من شروط صحة عقد الزواج أن يكون كلاهما في حزب واحد
الدكتور محمود عواد الدباس
نتيجة انشغالي في الشأن الحزبي الجديد من عدة مداخل ولعدة أسباب . أدى ذلك إلى ازدياد معلوماتي ومن ثم ملاحظاتي و استنتاجاتي . وبداية أقول إن هذه المقالة بكل تأكيد غير مرضية لبعض النساء و الشابات . دخولا في الموضوع فمن الظواهر التي رصدتها في المشهد الحزبي الجديد . أن يكون الرجل في حزب فيما زوجته في حزب آخر . في الحقيقة أنا مستغرب من هذه الظاهرة . لكن البعض يقول انها عادية وهي تمثل قمة الديمقراطية . مثل هؤلاء يعتبرون الأحزاب السياسية مثل التخصصات الجامعية فكما أنه من الطبيعي أن يكون الرجل من تخصص معين وأن تكون الزوجة من تخصص آخر فطبيعي كذلك أن يكون الرجل في حزب وأن تكون زوجته في حزب آخر . حقيقة أنا لا اقتنع بهذا الرأي . والسبب قناعتي أن الأحزاب هي غير التخصصات الدراسية وهي ايضا غير الوظائف . ففي التخصصات والوظائف ينفع التنوع . أما في تنوع الأحزاب داخل الأسرة بين الزوجين فلا ينفع التنوع . فالحزب اجمالا فكرة والأصل أنها تعكس رؤية ومنطقي جدا أن يكون الزوجين يحملون ذات الرؤية . فإذا لم يكن الزوجان متفقان سياسيا اقلها على الصعيد الظاهري فالسؤال على ماذا هما متفقان إذن . لنقفز إلى المستقبل حيث ستظهر المشكلة . فإذا ما ترشح الزوج في حزب ما .فالسؤال سيكون ما هو موقف الزوجة إذا كانت في حزب آخر . هل ستكسب حزبها أو تكسب زوجها .بكل تأكيد أن التعددية شيء جميل لكن يجب أن تبقى ضمن إطار الحفاظ على وحدة الأسرة اقصد بين الزوجين . من جهة أخرى هناك من يعطي تفسير آخر لحالة وجود الزوجين في حزبين .وهو التوزع على حزبين لزيادة فرص الصعود السياسي لكلاهما .لكن مثل الأسلوب يفقد الزوجين المصداقية أمام الحزبين . في المقابل وضمن المشهد الحزبي الجديد وجدت أن الرجال المنتسبين إلى احزاب سياسية قد ذهبت زوجاتهم معهم إلى ذات الحزب وهذا سلوك منطقي ومفهوم .
أمام هذا الواقع في الأحزاب السياسية جاءت فكرة المقالة كحالة استشرافية من أجل ضمان سلامة نجاح الأسرة القائمة وتماسكها على مستوى الزوجين فقط . وفيما يتعلق بالشابات فأظن أنه ولضمان صحة عقد الزواج فكريا واجتماعيا أن يكون كلا العروسان من ذات الحزب . هنا وعلى سبيل التوضيح فلا ينفع أن يكون العريس من حزب إسلامي وتكون العروس من الحزب الشيوعي مثلا . وحتى ضمن الأحزاب التي هي ضمن نفس اللون فلا ينفع أن يكون العريس من حزب و العروسه من حزب آخر .لذلك ربما نشهد في المستقبل انسحاب شابات من حزب أو أكثر و يذهبن بدلا من ذلك إلى حزب أو أحزاب أخرى استجابة لرغبة العريس الحزبي الذي لا ينفع أن تكون العروسه في حزب آخر غير حزبه .
أنا شخصيا داعم لمشاركة النساء في الأحزاب السياسية لكن الأمانة تقتضي مني تسليط الضوء على حالات التنوع الحزبي بين الزوجين حينما يكون الزوج في حزب والزوجة في حزب آخر وكذلك الهدف نحو الشباب والشابات الحزبين الذين يسيرون في خط الارتباط وتكوين أسرة . مذكرا هنا أنه و في الحياة الاجتماعية فالشابه تترك أهلها حينما تتزوج و تتبنى خيارات زوجها لضمان الديمومة . حتى أن بعض النساء اضفن اسم عائلة الزوج الى اسمها الاصلي كما أن البعض الآخر منهن تركت الواحدة منهن اسم عائلتها و حملت بدلا منه اسم عائلة زوجها . وهذا الحال سيتكرر مع الشابات في الأحزاب السياسية . فالتغيير السياسي في هذا الجانب مماثل للتغيير الاجتماعي .
ختاما. من أجل الحفاظ على وحدة الأسرة القائمة و صورتها أمام المجتمع وعدم فقدان المصداقية ولضمان النجاح الاستباقي للأسر قيد التشكل فهذه دعوة للنساء الحزبيات أن يكن مع ازواجهن في ذات الحزب الذي يكون فيه الزوج أو عدم الانتساب إلى أي حزب آخر كخيار ثاني تجنبا لمواقف محرجة في المستقبل لا داعي لها . وللشابات .فلا بأس من ترك الحزب الذي انتي عضوة فيه والذهاب إلى حزب العريس أو اقلها عدم الانتساب إلى أي حزب آخر كخيار ثاني تجنبا ايضا لمواقف محرجة في المستقبل لا داعي لها . فبكل تأكيد أن الهويات الاجتماعية هي اقوى من الهويات السياسية .وهي ايضا اقوى من الطموحات الشخصية .