دراسة: زيتون الأردن سيتلاشى

تقول دراسة تم الكشف عن نتائجها مؤخرا، إن معدل الاكتفاء الذاتي من إنتاج الزيتون سينخفض إلى 55٪ بحلول العام 2050، وبنسب أكبر بكثير بعد هذا الموعد.

وقال الأستاذ الجامعي الأردني جواد البكري خلال اجتماع عقد مؤخرا، إن تداعيات تغير المناخ تؤثر بالفعل على قطاع زيت الزيتون، وبدون إحداث تغيير سريع، ستبدأ نسبة الاكتفاء الذاتي من زيت الزيتون في الأردن في الانخفاض من نسبة 102 في المائة حاليا.

وأظهرت دراسة تقييمية قدمها البكري أنه مع سيناريو العمل كالمعتاد، إلى جانب نقص الأمطار وتوقعات حدوث عجز أعمق في المياه، سينخفض معدل الاكتفاء الذاتي من إنتاج الزيتون إلى 55 في المائة بحلول عام 2050، و 34 في المائة بحلول عام 2070 و 17 في المائة بحلول عام 2100.

وتعمل أكثر من 80 ألف أسرة أردنية في زراعة الزيتون، وفقًا للمركز الوطني للبحوث الزراعية. ويمثل قطاع الزيتون ركيزة اجتماعية واقتصادية أساسية للمملكة، حيث يساهم بنحو 135 مليون دينار أردني في المبيعات والصادرات والعمالة في الاقتصاد المحلي.

وفقا لوزارة الزراعة الأردنية، تعد شجرة الزيتون من أهم الأشجار المزروعة في الأردن، حيث تغطي حوالي 72 في المائة من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة في البلاد، وحوالي 30 في المائة من إجمالي المساحة المزروعة. ويوجد في الأردن حوالي 11 مليون شجرة زيتون، بإنتاج سنوي يتراوح بين 180.000 و 200.000 طن من الزيتون.

وكان إنتاج زيت الزيتون متقلبًا في السنوات الأخيرة، في عام 2019، أنتجت المملكة 34720 طنًا من زيت الزيتون، انخفض إلى 24400 طن في عام 2020، لينخفض مرة أخرى إلى حوالي 23000 طن في عام 2021، وفقًا للأرقام الرسمية.

وتتم زراعة أكثر من 70 في المائة من أشجار الزيتون في المناطق البعلية حيث يبلغ متوسط هطول الأمطار أكثر من 300 ملم. وتتم زراعة باقي الأشجار باستخدام طرق الري.

وظل تغير المناخ يضرب القطاع منذ سنوات، حيث أصبح عدم انتظام هطول الأمطار والتغيرات في شدة وموقع هطول الأمطار أكثر وضوحًا خلال السنوات الماضية، وفق مسؤول حكومي فضل عدم الكشف عن هويته.

وقال إن "بساتين الزيتون في الأردن التي يبلغ عمرها 3000 عام - وهي من أقدم وأجود أنواع الزيتون في العالم – وهي مهددة الآن بشكل متزايد بتغير المناخ وندرة المياه، والتي أصبحت أكثر صعوبة على مر السنين".

ويواجه القطاع الزراعي الأردني، الذي يستهلك حوالي 50 في المائة من موارد المياه المتاحة في البلاد، العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بتوافر المياه، حيث تعمل الحرارة المرتفعة على تبخر المياه بشكل سريع.

وأظهرت الأبحاث الحديثة أن متوسط الزيادة في الاحتياجات المائية لأشجار الزيتون المروية سيكون 7.4 في المائة بحلول عام 2050، و 11.4 في المائة بحلول عام 2070 و 13.4 في المائة بحلول عام 2100، وفقًا لتقرير رسمي.

ونظرًا لمناخه الجاف ومحدودية موارده المائية، تم تصنيف الأردن كثاني أكثر دول العالم تخوفًا من المياه، ولديه أدنى حصة للفرد من المياه على مستوى العالم.

ويقف نصيب الفرد من المياه عند أقل من 75 مترا مكعبا في السنة، وهو ما يقرب من 8 في المائة من خط الفقر المائي المعترف به دوليا.

وتبلغ الموارد المائية المتوفرة في الأردن حاليًا حوالي 1.166 مليار متر مكعب، بينما يبلغ الطلب السنوي حوالي 1.450 مليار متر مكعب. ومن المتوقع أن يصل العجز المائي إلى 835 مليون متر مكعب بحلول عام 2050 و 1.240 مليار متر مكعب بحلول عام 2070 و 1.995 مليار متر مكعب بحلول عام 2100، وفقًا للأستاذ الجامعي جواد البكري.

ومما زاد الطين بلة، أن الأردن شهد زيادة في متوسط درجة الحرارة بمقدار 0.4 درجة مئوية لكل عقد منذ سبعينيات القرن الماضي.

وقال مسؤول في وزارة البيئة إن "جزءا من التحدي هو أن المزارعين يحتاجون إلى التدريب في بعض الأحيان. وفي معظم الأحيان يتركون أشجار الزيتون دون تقليم وأي رعاية. هذا جزء من المشكلة، لكن التأثير الرئيسي ناتج عن تغير المناخ، الذي نعمل على معالجته على جبهات مختلفة".

وأضاف المسؤول: "لن نظل صامتين في مواجهة التحديات، لكننا نحتاج إلى دعم الجميع، لأنه من الظلم ترك أولئك الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ بمفردهم".