تعريب الجيش بسٍمات قومية
النائب الدكتور فايز بصبوص
من منظور إسقاط مفهوم «التعريب» كان ضربة حقيقية لتفسيخ مفهوم الأردنة أي أننا انتقلنا من مرحلة التبعية السياسية والعسكرية إلى مرحلة الاستقلال المتدرج لوطننا الحبيب، فبالرغم من الحجم الذي أدركته القيادة الهاشمية في تلك المرحلة، والتي كانت تبعياتها في الإطار الدولي مرعبة وغير مسبوقة، ولكن الاستقلال السياسي كان هدفا استراتيجيا للهواشم على مدار التاريخ، فهذا القرار كان حاسما وجازما من خلال اعفاء كلوب باشا عن إدارة هيئة الأركان للجيش العربي المصطفوي، هذا القرار كان بمثابة قرار استراتيجي استقلالي بامتياز، ليس فقط على الصعيد المحوري الداخلي، إنما على تجسيد مفهوم عروبة الجيش العربي المصطفوي الذي بعث برسالة واضحة اننا جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير الوطن العربي، لذلك فكان هذا القرار قرارا استثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة، فتلك المرحلة كانت تتطلب عونا حقيقيا في إطاره الشعبوي ودون أي معايير قياس لاستحقاقاتها الدولية وانعكاساتها على السياسية الخارجية الأردنية، ولكنه كان قرارا ينبع من التطور والتحول الذي كان سمة حقيقية للأردن الحبيب، وكان أيضا يجسد قدرة وإمكانات الجيش العربي المصطفوي، والذي لم يعد يتبع بأي تفصيل إلى قدرات المملكة المتحدة هذه سمة هاشمية بكل تفاصيلها بأن الاستقلال وحرية القرار كانت ديدن وهدف هذا الوطن.
نبارك لجيشنا العربي المصطفوي والذي خاض كل معارك العروبة، وكان أولوية لولائه للعروبة لأنه انبثق من مفهوم الثورة العربية الكبرى التي قادت مرحلة القومية العربية بكل تفاصيلها.
نشكر لكم وجودكم فقد جعلتم من هذا الوطن حصنا هاشميا وعروبيا، رسخ بكل تفاصيله وجودنا وجعلنا قادرين على الاستحقاقات الكبرى مهما كانت التحديات.