإنجاز المتوقع منكم بسبب هذا الاختيار، بصرف النظر عن المعدل أو ضغوط الأهل والمجتمع؛ فالحياة ليست طباً وهندسة فقط، وإنما تمضي قُدماً بقدر التميز الذي يصنعه المرء في المجتمع والأثر الذي يتركه في الحياة، توجهوا–أيها الأبناء الأعزاء- نحو التخصصات المطلوبة في أسواق العمل، ولا تتجهوا نحو تخصصات مشبعة يعجّ بها سوق العمل، وضعوا نصب أعينكم عند اختيار التخصص المستقبلي؛ أنكم تسعون من خلاله لخدمة وطنكم وأمتكم، والأخذ بيده نحو ذرى التقدم والحضارة والمعرفة، كما ينبغي أن يكون المواطن المنتمي لتراب وطنه: علماً؛ وخلقاً؛ وقيماً.
أما من بقي عليه مواد يجب استكمالها؛ فنقول لهؤلاء الأبناء: إن الأيام مازالت أمامكم لتكملوا حلمكم وتحققوا أمانيكم.
وأغتنم هذه المناسبة، لأتوجه بالأمل والرجاء من المحتفلين بالنجاح أن يكون التعبير عن فرحتنا بأسلوب حضاري راقٍ، يخلو من إطلاق العيارات النارية التي تشكل مخالفة قانونية تعرض مطلقها للعقوبات، وتتنافى مع دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، بمنع هذه الظاهرة في المناسبات المختلفة وعدم السماح بتدخل الواسطة لمطلقها لما تسببه من موت أعزاء، ونشر الحزن في بيوت كانت عامرة بالفرح؛ والحب؛ والعطاء، ونأمل ألا نرى المواكب الجماعية المزعجة التي تعطل حركة المرور، و تتسبب في تأخر إسعاف مريض أو إخماد حريق، وشقاء الآخرين وتحويل الأفراح الى أتراح، ما يضع على الأخوة منتسبي الأمن العام، الذين هم موضع الاعتزاز والتقدير، مزيداً من المسؤوليات لتفعيل القانون وردع المخالفين.
أجدد المباركة مقدماً لمن جدّ ووجد، وللأمهات والآباء والمعلمين. وألف ألف مبارك النجاح.
وكل عام والوطن وقائده صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بألف ألف خير.