خبير اقتصادي: كلفة النشرة الجوية على اقتصادنا باهظة

غادة الخولي

قال الخبير الاقتصادي منير دية إن النشرة الجوية أصبحت سلعة ذات مردود مادي مرتفع، ولم تعد لوصف الحالة الجوية بدقة دون تهويل أو تضخيم أو مبالغة.

 وأضاف دية في حديث مع صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، اليوم السبت، أنه أصبحنا نشاهد قبل كل مرتفع أو منخفض استنفاراً من كافة الجهات، وتحذيرات مبالغ فيها، تسفر عن شلل شبه تام في الحياة، وتتعطل الأعمال وتتوقف عجلة الاقتصاد، وينتظر الجميع ماذا سيحدث في قادم الأيام.

رفع حالة التأهب
وأكد دية أنه لطالما كانت بلادنا تمر بظروف مناخية متغيرة صيفاً وشتاء، تزداد قسوتها أحياناً، وتحتاج لأخذ الحيطة والحذر حتى نحافظ على الأرواح والممتلكات، ولكن ما أصبحنا نشاهده في السنوات الأخيرة من سيطرة النشرة الجوية على مفاصل الحياة بشكل عام، والمبالغة في التعاطي مع أي تغير في الحالة الجوية ارتفاعاً أو انخفاضاً في الحرارة وكيفية تعامل أجهزة الدولة المختلفة من رفع حالة التأهب، وتعديل ساعات العمل وتعطيل عمل المؤسسات والدوائر الرسمية كل ذلك فرض واقعاً جديداً في حياة الناس وأعمالهم.

الجاهزية في الشتاء
وبين أنه في فصل الشتاء ولأكثر من مرة تعلن العديد من المؤسسات الحكومية من بلديات وأمانة عمان ووزارة الأشغال، عن رفع حالة التأهب والطوارئ والاستعداد لمواجهة منخفض جوي قادم محمل بالأمطار، ليُشغل الجميع بذلك، وعندما يصل المنخفض تغرق الشوارع والأنفاق، وتُغلق الطرق ولا نعلم أين ذهبت تلك الاستعدادات وأين جاهزية تلك المؤسسات.

ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف 

وتابع دية أنه في فصل الصيف كلما قاربت درجات الحرارة على الارتفاع لتصل لنهاية الثلاثينات، تبدأ التحذيرات من جديد، وكأن بعض الوزارات لا تعمل إلا في حالة الطوارئ، ولا نسمع صوتاً لمسؤولين تلك الوزارات، إلا إذا اقترب مرتفع أو منخفض جوي وما عدا ذلك لا إنجاز يذكر.

العالم والظروف المناخية

وبين دية أن معظم دول العالم اليوم تمر بظروف مناخية صعبة ومتغيرة، ولكن مظاهر الحياة مستمرة دون تغيير، وتبقى عجلة الاقتصاد تعمل دون توقف؛ لأن الحكومات في تلك الدول تدرك تماماً كيف تتعامل مع متغيرات الطقس ولديها استعدادات حقيقية مسبقة في البنية التحتية للحياة، وتدرك تلك الحكومات أيضاً كلفة تعطل أجهزة الدولة المختلفة وكذلك القطاع الخاص وانعكاس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي، فتعطيل الحياة ليس السبيل لمواجهة تغيرات الحالة الجوية، وفق دية.

دائرة الأرصاد الجوية

وأفاد أنه لو بقيت النشرة الجوية تصدر عن دائرة الأرصاد الجوية، والتي كان من الأولى دعمها بأجهزة حديثة ومتطورة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في رصد الحالة الجوية، لبقيت نشراتها الجوية حتى الآن هي مصدر ثقة للمواطن، وذات مصداقية عالية، دون أن تصبح النشرة الجوية سلعة ندفع ثمنها جميعاً، دون أن نشعر.

كلفة النشرة الجوية

كلفة النشرة الجوية على اقتصادنا الوطني، وفق دية، أصبحت باهظة، وتعطيل الحياة لأيام عديدة سينتج عنها كلفاً مادية سندفع ثمنها جميعاً، فلنكن واقعيين في تعاملنا مع متغيرات المناخ، ولتكن تحضيراتنا مبنية على خطة علمية واضحة تحمي الأرواح والممتلكات دون تهويل أو مبالغة.

ونوّه أن اقتصادنا الوطني لا يحتمل المزيد من الأعباء فالمديونية ثقيلة والفقر والبطالة في ارتفاع مستمر.