يحتضن مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ 37 لعام 2023، من خلال احتفال ستقيمه ادارة المهرجان بـ «مئوية» مدرسة السلط الثانوية «أم المدارس»، التي اسست عام 1918، وبدأ التدريس فيها بعد عام 1919، فيما القائمون على المهرجان اختاروا عام 1923 نقطةً مرجعية؛ لأنه شهد افتتاح المدرسة من قبل الملك عبد الله الأول ابن الحسين، بعد انتقالها من مبنى مستأجر إلى مقر دائمٍ أنشأته «نظارة المعارف» حيث تغير اسمها أكثر من مرة قبل أن تسمى حاليا بـ»وزارة التربية والتعليم».
وضمن استعداداتها للاحتفال بمئوية مدرسة السلط الثانوية للبنين، كانت عقدت اللجنة التحضيرية للاحتفال بمئوية مدرسة السلط والمنوي اقامته بالمدرسة، اجتماعا لها لبحث عدد من الامور المتعلقة بالاستعداد لهذه المناسبة الوطنية الكبيرة، حيث ترأس الاجتماع نائب رئيس اللجنة الملكية لتطوير مدرسة السلط الثانوية للبنين رئيس اللجنة التحضيرية للاحتفال الدكتور محمد خريسات، واعضاء اللجنة الملكية والتحضيرية للاحتفال الدكتور خالد العطيات، الدكتورة سحر قموه قعوار، مقرر اللجنة مدير مدرسة السلط الثانوية للبنين ابراهيم يوسف العبداللات، وان اللجنة الملكية لتطوير مدرسة السلط الثانوية للبنين ارتأت إقامة احتفال وطني كبير برعاية ملكية سامية بهذه المناسبة التي تؤرخ لجزء مهم من تاريخ الأردن منذ نشأته حتى اليوم، وان  موعد الاحتفال بالمناسبة سيعلن عنه في وقت لاحق .
وباشرت مدرسة السلط بطاقمها التدريسي والهيئة الإدارية مشوار الأعوام الدراسية مع بداية عام 1924، حيث تم إحضار المعلمين من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق، وتخرج أول فوج في عام 1925، وبلغ عددهم أربعة طلاب وهم،  أحمد الظاهر، داوود عبدالرحمن تفاحة، عبدالرحيم الواكد، علي محمد عبد الله مسمار، وفي عام 1926 تخرج من المدرسة  الفوج الثاني وعدده ثلاثة، ومن خريجي المدرسة من تولى منصب رئاسة الوزراء، حيث تقلد هذا المنصب 19 من خريجيها حتى الآن، محمد الهياح الذي شغل رئاسة الوزارة أربع مرات في فترة الستينيات والسبعينيات، الدكتور سعيد التل الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء، سعد جمعة، بهجت التلهوني، الطيب عادل، مريود التل رئيس التشريفات الملكية سابقًا، أحمد أبو رمان، عبد السلام المجالي، عبد الله النسور، وصفي التل، وتخرج فيها عدد آخر من رجالات الأردن، مثل، عبد اللطيف عربيات رئيس مجلس النواب الأسبق، حابس المجالي، وزير دفاع، ورئيس أركان القوات المسلحة سابقاً، حسن طويقات، عبد الله التل بطل معركة القدس، عبد الله خرابشة، محمد رحاحلة «أبو العارف، إبراهيم زيد الكيلاني، مصطفى العياش غنيمات، مصطفى وهبي التل، نذير رشيد، علي خليفات، بهجت المحيسن، سمير تادرس، وعدد آخر ممن شغلوا مناصب وزارية وعسكرية مختلفة، ووصل عدد ممن تخرجوا منها واعتلوا مناصب وزارية مختلفة إلى 62 وزيراً، كما حملت المدرسة عبر تاريخها عدة أسماء، منها المدرسة السلطانية وهو أول اسم أُطلق عليها، مدرسة السلط الأميرية، مدرسة السلط التجهيزية، مدرسة الحربي، المدرسة الحزبية، مدرسة التل، وأخيرًا مدرسة السلط الثانوية وهو الاسم الذي أطلق عليها منذ عام 1938 وحتى الآن، ولا ننسى الاسم المحبب الذي نالته المدرسة بجدارة وهو «أم المدارس»، كما قال الشاعر الراحل حسني فريز، وهو أحد خريجي الفوج الثاني منها وأحد معلميها فيما بعد ثم مديرها في قصيدته الشهيرة التي ألقاها أمام الملك الحسين بن طلال في اليوبيل الذهبي للمدرسة عام 1976، كما ضمت المدرسة أسماء عديدة تخرجت من «مدرسة السلط»، يعقوب زيادين، شفيق ارشيدات، عيسى مدانات، منيف الرزاز، محمد باجس المجالي، ونبيه ارشيدات، جودت المحيسن وغيرهم.