والد العريس

د. علي خلف حجاحجة

لنخرج عن المألوف ولا نتحدث عن الملك أو القائد بل سنتحدث عن والد العريس، الذي يجول على البيوت يرحب بالضيوف، تعلوه الابتسامة ورحابة الصدر ملوحا للجميع بكلتا يديه حبا وامتنانا، ولسان الحال يشكر الضيوف على تلبية الدعوة والمشاركة في الفرح، ويوجه الحديث لابنه العريس الذي يبدأ مرحلة جديدة من حياته ويوصيه بأن تبقى مخافة الله بين عينيه ويدعو له بالخير مع عائلته الصغيرة وعائلته الكبيرة، ويتحدث للضيوف ولابنه العريس -البار الذي يملأؤه الحماس والطموح- وقد غلبته العبرة.

ويدعو الله ان تبقى بيوتهم عامرة بالفرح، وبعد أن أكرم ضيوفه بإمتاعهم بالأهازيج والحداء والفقرات التي تحبها قلوبهم فمن كرم المضيف الأردني الأصيل أن يسلي ضيفه وبما ينسجم مع طبيعته وفطرته وتراثه الأصيل، كان استقبالا حميميا للجميع والقهوة العربية لكل ضيف بمنتهى البشاشة والرحابة واهتمام بأدق التفاصيل، كان الحب سيد الموقف، حتى خرج الضيوف يشاركون الفرق الفنية برقصاتهم وأهازيجهم، ثم يختم المعزب الأصيل بدعوة الجميع بأن (تفضلوا على عشاكم).

كم كانت لحظات جميلة ومشاعر جياشة من قلب نقي لقلوب محبة، تجاوز فيها الاحتفال حدود البروتوكولات التي قد لا تلامس القلوب ولا تحرك المشاعر إلى نفاذها الى قلب كل مدعو، حتى شعر كل ضيف انه هو المدعو الوحيد وهذه مرحلة لا تصلها الإ إذا كنت بحضرة (معزب) أصيل، كيف لا والمعزب من آل هاشم إنه (أبا الحسين)، والعريس الشاب المحبوب الإبن البكر الشاب الطوح المحب لأهله ووطنه إنه (الحسين).

دامت الأفراح تملأ دياركم العامرة، ودام الحب ودام العز يرفرف على وطننا الغالي بوجود عمود البيت والأب الحاني، والله ولي التوفيق