اقتصاد التعليم.. أين الأردن منه؟

زيان زوانة

تغريدة أغضبت الأمريكيين عندما تباهت فيها متحدثة وزارة الخارجية الصينية بإنجاز الصين في قطاع التعليم ومقارنته بترديه في أمريكا، مغرّدة أن نسبة من كانوا يجيدون القراءة والكتابة في الصين في العام 1949 ( تأسيس الصين الشعبية ) كانت (20%) وهي في العام 2022 ( 97% )، بينما كانت في أمريكا في العام 1950 (90%) وانخفضت إلى 79% في عام 2022، وقارنت بين صورة الطلاب في البلدين، فقدمتهم في الصين في فصولهم الدراسية مع أجهزة لوحية بينما الطلاب الأمريكيين يرفعون لافتات تتحدث عن المشردين.

لست معنيا بالمقارنة وتشكيك الأمريكيين فيها بقدر اهتمامي بالأجيال العربية التي انقطعت سنوات عن التعليم في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان، وبتجربتنا الأردنية المضيئة علينا وعلى أجزاء من العالم العربي،عندما ركزنا عن وعي على تعليم الإنسان الأردني، ونقلها عنا بنجاح الأشقاء الخليجيون في قفزتهم الأسطورية، لكنّا تقاعسنا عن استدامة تميزنا، الذي استعضنا عنه بجدلنا حول " التوجيهي " وتطويره، وحول تراجع مستوى مخرجات تعليمنا في معظم مراحله، متناسين أن التعليم منظومة إنسانية اقتصادية نهضوية متكاملة للبشر واقتصادهم، خاصة مع ثورة التكنولوجيا الخامسة، هذا بينما يستمر بعض طلاب مدارسنا بقراءة سورة " الفاتحة " في الطابور الصباحي وغيرهم من طلابنا أيضا ينشدون "موطني" وغيرهم يترنمون مع "فيروز " وغيرهم ..، ما ’ينتج أجيالا منقسمة مختلفة الولاءات والقدرات والأولويات.

نهضنا في خمسينات القرن الماضي والفرصة ممكنة حتى الآن، وقبل أن يستحيل لحاقنا بالآخرين.