"الأردنية" تنظم ندوة تبحث العلاج في المستقبل عبر الخلايا الجذعية

أمين الرواشدة

نظم مجموعة من طلبة مادة (الأخلاق والقيم الإنسانية) لدى الجامعة الأردنية ندوة علمية بعنوان: "علاج المستقبل عن طريق الخلايا الجذعية" في الجامعة الأردنية، ضمن مبادرة (علاج المستقبل) التي انبثق منها النشاط العلمي، وذلك بتنظيم من مكتب تنسيق متطلبات الجامعة الاردنية بالتعاون مع مركز خدمة المجتمع في الجامعة الأردنية.

وتُعدّ الخلايا الجذعية الخزان الطبيعي للخلايا الجديدة التي قد يحتاجها الجسم البشري للحلول محل الخلايا التالفة أو الهرمة التي بطريقها للموت بما جعل العلماء ينظرون للخلايا الجذعية على أنّها علاج سحري لجميع الأمراض.

كما أنَّها أعطت بدورها نافذة أملٍ جديدة لكثيرٍ من المرضى لعلاج ما لم يكن بالمقدور علاجه، لما للخلايا الجذعية من قدرة على إعادة بناء العضو المريض أو التالف بعضو آخر سليم فقد فتحت الخلايا الجذعية آفاقًا وفرصًا جديدةً للعلاج، ولاقت اهتمام العلماء والباحثين والدول، التي باتت تسعى لإيجاد أحراز خاصة مناسبة للخلايا الجذعية المأخوذة من بدن الإنسان، مُجهزة ومُزودة طبيًّا للحفاظ على هذه الخلايا لأطول مدة ممكنة لحين استخدامها

وإزاء ذلك تحدث رئيس مركز العلاج بالخلايا الجذعية، الدكتور عبد الله العبادي، عن الدور العلمي لمركز العلاج بالخلايا الجذعية في مكافحة الأمراض الذي يحتفظ بخلايا تحت التطوير للدراسات السريرية من نوع الخلايا (Mesenchymal ) وإجراء البحوث العلمية، والدراسات السريرية المتعلقة بالخلايا الجذعية ومنتجاتها ونشر نتائج الأبحاث التي ينجزها المركز، وإجراء المداخلات السريرية باستخدام الخلايا الجذعيّة ومشتقاتها، وفق بروتوكولات معتمدة من اللجنة المؤسسية للمركز، وبما يتماشى مع التشريعات النافذة إذ إنَّ هناك مئاتٍ من المرضى ممن انخرطوا للدراسات السريرية للمركز لمعرفة مدى جدوى الخلايا في علاج أمراض عجز عنها الطب، وحققت نجاحات متميزة وبانتظار تحويلها إلى إجراء علاجي، ويُعد المركز وحدةً إداريةً مستقلةً تتبع للجامعة الأردنية.

وقال رئيس مجلس إدارة بنك الخلايا الجذعية (بيبي كورد)، الدكتور ماهر الصراف،إن بنك الخلايا الجذعية (Baby Cord) المرخصٌ من وزارة الصحة الأردنية، مستقل اداريا وماليا يقدم خدماته الطبية للعائلات في حفظ وتجميد الخلايا الجذعية؛ لمعالجة العديد من الأمراض الخطيرة، وهو بنكٌ متخصصٌ في حفظ الخلايا الجذعية المستخلصة من أنسجة الحبل السري، والخلايا الجذعية المستخلصة من الأسنان اللبنية،

وأشار الدكتور الصراف إلى آلية حفظ هذه الخلايا وما هي التدابير والاحتياطات التي يتخذها البنك لضمان سلامة الخلايا الجذعية من حيث طبيعة المبنى واجهزة الانذار وادارة المخاطر والخطط المعدة في حال حدوث أي طارىء.

بدورها أشارة الدكتورة رانيا رحاحلة المتخصصة بالقانون الخاص والمتعلقة أطروحتها بموضوع المسؤولية المدنية لبنوك الخلايا الجذعية وفق التشريع الأردني إلى طبيعة المسؤولية لبنوك الخلايا الجذعية في الأردن، حيث انها مسؤولية مدنية تعد صورة من صور المسؤولية الطبية، إلى جانب بيان الخلايا الجذعية ومصادرها واهميتها في العلاج ومدى مشروعية العلاج بالخلايا الجذعية، وقد تنبه المُشرِّع الأردني لأهمية التأطير القانوني لمسائل الخلايا الجذعية والبنوك والمراكز المعنية بها، فذهب إلى وضع نظام الخلايا الجذعية رقم (10) لسنة 2014، الذي انبثق منه عدد من التعليمات؛ لتنظيم العلاج بالخلايا الجذعية، وترخيص مراكز العلاج المتخصصة بها، وصرف الخلايا الجذعية من بنك الخلايا الجذعية، وأسس جمع تلك الخلايا من دم الحبل السري.

وادار الحوار مدرس المساق الدكتور برجس الشوابكة وتحدث عن الغطاء القانوني للعلاج بالخلايا الجذعية والتبرع بها وبيّن بأن التشريعات القانونية وعلى رأسها قانون الصحة العامة اجازت الأعمال الطبية المتعلقة بالتبرع بالخلايا الجذعية والاحتفاظ بها واجراء العلاج من خلالها، حيث لا يوجد في قانون المسؤولية الطبية والصحية ما يمنع من استغلال الخلايا الجذعية في الاستطباب والبحث العلمي والتبرع بالخلايا الجذعية أو ايداعها لدى البنوك البيلوجية ضمن الضوابط والرخص الطبية.

وأشار الدكتور الشوابكة الى منع البيع أو المتاجرة بالخلايا الجذعية تحت طائلة المسؤولية الجزائية عملاً بأحكام المادة 66 من قانون الصحة العامة خلافاً لأحكام المادة 6 من نظام الخلايا الجذعية.

وخرجت الندوة بعدوة توصيات اهمها عقد سلسلة من الندوات واللقاءات لتسليط الضوء على العلاج بالخلايا الجذعية وكيفية حفظها اضافة الى ان هناك حاجة ملحة الى اعادة النظر في التشريعات الخاصة بالخلايا الجذعية حيث ان بعضها يكتنفه الغموض ويحتاج الى التوضيح والتعديل بما يتماشى مع التطور الطبي في ظل التقدم العلمي وتنامي فكرة التكنولوجيا الطبية.