الشّاعر ضيف اللّه ينظم قصيدة " مَنْ أنتَ يَا هَذا " في مجموعته الثّانية

 

نظمَ الشّاعر أحمد حسن ضيف اللّه قصيدته " مَنْ أنتَ يا هذا " الّتي يتحدّث فيها عن وجوب الوقوف مع النّفس قليلاً والإختلاء بها لتتعرّف على أخطائها ومشاكلها طالبًا مُناجاة اللّه في الخلوات تحصيلاً للمغفرة والثّواب حيث أنّ النّفس البشريّة مجبولة على الخطأ والنّسيان ومَنْ مِنّا معصومٌ ومُنزّهٌ مِن الذّنوب سوى حبيب القلوب مُحمّدٌ عليه أفضلُ الصّلاة والسّلام.

والمُتأمّلُ أبيات القصيدة يلمسُ جليًّا حجم توارُدِ الأفكار والخواطر حين يختلي الإنسان بنفسه ويراجعُها حتّى يفيضَ قلمهُ مُسطّرًا جبلاً مِن الهمومِ والآلام القاسية الّتي لا تزولُ إلاّ بطلبِ العفوِ والغُفرانِ مِن اللّه عزّوجل.

وتاليًا نصّ القصيدة : 

قِفْ يَا زَمَانُ فَهَذا الهَمُّ أَعْياني

وَدَعِ السَّعَادَةَ دُونَ الغَمِّ تَلقَانِي

وَاتْرُكْ بَعيدًا صُنوفَ القَهْرِ تُؤْلِمُنِي

كَيْما أُغَادِرُ آلآمِي وَأَحْزَاني

وّدَعِ العَذابَ اّلذِي فِي النَّفْس يَهْجُرُني

وَالرُّوحُ تُرْدِفُ أَحْزانًا بِأَحْزَانِ

وَسَلْ عُيونِي دُموعُ العَينِ تُؤْلِمُها

حُزْنًا وَخَوْفًا تُحاكِي اليَوْمَ أَشْجَاني

وَالعَقْلُ صَارَ شَريدَ الذِّهْنِ مُنْهَمِكًا

مَا بَيْنَ مَوْتٍ وَعَيشٍ فِيهِ سَيَّانِ

فَرُحْتُ بِالشِّعْرِ أَكْتُبُ مَا يُخَالِجُني

هَلْ لِي بِعَيْشٍ كَعيشِ الإِنْسِ وَالجانِ

فإِذْ بِشِعْرِي يُنَادِي مَنْ يُسَطِّرُهُ

مَنْ أَنْتَ يَا هَذا قَدْ أَتْعَبْتَ أَوْزَاني

أَتْعَبْتَني بِكَلامٍ كُلِّهِ شَجَنٌ

وَمِنْ نَحِيبِكَ بَحْرُ الشِّعْرِ يهواني

فَخَلِّ عَنْكَ هُمومًا بِتُّ أَعْرِفُها

وَقِفْ هُنَيَهَةَ لاَ تَشْكُو لإِنْسَانِ

لإِن ْشَكَوْتَ إِلى الإِنْسَانِ مَظْلَمَةً

فَهِيَ المَذَلَّةُ خُذْلاَنٌ بِخُذْلاَنِ

وَاشْكُ إِلى اللهِ لاَ تَشْكُ إِلى أَحَدٍ

وَادْعوهُ يَا رَبُّ فِي سِرِّ وَإِعْلانِ

أَرِحْ ضَميرَكَ لاَ تَرْكَنْ إِلى أَحَدٍ

وَاقْصِدْ بِخَطْوِكَ رَبًّا ما له ثانِ

إِنْ شِئْتَ مَغْفِرةً فَادْعُوهُ مُنْكَسِرًا

وَاسْتَغْفِرِ اللهَ مِنْ ذَنْبٍ وَعِصْيانِ