توقعات بعواصف رعدية شديدة وأعاصير وحبات برَد كبيرة في الموسم المطري القادم
يعتبر البحر الأبيض المتوسط البيئة الاساسية التي تنشأ وتتطور داخلها المنخفضات الجوية التي تؤثر على بلاد الشام والعراق ومصر ودول المغرب العربي , ويصل تأثير المنخفضات الجوية التي تتشكل داخل المتوسط الى شبه الجزيرة العربية في بعض الحالات . كما انه يتحكم بمسار الكتل الهوائية الباردة ومنظومة الضغط الجوي في المنطقة خصوصاً في المواسم المطرية.
يعاني البحر الأبيض المتوسط خلال السنوات الاخيرة من ارتفاع في درجة حرارة سطح الماء فيه , مما ساهم بشكل كبير في زيادة قوة العواصف والمنخفضات الجوية المتوسطية , بالاضافة الى رفع نسب الرطوبة والحمل الحراري في المنطقة مما ادى الى زيادة ملحوظة في عدد الحالات الجوية التي احتوت على عواصف رعدية شديدة وتسببت في فيضانات قوية بالاضافة الى تسجيل عواصف شديدة من البرد ذو الاحجام الكبيرة والمدمرة .
ان ارتفاع درجة حرارة سطح مياه البحار والمحيطات يعتبر مصدر للطاقة التي تغذي العواصف والمنخفضات الجوية والاعاصير , فكلما زادت حرارة سطح الماء , كلما كان الفارق الحراري اكبر ما بين الكتل الهوائية وسطح الماء ,مما يؤدي الى زيادة عمق المنخفضات الجوية وزيادة قوة السحب وبالتالي تحولها لتصبح عالية التأثير .
من المعروف في فيزياء المناخ ان الطاقة الحرارية المخزنة داخل المحيطات هي التي تغذي الاعاصير المدارية القوية وتمدها بالطاقة اللازمة لاستمراريتها , فعندما تتمركز الاعاصير داخل المياه الدافئة تستمر في التطور حتى تموت داخل اليابسة او تتجه نحو المياه الباردة ثم تتلاشى .
خلال الثلاث سنوات الماضية رصد في المركز العربي للمناخ ازدياد ملحوظ في حرارة سطح مياه البحر المتوسط , وقمنا باطلاق تحذيرات مفادها احتمالية نشوء حالات جوية قوية وعواصف متوسطية خلال الموسم المطري , وبالفعل سجل البحر المتوسط العديد من العواصف القوية التي اثرت على دول المغرب العربي وبلاد الشام ومصر , حتى ان بعض المنخفضات الجوية كان لها الدور لوحدها في رفع اداء بعض المواسم المطرية بمقدار الثلث تقريباً , كما اننا حذرنا من احتمالية تساقط حبات برد باحجام كبيرة وهذا ما تم رصده في العديد من المناطق ومنها العاصمة الاردنية عمان.
مؤخراً وخلال الشهر الحالي تموز ( 7 ) , رصدنا قفزه كبيرة وارتفاع غير مسبوق لحرارة البحر الأبيض المتوسط بحيث ان متوسط درجة حرارة سطح الماء فيه سجل قيماً غير مسبوقة في السجلات المناخية لمثل هذا الوقت من العام كما يتضح في المخطط بالاسفل والذي يبين الوضع القائم :
مناطق واسعة من وسط المتوسط مثل سواحل المغرب العربي والسواحل الايطالية تجاوزت درجة حرارة سطح الماء فيها 35 درجة , وهذا يعني انحراف عن المعدلات العامة يتجاوز 5 درجات مئوية كما نلاحظ في خريطة انحراف حرارة سطح الماء في وسط وغرب المتوسط , بينما بلغ انحراف درجة حرارة سطح الماء لكامل البحر المتوسط عن المعدلات العامة حوالي 3 درجات مئوية :
في حال استمرار هذه الظاهرة حتى بداية الموسم المطري المقبل فان هذا يزيد من احتمالية نشوء حالات جوية قوية للغاية وقياسية نظراً للارتفاع الغير مسبوق لحرارة المتوسط , كما يتوقع :
- بداية مبكرة للموسم المطري للدول المطلة والقريبة من البحر المتوسط.
- احتمالية زيادة معدلات الهطول المطري خلال الحالات الجوية نتيجة لارتفاع نسب الرطوبة الناتجة عن التبخر العالي للمياه .
- تشكل منخفضات جوية عميقة جداً بنسب اعلى من المعتاد قد تصل الى مستويات العواصف المتوسطية او الاعاصير المتوسطية الميديكان Medicane .
- زيادة نسب تشكل الضباب في مختلف الدول المطلة والقريبة على البحر الابيض المتوسط .
- زيادة معدلات الامطار الوميضية وزيادة نسب الفيضانات والسيول ( بشكل اعلى من الموسم الماضي ) .
- ارتفاع احتمالية حدوث العواصف الرعدية القوية والشديدة .
- زيادة فرص تساقط زخات البرد باحجام اكبر من المعت
اد .المركز العربي للمناخ