الفايز: الأردن يخرج من التحديات أكثر قوةً وتماسكاً (صور)
قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ان جلالة الملك عبدالله الثاني يقود اليوم مسيرة الاصلاح الشامل ، بأبعاده السياسية والاقتصادية والادارية ، لتمكين الاردن من مواجهة مختلف التحديات وخاصة التحدي الاقتصادي ، للنهوض بواقعنا السياسي والاقتصادي وامننا الغذائي ، وباتت هذه الملفات تشكل اولوية وطنية لدى جلالته .
جاء ذلك خلال الندوة الشهرية التي عقدتها دائرة المرافق والبرامج الثقافية في امانة عمان واستضافة فيها اليوم رئيس مجلس الاعيان للحديث حول مختلف التحديات التي تواجه الاردن وما يتعلق بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري .
وقال الفايز جلالة الملك اكد بان التحديات التي تواجه الاردن والمنطقة ، يجب ان لا توقف تطلعات الاردنيين ، من اجل اردن مزدهر يعتمد على ذاته ، ويكون قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية ومشكلتي الفقر والبطالة ، والنهوض بمختلف الخدمات المقدمة للمواطنين ، والقضاء على البيروقراطية في الادارة العامة .
وبين ان جلالته اكد بان تكون عملية التحديث الاقتصادي عابرة للحكومات ، وعلى ضرورة وضع خطط اقتصادية ، تكون قادرة على تجاوز الاوضاع الراهنة في المنطقة ، وتعتمد بالدرجة الاساسية على الموارد البشرية الاردنية ، وتعمل بذات الوقت على تحسين البيئة الاستثمارية ، وفتح اسواق جديدة امام الصناعات والمنتوجات الاردنية ، بهدف الوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي ، وتحسين ارقام النمو ، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين .
اما بخصوص الاصلاح السياسي المنشود ، المستند الى ارثنا الحضاري والتاريخي ، وقيمنا وتقاليدنا الراسخة ، واستجابة لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ، فقد تم اجراء تعديلات دستورية ، واقرار التشريعات الناظمة للعمل السياسي ، حرصا من جلالته على تعزيز المسيرة الديمقراطية وبناء الأردن الجديد ، وصولا إلى مرحلة متميزة من الاصلاح السياسي ، والدفاع عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية ، وقيم المساواة والتسامح واحترام حقوق الإنسان ،وترسيخ دولة القانون والمؤسسات .
كما تهدف رؤية جلالة الملك بموضوع الاصلاح السياسي ، الوصول الى النموذج الديمقراطي الاردني ، الذي يمكننا من الوصول الى الحكومات البرلمانية البرامجية ، وتعزيز المشاركة الشعبية والحياة الحزبية والسياسية ، وتمكين المرأة والشباب ، ليكون الأردن بمئويته الثانية أكثر قوة وحداثة ومنعة .
واكد رئيس مجلس الاعيان على ان الاستجابة لرؤى وتطلعات جلالة الملك ، وتسريع تنفيذ وترجمة توجيهات جلالته السامية ، بهدف النهوض بواقعنا الاقتصادي وتعزيز مسيرتنا الديمقراطية والسياسية والبرلمانية والحزبية ، يرتب على الجميع الاندماج في العمل السياسي والحزبي والمشاركة الفاعله فيه ، والابتعاد عن الجهوية والمناطقية ، ومحاربة الفساد المالي والاداري ، وانه على الجميع مسؤولية تعزيز الثقافة الديمقراطية ، في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وفي المناهج الدراسية ، اضافة الى التحلى بالقيم النبيلة والمثلى ، وقبول الرأي والرأي الاخر ، ونبذ العنصرية والتعصب ، وترسيخ الانتماء للوطن والولاء لقيادتنا الهاشمية ، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني .
واضاف الفايز " ان تعزيز المشاركة في العملية الانتخابية ، سواء البرلمانية او غيرها ، والاندماج بالعمل الحزبي والاحزاب السياسية ، هي مسؤولية جماعية وتشاركية تقع على عاتق الجميع ، من حكومات واحزاب وجامعات ، واندية رياضية وشبابية ، اضافة الى الاسرة والمدارس ودور العبادة ، ووسائل الاعلام ومختلف مؤسسات المجتمع المدني ، فعلى هذه الجهات النهوض بدورها تجاه مجتمعنا وخاصة الشباب ، من اجل بناء مجتمع واع تكون لديه القدرة في التعامل والتفاعل بوعي مع تحدياتنا ، ومع مشروع التحديث السياسي للدولة .
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الاردن بين الفايز ، ان الاردن ومنذ التأسيس واجه صعوبات مختلفة ، كان يخرج منها اكثر قوة وتماسك ، اتمثل اولها في بناء الدولة الاردنية ، وتشكيل الهوية الوطنية الاردنية ، وتلى ذلك تحدي اللجوء والنزوح الفلسطيني ، كما واجه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي تحديات المد الشيوعي والناصري واليساري ، ثم جاءت حربي الخليج الاولى والثانية والحصار الاقتصادي على الاردن عام 1990 واحتلال الكويت .
وقال انه ومنذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ، واجه الاردن العديد من التحديات الداخلية والخارجية لا يمكن تجاهلها ، منها الازمة الاقتصادية العالمية 2008 ، وما يواجه اليوم من تحديات ، تتعلق بارتفاع المديونية وانخفاض المساعدات والمنح ، وارتفاع نسب البطالة والفقر ، اضافة الى تداعيات احتلال العراق والربيع العربي عام 2011 ، وانقطاع الغاز المصري والنفط العراقي ، والحروب الاهلية في العديد من الدول العربية ، وانتشار الارهاب والتطرف ، وتحدي انتشار افة المخدرات ، وجائحة كورونا وما خلفته من تداعيات ، والحرب الروسية الاوكرانية وتاثيراتها على الامن الغذائي واسعار الطاقة .
واشار الى ان الاردن وبسبب موقعه الجيوسياسي يواجه اليوم تحديات اخرى ، تتمثل بالاوضاع الامنية والسياسية التي تمر بها المنطقة ، لعل ابرزها تحدي ايجاد الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية ، في ظل تنامي اليمين المتطرف في اسرائيل وسيطرته على الحكم ، ومحاولات البعض ايجاد تسويات للقضية الفلسطينية ، على حساب الاردن وثوابته ، وثوابت الشعب الفلسطيني ، مبينا الفايز انه ورغم ذلك فقد تمكن الاردن بفضل حكمة جلالة الملك وحنكته السياسية ووعي شعبنا ، ومنعة قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية ، من الحفاظ على امن الوطن واستقراره ، في ظل محيط ملتهب وفوضى عارمة .
من جانب اخر بين الفايز ان التحديات السياسية والاقتصادية ليست حالة اردنية فقط ، بل هي ازمة دولية في ظل ما يشهده عالمنا من صراعات سياسية وامنية ، والتصدى لها يتطلب انها هذه الصراعات ، والتعاون المشترك بين الدول لمواجهتها .
وقال ان مواجهة التحديات الاقتصادية للامة العربية ، قضية محورية لا يمكن تركها للظروف ، لذلك لا بد من ايجاد رؤية عربية تكاملية لمواجهة هذا التحدي ، وايجاد تعاون عربي مشترك لبناء شراكات اقتصادية واستثمارية متنوعة ، مبينا ان اي دولة عربية لا تستطيع وحدها تجاوز هذه التحديات ، مشيرا الى انه طالب اكثر من مرة بضرورة عقد قمة اقتصادية عربية موازية للقمة السياسية ، يشارك بها رجال الأعمال وممثلون عن مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية ، لبلورة مشروع اتحاد اقتصادي عربي ، يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية ، فقيام هذا الاتحاد سيمكن الامة العربية أن نكون قوة سياسية واقتصادية ، وبذات الوقت تحقق التنمية المنشودة .
واشار الفايز خلال الندوة الى السياسة الاردنية وقال انها تقوم على مجموعة من الثوابت، اساسها حماية مصالحنا والدفاع عن قضايا امتنا، ومن هذا المنطلق يؤكد الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بان اية حلول ومشاريع تسويه للقضية الفلسطينية ، لا تحفظ ثوابتنا الوطنية او تعبث بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس ، او تمس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها ، هي حلول مرفوضة وعدمية وسيتصدى لها الاردن بقوة .
كما ان سياستنا ومواقفنا تؤكد على ان حل القضية الفلسطينية ، حلا عادلا وشاملا ، وعلى اساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ، هو مفتاح الحل لكافة صراعات المنطقة وعودة الامن والاستقرار لها .
وبين الفايز خلال الندوة ان ما حدث في جنين ومخيمها ، وما يحث في الاراضي الفلسطينية عموما ، هو عار في جبين المجتمع الدولي ، فما تقوم به الحكومة الصهيونية المتطرفة بحق الشعب الفلسطيني ،هو ارهاب دولة وجرائم حرب ، يجب على المجتمع الدولي الذي يدعي الايمان بحق الحياة ومبادئ العدالة والحرية ، ان يتصدى بقوه لممارسات العدو الاسرائيلي وقطعان المستوطنين ، ويوقف رعونة وصلف الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة .
وطالب الفايز بسرعة تشكيل لجنة برلمانية عربية ، تقوم بالتواصل مع البرلمانات الدولية ومنظمات حقوق الانسان العالمية ، لكشف هذه الممارسات الهمجية والوحشية ، التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاسرائيلي المتطرفة وقطعان المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني .