يتساءل كثيرون عن حالات تشوه شرايين القلب الخلقي، وفي الواقع يتم تزويد عضلة القلب بالدم عبر ثلاث شرايين رئيسية، وهم الشريان الأمامي النازل، والشريان الخلفي الملتف، وكذلك الشريان الأيمن.

وفي بعض الأشخاص يكون هناك شريان رابع يدعى بالشريان الوسطي. وان التشريح الطبيعي لهذه الشرايين هوان ينبع الشريان الأمامي النازل والشريان الخلفي من الجيب الأيسر للشريان الابهر، وان ينبع الشريان الأيمن من الجيب الأيمن للشريان الابهر.

ولكن في بعض الحالات يكون هناك تشوه خلقي في الشريايين القلبية بحيث ان ينبع الشريان الأمامي اوالخلفي من الجيب الأيمن للأبهر اوان ينبع الشريان الأيمن من الجيب الأيسر للأبهر. وهذا في 90 % من الحالات لا يشكل اي نوع من الخطر للمريض.

الا ان في 10 % من الحالات يكون مسرى احد هذه الشرايين غير صحيح حيث يمر الشريان المعكوس بين الشريان الابهر وبين الشريان الرئوي، الامر الذي قد يؤدي الى انضغاط هذا الشريان الصغير بين هذين الشريانين الكبيرين وانسداد مجرى الدم فيه.

لقد تم ملاحظة ان هذا الحالة القليلة قد تسبب الموت المفاجىء بالأخص عند الرياضيين حيث ينضبط الشريان المعكوس بين الشريانين الابهر والرئوي محدثا انسداد مفاجيء وبالتالي الى الموت المفاجئ.

في العادة لا تؤدي هذا الحالة لوجود أعراض قلبية من الم في الصدر مع الجهد، ولكن لجميع الرياضين الذين يصيبهم الم في الصدر يجب عليهم مراجعة طبيب القلب لتقييم اي اشتباه بوجود هذه الحالة.

د. عمروسعيد رشيد/ أخصائي أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية.