خبير تربوي عن كتاب مواعيد الحمل: سابقة تاريخية بـ"الاستعباد"

استهجن الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة، الكتاب الصادر من إحدى المدارس الخاصة والذي يقضي بتحديد زمن حمل وإنجاب المعلمات.

وأضاف أبو عمارة في حديث مع صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، اليوم الخميس، أن تصرف المدرسة مسيء للقطاع التعليمي، معبراً بقوله: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

وأكد أن الكتاب خاطئ بمضمونه وبطريقة سرده وبإسلوب التنبيه، وتجاوز الخطوط الحمراء.

التربية تتوعد مدرسة خاصة ألزمت المعلمات بمواعيد محددة للحمل والولادة

وبيّن أن مهنة التعليم ذات خصوصية كبيرة، وغياب المعلم عن الطلبة مؤذي جداً، وتختلف عن باقي المهن، مشيرا إلى أنه يصعب استبدال معلم بآخر خاصة في مراحل التعليم الأولى؛ فالطلاب يتعلقون بالمعلم بشكل كبير، وغيابه يخلق أزمة بالمدرسة.

وتابع أبو عمارة أن إجازة الأمومة للمعلمة تبلغ 70 يوماً، وغيابها لهذه المدة يضايق بعذ المدارس، فتلجأ إلى عدم توظيف المعلمة "الحامل"، او تحديد وقت إنجابها، مؤكدا أنه إجراء غير صحيح وغير سليم؛ لأنه حق إنساني ووظيفي لها.

مدارس خاصة تشترط "فحص حمل" للمعلمات الراغبات بالتعيين

وشدّد أبو عمارة على أن مثل هذا الإجراء في الكتاب المدرسي سابقة تاريخية في قطاع التعليم، وقضى على حقوق المرأة برمّتها، ومرفوض على جميع المستويات الدينية والإنسانية والشعبية.

من جهتها، قالت مديرة مديرية التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم ريما زريقات إن تعميم أحدى المدارس على المعلمات بتنظيم الانجاب خلال العطلة الصيفية إجراء فردي.

وأضافت عبر إذاعة "حياة اف ام"، اليوم الخميس، أن وزارة التربية ترفض هذا التعميم تربويا ومهنيا، ولا يجوز أن يخرج من أي مدرسة.

وتابعت: “حتى لو كان الهدف من هذا التعميم نبيلا وحرصا على العملية التعليمية”. 

وبيّنت زريقات، أن المديرة التي أصدرت التعميم في مدرستها، شرحت لها سبب التعميم، معللة ذلك بالضغط الكبير الذي وقع على المعلمات نتيجة انجاب بعض المعلمات في المدرسة، بسبب عدم توفر بديل.

وأوردت: “مديرة المدرسة، أصدرت التعميم بناء على هذا المبدأ”، مشيرة أن هذا الأمر لا يبرر تعميما من هذا النوع.

وأكدت أن التربية شكلت لجنة للتحقيق في الأمر، مبينة أنه سيتم اتخاذ الإجراء المناسب بحق المدرسة.