الحكومة تدير ظهرها لمستشفى الأمير الحسين وتفاقم معاناة المرضى والمراجعين
يعاني سكان لواء عين الباشا بمحافظة البلقاء والمناطق المجاورة له، من استمرار تعطل إعادة افتتاح الأقسام التي أغلقت للصيانة وفي مقدمتها قسم الإسعاف والطوارئ لأسباب مالية، فيما تدير الحكومة ظهرها للأمر.
وذهبت الوعود الرسمية بإعادة افتتاح أقسام المستشفى قبل أشهر أدراج الرياح، إذ يحتاج المستشفى لـ150 ألف دينار بهدف شراء أجهزة طبية تمكنه من افتتاح قسم الطوارئ وهو ما لم يتوفر حتى اليوم.
مدير المستشفى الدكتور محمد العابد استنجد بمجلس محافظة البلقاء وأرسل له كتابا رسميا، تحت بند "هام وعاجل"، جاء فيه أن "أعمال الصيانة وتوسعة قسم الإسعاف والطوارئ ستنتهي قريبا، مما يتطلب تجهيز وتوفير أجهزة متعددة للمستشفى وخاصة توسعة الإسعاف والطوارئ".
كما تضمن الكتاب "عدم القدرة على الافتتاح، حال لم يتم إجراء مناقلة في موازنة مجلس المحافظة بقيمة 150 ألف دينار لشراء الأجهزة الطبية التي ستقوم بتشغيل أقسام الطوارئ الجديدة".
في موازاة ذلك، كشفت مديرة إدارة الخدمات في وزارة الصحة، المهندسة سعاد يوسف، أنه "لا موعد متوقعا لإعادة افتتاح الأقسام المغلقة في المستشفى كون الأمر رهن توفر المبالغ المالية المطلوبة لاستكمال أعمال الصيانة والتأهيل وتوفير الأجهزة الطبية".
ووفق اليوسف، فإن تكاليف مشروع أعمال الصيانة ليست مرصودة في موازنة وزارة الصحة، كون المشروع ممول من منحة كويتية، وفي حالات كهذه يتم الطلب عادة من مجالس المحافظات في حال الحاجة لتمويل مالي.
ولفتت إلى أن حجم الإنجاز في قسم الإسعاف والطوارئ بلغ نحو 85 %، فيما شارف العمل في بقية الأقسام على الانتهاء، مؤكدة أن الوزارة تتابع مع المقاول بعض الملاحظات الفنية والنواقص لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.
في الأثناء، أوضح رئيس مجلس محافظة البلقاء، إبراهيم نايف العواملة، أن المجلس عقد اجتماعا بعد تلقي الكتاب الرسمي من مدير المستشفى، وهناك موافقة مبدئية على إجراء مناقلة من مخصصات قطاع الصحة في موازنة المجلس للعام الحالي، بقيمة 120 ألف دينار بهدف تخصيصها للمستشفى، لافتا إلى أن المجلس ماض بهذه الخطوة لإتمامها في الفترة المقبلة.
ووفق العواملة، كان المجلس خصص مبلغ 70 ألف دينار دعما للمستشفى من موازنة العام الماضي، مشددا على أن مجلس المحافظة يدرك أهمية وضرورة أن تعود أقسام المستشفى المغلقة إلى العمل، كون المستشفى يخدم مئات الآلاف من سكان المحافظة ومحيطها، واستمرار إغلاقه يضاعف الضغط على مستشفى السلط الجديد.
يشار إلى أن أعمال الصيانة في العديد من أقسام المستشفى الذي أنشئ في العام 2010 بمساحة 1200 متر مربع، وبكلفة 18 مليون دينار، كانت بدأت في شهر شباط (فبراير) من العام 2020، بسبب ظهور تشققات ورطوبة وتهالك في البنية التحتية، إلا أن جائحة كورونا وما رافقها من إجراءات، أدت إلى تأخير الإنجاز، فيما بدأ العمل بتوسعة قسم الطوارئ تحديدا في شهر آذار (مارس) من العام 2022.
إلا أن الفواعير، أكد أن الوجهة الأكثر تفضيلا لسكان لواء عين الباشا والذي يتم تحويلهم عادة إليه، هو مستشفى السلط الجديد الذي يبعد أكثر من 20 كم، مشيرا إلى أن كثيرين من السكان قدراتهم المالية محدودة جدا، ويجدون عناء ماليا في ذلك.
وقال، إن سكان اللواء متفائلون بما يشهده المستشفى من أعمال تأهيل وتوسعة وتطوير، وينظرون إلى أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على مستوى الخدمات التي يقدمها لنحو نصف مليون نسمة هم فقط سكان اللواء بما فيه مخيم البقعة، داعيا في الوقت ذاته الجهات المعنية إلى تسريع وتيرة الإنجاز، لا سيما أن هناك دائما حالات طارئة تحتاج إلى تدخل طبي سريع من قبل قسم الطوارئ تحديدا.
وسبق أن توقع مدير المستشفى الدكتور محمد العابد، الانتهاء من إنجاز قسم الإسعاف والطوارئ في شهر شباط (فبراير) 2023، لكنه لم يستبعد في حينها أن يطول الموعد لمدة أشهر إضافية، فيما توقع الانتهاء من بقية الأقسام (جزء من العيادات الخارجية، والمختبر، والأشعة، والخداج، والولادة، والعمليات، و"آي سي يو"، و"سي سي يو")، قبل نهاية عام 2022، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.
وبهذا الخصوص، كانت مديرة إدارة الخدمات في وزارة الصحة، المهندسة سعاد يوسف، رجحت أن يتم الإنجاز في شهر أيار(مايو) الحالي، وذلك في مداخلة لها عبر برنامج "يحدث اليوم" على شاشة التلفزيون الأردني قبل نحو 7 أشهر.
وبالعودة إلى العابد، فقد أشار إلى أنه تم استحداث توسعة في قسم الطوارئ، بمساحة 1800 متر مربع، بتمويل من منحة كويتية، لافتا إلى وجود نحو 220 موظفا وموظفة من كوادر مستشفى الأمير الحسين، سيعودون إليه من مستشفى السلط الجديد، فور بدء العمل في الأقسام التي كانت مغلقة، مشيرا إلى أن هؤلاء الموظفين كان تم إرسالهم لرفد كوادر "السلط الجديد".