شركس يوضح دور وأهمية وجود المركز الوطني لمكافحة الأوبئة

أوضح استشاري الصحة العامة والأوبئة مساعد أمين عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة السابق، الدكتور غازي شركس، أن إنشاء مركز الأوبئة بات ملحّاً بسبب انتشار الأوبئة وتزايد حدوثها وتطور العلم واكتشاف أسباب الأوبئة وآليات حدوثها وانتشارها، حيث يعتبر وجود المركز مهما لتحديد أسباب حدوث الأوبئة والتنبؤ بحدوثها وطرق انتشارها بوقت مبكر؛ مما يساهم في السيطرة عليها.

وأضاف شركس في حديثه مع صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، اليوم السبت، أن منشأ الأوبئة قد يكون من عدة مصادر مثل المياه، والذي تكون فيه وزارة المياه معنية سواء بوجود تلوث بالمياه يؤدي إلى الأوبئة، أو وجود جراثيم داخلها.

وأكد أن وزارة البيئة أيضا تعتبر معنية بسبب التغيرات المناخية التي لها دور كبير بوجود الأوبئة، لأسباب عديدة منها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وانجراف التربة، والفيضانات وفيضان مياه الصرف الصحي، وتطور انتقال الناقلات للأمراض من مكان إلى آخر.

ومن الممكن انتشار الأوبئة بواسطة الغذاء، وفق شركس، وبالتالي فإن المؤسسة العامة للغذاء والدواء ستكون معنية بذلك، وأيضا من الجهات المعنية وزارة الزراعة، حينما يكون الوباء منقولاً من الحيوان إلى الإنسان، لافتاً إلى أنه أصبح مفهوم الوباء يشمل عدة جهات معنية، وأن مبدأ التعامل مع الأوبئة من مفهوم الصحة الواحدة أصبح هو السائد الآن.

فيما ذكر شركس أن وزارة الصحة تعتبر من أهم الوزارات المعنية برصد الأمراض السارية والوقاية منها وهي معنية بمكافحة الأوبئة، وفيها مديرية متخصصة للأمراض السارية وقسم متخصص لرصد الأمراض المعدية. 

وبين أن جميع الجهات التي تم ذكرها لها مسؤوليات وخطط وكوادر، وتحتاج إلى جسم متخصص ينسق لجهود مشتركة فيما بينها يهدف إلى مكافحة الأوبئة بحيث تطلع كل جهة بمسؤولياتها.

وبين أن الأولوية الأولى لجهود مركز الأوبئة أن يتم التنسيق مع كافة هذه الجهات لمحاولة السيطرة على أي وباء طارئ.

وأفاد أن المركز معني بوضع سياسات واستراتيجيات شاملة تتعلق بكيفية الرصد والوقاية من الأوبئة والأمراض المعدية والتنسيق في الجهود بين الوزارات والجهات المختلفة للوصول إلى هذه الغاية.

وقال شركس إنه من المعروف وجود مراكز لمكافحة الأوبئة في عدة الدول مثل المركز الأمريكي لمكافحة الأوبئة في أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية، والمركز الأوروبي لمكافحة الأوبئة، مضيفاً أنه تم حديثاً إنشاء مركز لمكافحة الأوبئة في دول الخليج.

وظائف المركز الوطني لمكافحة الأوبئة

أوضح الدكتور شركس أن من أهم وظائف المركز الوطني لمكافحة الأوبئة هو التنسيق مع المراكز الدولية وتبادل المعلومات المتعلقة بكيفية انتقال الأمراض، ووبائيات الأمراض السارية والإحصائيات المتعلقة بها، وتبادل الخبرات والدراسات في عمليات المكافحة، مبيناً أن الوباء لا يعرف حدودا، وقد يتطور من وباء محلي إلى وباء إقليمي أو عالمي.

فيقوم المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، وفق شركس، بالتنسيق مع كل الجهود الدولية وعقد اتفاقيات ثنائية مع هذه المراكز المتخصصة.

الجهات الدولية الداعمة

وبين شركس أن هناك جهات دولية داعمة لمكافحة الأمراض السارية والأوبئة، لافتاً إلى أن وجود المركز الوطني له أهمية كبيرة في استقطاب الدعم من تلك الدول والجهات، وتوزيع الدعم بشكل يتم استثماره بشكله الصحيح لمكافحة الأوبئة عن طريق الرصد، أو تدريب الكوادر، وإعطائها المزيد من القدرات والخبرة، وتطوير المختبرات المركزية والمختبرات المتخصصة والجينية؛ لأن عملية الرصد تحتاج إلى عمل مخبري متخصص ودراسات جينية على الأنواع المختلفة من الفيروسات التي تسبب الأوبئة.

وأكد شركس على أهمية وجود أقسام ومديريات خاصة لاستقطاب الدعم والتنسيق مع الجهات الداعمة للمساهمة في توفير الكثير من الموارد.

وأكد أن هناك الكثير من الدول تطرح في موازناتها السنوية بنود لدعم الصحة العامة، ودعم مكافحة الأوبئة، وبالتالي يجب أن يكون هناك أشخاص متمرسون للبحث عن هذه الجهات الداعمة والتنسيق معها، وتحديد الأولويات والطلب منها ما يحتاجه البلد لدعم مكافحة وباء، وفي حين كان هناك دعم من أكثر من جهة لنفس الغاية بمكافحة الأوبئة، فيكون دور المركز ذا أهمية كبيرة في ترتيب الأولويات والاحتياجات والتواصل مع الجهات الداعمة وتحصيل المبالغ لصالح تطوير المركز وتطوير المنشآت به وتفعيل جميع أنشطته.

وشدد على أن مركز الأوبئة له أهمية كبرى في ظل تزايد الأوبئة، وكان قرار إنشائه حكيماً جدا، وأن تطور المركز بات واضحا بوضع استراتيجية وخطط عمل كاملة لمكافحة الأوبئة، وتم عمل الكثير من الأنشطة والاتفاقيات لتطوير الموارد البشرية وتعزيز قدراتها وتطوير قدرات المختبرات وتزويدها بالأجهزة والفحوصات اللازمة وتعزيز قدرتها على تشخيص السلالات المتجددة والاختبارات الجينية لمسببات الأوبئة.

طوارئ الصحة العامة

وأفاد الدكتور شركس أن المركز الوطني للأوبئة يهتم بمواجهة طوارئ الصحة العامة، والتعامل مع الحدث الطارئ بإنشاء فرق التدخل السريع في أكثر من مجال للتحرك لمواجهة أي وباء الأمر الذي يحتاج إلى موارد بشرية مدربة، وإلى خبراء متمكنين في مجال الأوبئة وميزانية كافية.

وأضاف أن من أهم الإجراءات الواجب التعامل بها هي مراقبة الحدود وضبطها، ووضع خطة استراتيجية واضحة لكيفية مواجهة الأوبئة العابرة عبر الحدود، وتطوير خطة استجابة لطوارئ الصحة العامة على المعابر، وهذا يؤدي إلى منع دخول الوباء ومحاصرته في مراحله الأولى قبل التفاقم.

تبادل الدراسات مع المراكز الإقليمية

وبين شركس أن جميع البيانات المتوفرة حول الفيروسات والأوبئة والتسممات يجب جمعها وتحليلها وإجراء دراسات وبائية عليها، ويتم تبادل الدراسات ونتائجها مع المراكز الإقليمية والعالمية للوصول إلى الأسباب الدقيقة للأوبئة وكيفية مكافحتها بالطرق الناجحة والفاعلة.

ويقوم المركز الوطني للأوبئة، وفق شركس، بتطوير دلائل إرشادية للتعامل مع كل جزئية سببية تؤدي إلى وقوع الأوبئة، مثل الدليل الإرشادي للتعامل مع التغيرات المناخية أو مع التسممات الغذائية، أو عمليات الرصد للمياه وتعقيمها والتأكد من سلامتها، وضبط العلاقة ما بين الإنسان والحيوان ورصد الأمراض المنبعثة والمستجدة التي تنشأ عن طريق اختلاط الإنسان بالحيوان.

أهمية المركز الوطني للأوبئة

وأفاد شركس أن جائحة كورونا وتداعياتها عززت أهمية وجود مراكز متخصصة لمكافحة الأوبئة للحد من الخسائر الإنسانية والاقتصادية الكبيرة التي تسببها الأوبئة، ويجب تطوير سياسة الكشف المبكر أو التنبؤ بحدوث الأوبئة، وتطوير أنظمة الرصد والمختبرات.

وشدد على أن وجود المركز الوطني للأوبئة حاجة ملحّة في الوطن، مع التنسيق ما بين الوزارات، وسيكون له دور كبير بدعم الجاهزية بالتعامل مع الأمراض السارية والأوبئة حال حدوثها داعيا إلى استمرار تقديم الدعم لمركز مكافحة الأوبئة الناشئ حديثا ورفده بالكوادر المتخصصة والخبراء لتمكينه من الاستمرار بتحقيق التطور في مكافحة الاوبئة والذي بدا واضحا خلال سنة ونصف من إنشاء المركز.