لماذا وكيف تنتشر الأوبئة في العالم؟.. الخبير شركس يُجيب

قال مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة السابق، وخبير الأوبئة الدكتور غازي شركس، إن من أهم أسباب زيادة الأوبئة هو سهولة التنقل بين الدول في العالم، وإن حصل وباء في منطقة معينة من السهولة انتقاله إلى أي منطقة بسبب السفر.

وأضاف شركس في حديث مع صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، اليوم السبت، أن من الأسباب التي زادت من الأوبئة في العالم؛ هو إزالة الأشجار والغابات والذي تسبب في تواصل أكبر بين الحيوانات والإنسان، مشيراً إلى تكاثر الخفافيش والجرذان والتي تعتبر مصدراً للفيروسات والأوبئة.

وأردف أنه من أسباب زيادة الأوبئة تغير المناخ والجفاف والهواء وانجراف التربة، والذي شكل بيئة خصبة لنمو الجراثيم والأوبئة التي تؤدي إلى الجوائح.

ولفت شركس إلى انتشار الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، وأصبحت أكثر قابلية في خلق الأوبئة، لافتاً إلى أن هناك تجارب علمية غير منضبطة وغير محددة المصدر، تجرى على الفيروسات من قبل معامل مخبرية، تتعامل مع التركيبات الجينية، لمحاولة تغيير تركيبها، وقد تكون سبباً في ظاهرة انتشار الأوبئة.

وتابع شركس أن مشكلة الصرف الصحي عندما تفيض على التربة، فلا يتم معاملة الغذاء بطريقة مثلى، أو كلورة مياه الشرب بطريقة جيدة؛ وقد يؤدي هذا إلى زيادة حدوث التسممات الغذائية وانتشار الفيروسات والأوبئة في العالم.

كيف يمكن مكافحة الأوبئة؟

وأوضح الدكتور شركس أنه لمكافحة الأوبئة يجب أن تتغير ثقافة الإنسان، فهناك الكثير من العادات والتقاليد في السلام، والاختلاط غير المبرر، والاكتظاظ، وعدم تهوية المنازل وعدم تعريضها للشمس، وكلها عوامل تساهم في انتشار الأوبئة.

وأكد أنه يجب أن يكون هناك نمط جديد في الحياة، بالاكتفاء بالسلام باليد دون التقبيل، واقتصار الاختلاط على المناسبات الضرورية، داعياً إلى تجنب عقد الاجتماعات بوجود حشد كبير في أماكن غير مفتوحة وضيقة.

وأكد شركس أنه يجب مكافحة التغيرات المناخية بكل الوسائل، مثل الجفاف وانزلاق التربة، أو فيضان المياه الصرفي الصحي، والتوقف عن إزالة الغابات ومحاربتها بكل الوسائل للحد من تكاثر الحيوانات المتصلة بالإنسان والتي قد تسبب الجوائح.

كما يجب الاهتمام بالوقاية الشخصية، وعدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية، وتناولها بوصفة الطبيب؛ كي لا تتكون البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وفق شركس.

ولفت الانتباه إلى محاربة مسألة التلاعب الجيني والتجارب غير المنضبطة، ومقاومتها من الدول بأعلى المستويات، موضحاً أن ذلك قد يخلق مشاكل وأوبئة لا يمكن السيطرة عليها.

البرنامج الوطني للتطعيم في الأردن

وأكد شركس أنه يجب التركيز على البرنامج الوطني للتطعيم في كل دولة، مشيراً إلى أنه في الأردن يجب التزام الأطفال بجميع الجرعات والمطاعيم المدرجة ضمن البرنامج الوطني للتطعيم، لافتاً إلى أن الكثير من الأمراض التي تمت السيطرة عليها أصبحنا نراها من جديد.

إعداد كوادر الصحة العامة والأوبئة

أكد الدكتور شركس أهمية إعداد كوادر الصحة العامة، وكوادر لمكافحة الأوبئة، وتأهيلها بإعطاء الدورات اللازمة وتعيين المزيد منها في وزارة الصحة ومركز مكافحة الأوبئة، داعياً إلى أن يكون القائمون على هذه المراكز من ذوي الخبرة في مكافحة الأوبئة، ويتم الاطلاع على المستجدات العالمية والإقليمية حول الأوبئة أولاً بأول، والتعاون مع الدول العالمية والإقليمية في مكافحة الأوبئة والسيطرة عليها.