وثائق وسجلات أراضي القدس في قلب عمان

بقلم محمد عيسى العدوان – رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية – المدير العام الاسبق لمركز التوثيق الملكي الاردني الهاشمي.

مشروع التوثيق الوطني كان وسيبقى الاردن ارض الحشد والرباط ومنارة العرب ، وسيبقى الهاشميون المستأمنون على الامة واحلامها وامالها وحقوقها ، أنه على اثر التفهم والعمق الاردني الوطني العروبي والاسلامي الذي كان في ضمير ووجدان الأردنيين وهم ابناء الحضارة والتاريخ منذ الاف السنيين ارض الرسالات والبطولات والمعارك والنصر والفتح والكرامة ، الاردن الذي عقد مؤتمرات الوحدة العربية والدولة الواحدة والفكر العربي الاسلامي القويم ، فمؤتمر السلط 1920 ثم مؤتمر ام قيس 1920 والدعوة الى اندماج عربي اردني هاشمي في منظومة حكم يحفظ الكرامة ويعلي من شأن الانسان ويحفظ الارث ويمهد للمستقبل ثم ما كان من مبايعة عبد الله الاول ابن الحسين اميرا على الاردن وما تلى ذلك من البيعة للشريف الحسين العام 1924 من اهل الاردن وفلسطين وسوريا والعراق ، مرورا بالتدخل العسكري الاردني والنصر في معارك عام 1948 ، والمحافظة على ما مساحته 22% من ارض فلسطين بعد حروب شرسة مع الدولة العبرية التي جاءات نتاج لمقرارات مؤتمر لندرة في لندن 1845 لإيقاف مصر العروبة عن مشروعها للوحدة والاتحاد زمن محمد علي باشا ، ومن بعده ما جاء في توصيات وثيقة كامبل 1907 ووعد بلفور 1916 وتقسيم سايكس بيكو ومظلة الانتداب 1920 وتقسم اقليم الشام بين ثقافتين غربيتين فرنسية وبريطانية ملكية وجمهورية حتى لا يكون هنالك من امل في اتحاد او وحدة بعد زوال الانتداب البغيض؟؟، الجيش العربي الاردني رغم قلة السلاح والعتاد رغم قلة عدد افراد الجيش العربي الاردني الذي لم يتجاوز 8 الاف الا انهم بعد الاتكال على الله وبالإيمان والحق والقيادة التي كانت الفيصل في التدخل الاردني لحماية الشعب والارض والمقدسات في فلسطين وكان للأردن ذلك.

ومثلما حافظ الاردن على الارض والمقدسات وكرامة العربي الفلسطيني من خلال بطولات الجيش العربي الاردني ، حافظ الاردن فيما بعد كذلك على صكوك ووثائق هذه الارض في مشروع التوثيق الوطني الذي تم اطلاقه العام 1998 في عمان ، حيث عملت على ان يكون الاردن في فلك التوثيق العالمي وضمن معاير علمية وحرفية واسس تنفيذية ، من خلال العمل على انشاء واطلاق مشروع التوثيق الوطني الذي بداته في متحف الحياة السياسة لعهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين والذي كان تحت التأسيس في مقر البرلمان الاردني القديم بجبل عمان.

كان العمل يتم على قدم وساق لجمع كل ما يمكن جمعه من الوثائق والصور والمعلومات والعمل على تحويلها الى معرفة انسجاما مع توجيهات الملك عبد الله الثاني بعبور الزمان من خلال العلم والتعلم والعمل والانجاز والتوثيق الذكي وتم التحضير لكل ما من شانه التأسيس لمشروع التوثيق الوطني ، لقد عقد اول مؤتمر توثيق عربي في الاردن العام 2002 تحت رعاية الملك عبد الله الثاني والامين العام لجامعة الدول العربية ، فقد تم انتداب نائب رئيس الوزراء الدكتور (محمد الحلايقة) كمندوب عن الملك في حفل الافتتاح ، والذي عقد في قصر الثقافة بعمان والذي اطلق فيه مشروع التوثيق الوطني الاردني .وبعقد مؤتمر التوثيق العربي في عمان التي تكرم جلالة الملك عبد الله الثاني أبن الحسين بشمولها برعايته الكريمة ، وهو الذي يؤمن ايمانا مطلقا بان الحق كما تدعمه القوة تدعمه الوثائق والحقائق والعلم والمعرفة، فقد تضافرت الجهود لتنفيذ رؤية العمل التوثيقي في الاردن ، وتم في هذا المؤتمر الدعوة لأنشاء بنك التوثيق العربي واختيار الاستاذ محمد عيسى العدوان منسق عام للمؤتمر العربي ومدير لمركز الدعم الوطني للتوثيق التابع لجامعة الدول العربية و اطلق العنان للأبداع والابتكار والمكاتفة مع العالم ونشر المعرفة . ومن اجل تنفيذ مشاريع التوثيق فقد تم بعد تنظيم المؤتمر العمل على كل ما من شانه التوثيق الوطني الاردني فكانت انطلاقة ذلك في متحف الحياة السياسية لعهد الملك المؤسس بأطلاق مشروع توثيق فترة الملك المؤسس 1921-1950 بالشكل الالكتروني ،فكانت فرصة كبيرة لي للاطلاع على الوثائق العسكرية للجيش العربي في المحافظة على فلسطين واهلها ، وشجاعة وفطنة افراد القوات المسلحة بنقل الوثائق والسجلات المهمة للأرضي الفلسطينية بعد نهاية حرب عام 1967 الى عمان ، والتي كان المرحوم (عبد الرزاق الرحاحلة) قد نقل جزء منها وهو ما يخص اراضي القدس في سيارته الخاصة بكل شجاعة ورجولة وفداء وهي طبيعة الاردني الدائمة.
إن الدور الاردني الهاشمي في المحافظة على الارض والحقوق والانسان العربي و الفلسطيني خصوصا محل تقدير وعرفان لمن يطلع بالعين والعقل ولا يركن الى السمع والقيل والقال ، فقد جاء مشروع التوثيق الوطني ليكون متمم للجهد الحربي الاردني العسكري في الدفاع عن فلسطين واهلها وعن الحق العربي فيها ، فقد كان للدور القومي والاسلامي والعروبي للقيادة الهاشمية والشعب الاردني الاصيل كل التأثير في تثبيت الشعب العربي الفلسطيني في ارضه ، من خلال الانتصارات التي حققها الجيش العربي الاردني في اللطرون وباب الواد والقدس وباب العامود ، وكل المعارك التي خاضها من اجل عروبة فلسطين ونصرة اهلها ، فكان مشروع التوثيق الوطني استكمال للنهج الاردني الهاشمي الذي تم العمل عليه كجزء مكمل لجهود الدولة الاردنية بكافة اطياف عملها وتخصصاتها في دعم القيادة الاستشرافية الهاشمية في ما يخص فلسطين واهلها.

فقد كان مشروع ترميم وتوثيق سجلات الاراضي والاوقاف في فلسطين من خلال مشروع التوثيق الوطني هو احد الاذرع التي تميز بها الاردن في نصرة الاشقاء في فلسطين ، بعيدا عن المباهاة بلا عمل او التباكي بلا امل ، ففي الوقت الذي اعُلنت حالة الحرب في عام 1967 ، وكانت الامور تسير الى غير ما يبتغي الاردن وقيادته ، فكما حافظ جيش الاردن زمن عبد الله الاول وطلال على الارض العربية والمقدسات المسيحية والاسلامية في فلسطين فبقيت القدس عربية بعد حرب عام 1948 ، كان للدولة الأردنية زمن الحسين المقاومة والقتال والتثبيت والدعم والنصرة ، وبعد ان وضعت الحرب اوزارها العام 1967 وكانت النكسة العربية في فلسطين ، كان هنالك الرجال الأردنيين المخلصين لوطنهم وقيادتهم وامتهم ، فقد كان مسؤول دائرة الاراضي في القدس وقتها (عبد الرزاق الرحاحلة ) ابن مدينة السلط العريقة ، التي كانت دائما ككل مدن الاردن ملاذ العرب وسند الامة ومحط رجاء القيادة الهاشمية ، فقد قام بنقل ما يستطيع من السجلات في القدس الى عمان بسيارته ، وتكفل افراد الحراسة من مرتبات الجيش العربي الاردني بالعمل على نقل باقي السجلات بسيارة( كونتنتال عسكرية) اردنية عبرت نهر الاردن الى عمان ، وبعد شهور من الحرب ، رفُع للحسين تقرير عن نقل السجلات الى عمان ، فحمد الله وشكره وامر بحفظها في دائرة الاراضي بعمان.

وعندما تسنم عبد الله الثاني مسؤولية الحكم ، عُرض على جلالته مشروع التوثيق الوطني/ ترميم وتوثيق الاراضي ، الذي تقدمت به كمدير لمركز التوثيق الهاشمي في الحرس الملكي من خلال قائد ا لحرس الملكي الاردني العميد احمد علي ابو سويلم ، فكان توجيه الملك تقديم كل الدعم لكم فسيروا على بركة الله ، فكان انطلاق المشروعات تحت مسمى مشروع التوثيق الوطني منذ العام 2004 في مركز التوثيق الهاشمي –الحرس الملكي الخاص.

وللإضاءة على هذه المشروع الذي يعد فخر وانجاز اردني مهم وحيوي وانساني وحقوقي ويؤكد بان الاردن كان وسيبقى المستأمن على الارض والتاريخ والمستقبل العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص ، ضمن منظومة الدعم المطلق للحقوق والمساندة وضمن مفهوم الاردنيين لموضع الوصاية الهاشمية الشاملة للمقدسات والارض والانسان. مشروع ترميم وتوثيق دائرة الاراضي – سجلات الاردن وفلسطين: كان تنفيذ مشروع ترميم وتوثيق سجلات ووثائق الحجج والطابو والتسوية لموجودات دائرة الارضي الاردنية والتي تشمل ارضي الاردن وفلسطين منذ العهد العثماني ، واحد من اهم المشاريع في العالم العربي ، وربما في العالم كله ، حيث كانت ترتيبات المشروع على النحو التالي:-

حيث كان توقيع مذكرة التفاهم في نهاية عام 2004 ومذكرة التنفيذ بتاريخ 12-2-2006 لتشمل:

  1. سجلات ووثائق البيوع والطابو لأراضي الاردن وفلسطين منذ العهد العثماني.
  2. سجلات ووثائق البيوع والطابو والحجج لأراضي الاردن وفلسطين فترة الحكم الانتدابي الانجليزي.
  3. سجلات ووثائق البيوع والطابو والحجج وتسجيل التسوية للأردن وزمن الحكم الاردني الهاشمي لفلسطين .
  4. خرائط التسوية والقرى والبلدات الفلسطينية .

ونظرا للدعم الكبير من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني لتنفيذ هذا المشروع المهم عربيا وانسانيا وبما يؤكد على التميز الاردني الهاشمي في خدمة القضية الفلسطينية ـ ليس في مجال الدفاع العسكري عن فلسطين وما حققته المؤسسة الحربية الاردنية في فلسطين ، ولكن ايضا في حفظ الحقوق والموروث الثقافي والاجتماعي والحقوقي وحتى التاريخي لفلسطين واهلها ، ضمن وعي هاشمي اردني ، وتقدير لخطورة واهمية هذا المشروع ومخرجاته.                                              حيث تم التعامل مع ملايين الوثائق والتي تشمل :

اولا: السجلات العثمانية: 1- عدد الدفاتر العثمانية القديمة وسجلات الامارة الاردنية ( 170 ) سجل كل سجل يحتوى( 500 ) وثيقة - بمجموع( 85 الف) وثيقة.2- عدد دفاتر عثمانية قديمة وسجلات لأراضي فلسطين ( 428 ) سجل /دفتر يحتوي كل سجل على ما بين ( 200-500) وثيقة بمجموع ( 214000 ) وثيقة.

ثانيا: سجلات التسوية زمن الانتداب البريطاني ولغاية عام 1948:                                       1- سجلات الحقوق الانجليزي ( 316 ) سجل كل سجل يحتوي من( 300-650 ) وثيقة .2- عدد الخرائط الكرتونية ( 6579 ) لوحة خريطة اراضي.3- خرائط مقياس ( 10000 ) نوع تريسنك – ( 1000 ) لوحة. 4- عدد اللوحات الورقية كروكي ( 450 ) رول كل رول يحتوي من ( 30-60 ) لوحة للأراضي. 5- كراتين الوثائق والبيوع وملفات التسوية ( 247 ) كرتونة كل كرتونة حفظ تحتوي على ( 400-700 ) وثيقة بمجموع ( 185250 ) وثيقة. 6- سجلات الادعاء( 640 ) سجل كل سجل يحتوي من ( 250-400 ) وثيقة بمجموع( 195000 ) وثيقة. 7- دفاتر الميدان ( 6000 ) دفتر تسوية لأراضي فلسطين كل دفتر يحتوي على ( 150-250 ) وثيقة بمجموع ( 12000000 ) وثيقة.

ثالثا: اعمال التسوية زمن الدولة الاردنية: 1- سجلات البيوع والتسوية وتقارير المحاكم (800 ) سجل يحتوي كل سجل على( 200-250) وثيقة بمجموع ( 200000 ) وثيقة. 2- لوحات الخرائط الكرتونية مجموعها (3492 ) كرتونة. 3- اوراق الميدان ومخططات الكروكي( 850 ) سجل كل سجل يحتوي( 100-150 ) وثيقة بمجموع( 127500) وثيقة. 4-جداول الحقوق والادعاءات( 600 ) جدول كل جدول من ( 200-500 ) وقيقة بمجموع( 210000 ) وثيقة. 5- مخاطبات اعمال التسوية ( 550 ) ملف كل ملف من( 300-700 ) وثيقة بمجموع (275000 ) وثيقة.                                

رابعا : صحائف استبدال : 1- (800) سجل كل سجل يحتوي على( 400 ) وثيقة بمجموع(320000 ) وثيقة.

خامسا : عقود بيع وعقود هبة وعقود استئجار : – (2.5 ) مليون عقد .                            

سادسا تحويل الميكروفلم : حيث تم تحويل مئات افلام الميكروفلم المتوفر لديهم وعليها ملايين الصور للوثائق والسجلات .

تعتبر فترة العهد الأردني لمدينة القدس:- التي أمتدت بين عامي(1948 وحتى العام 1967م) من فترات الُحكم القصيرة في التاريخ الاسلامي، إن قصر فترة الحُكم الأردني والإحتلال الصهيوني الذي تبعها أبتداءً من العام 1967م، جعل التركيز في الكتابات على مواضيع لها علاقة بالإحتلال والحرب، مع اختزال هذه الفترة من الزمن من الدراسة والبحث وحصر الكتابات في الأعمار الهاشمي للمسجد الأقصى ولقبة الصخرة المشرفة، التي نشأ عنها اعتقاد بأن جل الاهتمام الأردني بالمدينة تمثل بالإعمار الهاشمي لقبة الصخرة والمسجد الاقصى لا غير ، وهذا قصور كبير في إعطاء الأردن حقه تجاه تعامله مع القدس وفلسطين.

أعتقد بوجهة نظري كموثق وبعد اكثر من خمسة وعشرين عاما في هذا المجال أن اهم ما يمز موضوع ترميم وتوثيق سجلات دائرة الاراضي للأردن وفلسطين ان الحقوق والاملاك هي وثيقة ادراك وتثبيت حافظ الاردن عليها للأشقاء الفلسطينيين ، اذ ان أرشيف اي دولة يتم المحافظة عليه وهو السند القانوني والحقوقي الذي يرتكز اليه الانسان العربي الفلسطيني ، فالأرشيف هو السلاح المجاور لسلاح المقاومة والردع والحروب والتي تشكل جميعها مصادر مهمة للحقوق وكذلك للدراسات والبحوث والتقييم. إلاّ أن أهم امر يجب أن يذكر توثيقياً في هذا الشأن هو الفضل للأردن بأن ثبتت الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه في ما تبقى من فلسطين الطبيعية من خلال وجود حكم ودولة قانون ومؤسسات وجيش رسمي و بتقديم أفضل الخدمات والإدارة الحكومية والأنعاش الإقتصادي والأمن الوطني والامان، حيث أن وجود القوات المسلحة الأردنية وكوادر الأمن العام والدفاع المدني الأردنية والإدارة الحكومية الأردنية الرسمية في (القدس والضفة الغربية) بعد انتهاء حرب 1948م أكد على الحقوق العربية في فلسطين، وكذلك ساهم في منح الشباب الفلسطيني امكأنية التعلم وممارسة الحياة العادية في وجود دولة سيادية كان لها الأثر الأكبر في ذلك. واليوم فان الارشيف الوثائقي الذي حافظ الاردن ايضا عليه هو سند قوي للشعب الفلسطيني .

واذ تسجل الوثائق والاحداث تفهم الشعب الفلسطيني الحقيقي لمواقف الأردن الواضحة والعربية الأصيلة وأهمها المحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية من العبث أو من السرقة أو من التدمير ، إن الدولة الأردنية في وصايتها الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية الذي (ثبت وضعاً قانونياً دولياً) في وقوفها في وجه أي مطالبات من قبل الصهاينة ، وكذلك توفير سبل العلم والتعلم والصحة وهما أهم عاملين في رفعة الشعوب.

الأردن تحمل بشكل قانوني ووطني وعروبي كل ذلك ، إذ أن الأهم في ذلك كله في ما أعتقد هو إعادة الكرامة للشعب الفلسطيني ، نتيجة القهر والعزلة والقمع والتنكيل من الانتداب ثم من الدولة العبرية ، وإعادة تثبيت المواطنين في أرضهم ووطنهم ،و بأن يعيش الفلسطيني في ما تبقى من أرضه حياة كريمة وإنسانية ، ويمارس فيها كل صنوف الحياة من التعلم ، والتعليم ،والتجارة ،والزراعة ،والصناعة، وحتى السياسة وانتخاب ممثليه في مجلس الأمة الأردني بشقيه النواب والاعيان حتى تاريخ فك الارتباط .

الأردن لم يقم بتأمين ذلك فقط بل سخر كل موارد الدولة وإمكانيتها، وأبناء الأردن من أجل قضية فلسطين وقدم الشهداء تلو الشهداء من أجل المحافظة على ما استطاع الأردن أن يحافظ عليه خلال حرب 1948 واليوم ونحن على اعتاب مرحلة مفصلية في قضية العرب الاولى ، يبرز مرة اخرى الوعي الاردني الهاشمي في مساندة الاشقاء الفلسطينيين من خلال ترميم وتوثيق سجلات الارضي والطابو والتسوية ضمن مفهوم شمولي للوصاية الهاشمية على المقدسات مسيحية واسلامية. ونحن اليوم نستذكر (عبد الرزاق الرحاحلة) رحمه الله ، وافراد القوات المسلحة الذين عملوا على نقل الوثائق والسجلات الفلسطينية الى الاردن مستأمن العرب والعروبة ، والدور المهم المتمم لذلك من خلال العمل الفني والعلمي والتوثيقي الذي تشرفت بأطلاقه ابان عملي كمدير مركز التوثيق الهاشمي في الحرس الملكي ، ثم مدير عام مركز التوثيق الملكي الاردني الهاشمي وكوادر التوثيق خلال الفترة من 2007 ضمن منظومة مشروع الوثيق الوطني ، ونحن نحتفل اليوم بذكرى استقلال  الدولة الاردنية والتي ارسى دعائمها عبد الله الاول ويسير على اهدافها ورفعة امرها عبد الله الثاني ونحو غد مشرق للامة والعرب.