ضيف اللّه ينظِم قصيدة "عروسُ البحر" في مجموعته الجديدة

 نظم الشّاعر أحمد حسن ضيف اللّه قصيدته " عروسُ البحر" الّتي يتحدّث فيها عن وصفِ حوريّةُ البحر واعتبارها حقيقةً تعيشُ في عالمِنا الواقعيّ وليست مُجرّد خيالٍ نقرؤهُ ونسمعُ عنه في القصصِ والرّوايات .

والجديرُ بالذّكْر أنّ الشّاعر استطاع أنْ يُوظّف الخيال توظيفًا جميلاً ليجعلَ مِن المجازِ حقيقةً تُحاكي كائن الأساطير والمُسلسلاتِ والأفلام فيُحاورها وتُحاورهُ كأنّها أُنثى مُفعمةٌ بالنّشاط والطّاقةِ والحيويّة وهي ما زالت في ريعانِ شبابها وفي أوجِ عطائها المُتدفّق.

والمُتأمّل أبيات القصيدة يستطيع أنْ يسبرَ أغوار النّصّ بتأمّله للحوار اللّطيف الذي يدور بين الشّاعر وحوريّة البحر وكيف أنّ الشّاعر جسّد هذا الكائنَ الأسطوريّ وجعله إنسانًا لديه المشاعر والعواطف والأحاسيس لِتُبادلهُ الشّعور نفسه على طريقتها الأُسطوريّة الرّائعة.

وتاليًا نصّ القصيدة :

أَهيمُ بَوصْفِها شِعْرًا وَنَثْرًا
وَأَرْقُبْ نُورَهَا صُبْحًا وَظُهْرا

وَأَشْدو طَائِرًا غَنَّى بَياتًا
وَأَلْحَانًا صَبا فِي النَّفْسِ حَرّا

أُدَنْدِنُ حَالِمًا أَنْ أَلْتَقيها
عَرُوسَ البَحْرِ فِي الأَكْوانِ سِحْرا

أُخَاطِبُ رُوحَها وَلَهًا وَشَوْقًا
فَيوقِظُني حَنينُ الشَّوقِ فَجْرا

وَأَرْسُمُ فِي مُخَيِّلتِي مَلاكًا
تُخَاطِبُ مُهْجَتي سِرًّا وَجَهْرا

أُغَازِلُها بَأَبْياتِي قَصِيدًا
وَأَنْشُرُ حَوْلَها وَرْدًا وَعِطْرا

تُجيبُ بِرِقَّةٍ أَوَلَسْتَ تَدْرِي
بِأَنِّي أَطْلُبُ الأَشْعَارَ مَهْرا

كَلامُكَ يَا رَفِيقَ الَّدْربِ عَذْبٌ
جَدَاوِلُ مَائِهِ ذَهَبًا وَتِبْرا

تَرَفَّقْ من كَلامِك عَنْ عَروسٍ
وَيَكْفيني مِنَ الأَبْياتِ عَشْرا

قَبِلْتُ المَهْرَ مِنْكَ بِلا شُروطٍ
فَأَنْتَ العَاشِقُ الوَلْهانُ سِرّا

فَلاَ تَحْزَنْ إِذا مَا العُمْرُ وَلّى
سَتَبْقى في فُؤَادِي خَيرَ ذِكْرى

وَيَبْقى حُبُّكَ المَخْفِيُّ سِتْرًا
يُدَارِيني إِذَا مَا عِشْتُ دَهْرا

فَأَنْتَ الّلحْنُ وَالأَوْتَارُ عُودِي
فَأَسْمِعْني مِنَ الأَشْعَارِ دُرَّا

سَأَسْهَرُ كُلَّ لَيْلي فِي انْتِظَارٍ
وَأَرْقُبُ نُورَكَ الوَضَّاءَ قَمْرَا

وَأَقْرَأُ مَا كَتَبْتَ إِلّيَّ شِعْرًا
تَزِيدُ بِمُهْجَتي شَأْنًا وَقَدْرا

وَأَسْبَحُ فِي بُحورِ الشِّعرِ عِشْقًا
وَأَكْتُبُ عِشْقِيَ الوَلْهَانَ بَحْرا

غَدًا أَلْقَاكَ فِي لَهَفٍ مَشُوقٍ
لِنَحْيا بِالهَوَى دَهْرًا فَدَهْرا