الشّاعر ضيف اللّه ينظم قصيدة "الحقيقةُ المُؤلمة"
نظمَ الشّاعرُ أحمد حسن ضيف اللّه قصيدة "الحقيقةُ المُؤلمة " واصِفًا ما قد يُعانيهِ المرءُ في غُربته وفي حِلّهِ وترحالِه مِن مشاعر الحُزنِ والحنينِ إلى الأيّامِ الخوالي .ومع أنّ الحياة قصيرةٌ أيّامُها إلاّ أنّها قد تبدو طويلةً في نفسِ المُغترب عن أهلهِ ووطنِهِ وديارِه.
وقد يرى المُغترِبُ نفسه وحيدًا رُغمَ كلّ ما يدورُ في نفسهِ مِن تحقيقِ الأحلام وبلوغ الطموحاتِ الّتي ينشدُها ويرمي إليها.
والمُتأمّل أبيات القصيدةِ يلحَظُ جلِيًّا الحقيقة المًؤلمة الّتي يعيشُها ويتعايشُ معها كُلّ مُغتربٍ مِن مشاعرٍ وعواطِفٍ مُتقلّبة تكادُ لا تستقِرُّ على حالٍ إلاّ وألمّت بهِ أحوالٌ أُخرى.
تاليًا نصّ القصيدة :
دَعْني أُعبِّرُ عَنْ حَالِي وَأَحْوَالي
وَأَنْظِمُ الشِّعْرَ مَوْزُونًا بِأَلحَاني
وَأُنْشِدُ البَيْتَ تِلْوَ البَيْتِ أَقْرَأُهُ
دَمْعًا يَسِيلُ عَلى خَدَّيَّ بُرْكَاني
وَأَرْقُبُ النَّجْمَ فِي دَهْمَاءَ مُظْلِمَةٍ
يَسْتَلُّ نُورًا بِأَبْيَاتِي وَوِجْدَاني
أُخَاطِبُ البَدْرَ مُكْتَمِلًا بِرَوْنَقِه
إذا الهِلالُ أَتَاني ثُمَّ جَافَاني
صَحَوْتُ مِنْ حُلُمِي يَوْمًا عَلى أَمَلٍ
كَيْمَا أَعِيشَ بِلا هَمٍّ وَأَحْزَانِ
إِنَّ الحَقِيقَةَ مُؤْلِمَةٌ لِقَائِلِها
وَالجُرْحُ يَكْمُنُ في صَدْرِي وَيَنْعَاني
أَمَّا المَشَاعِرُ مَا عَادَتْ تُصَارِحُني
مَاذا دَهَاهَا تُرَى مَاتَتْ بِأَوْزَاني؟
يَا نَفْسُ صَبْرًا عَلى الآلآمِ إِنَّ لَها
وَقْعًا يُمَزِّقُ أَوْصَالي وَأَرْكَاني
أَعيشُ في غَابَةٍ قَفْرَاءَ بَاكِيةٍ
لاَ إِنْسَ يَسْكُنُها حَتْمًا وَلا جَانِ
وَأَسْكُنُ القَبْوَ كَهْفًا لاَ حَيَاةَ بِهِ
أُحَاوِرُ الصَّمْتَ في نَفْسي وَجُدْرَاني
مَا عَادَ في خَافِقي مَا قَدْ أُسَطِّرُهُ
ذَبُلَتْ وُرودي وَجَفّتْ كُلُّ أَغْصَاني
أَنَا اليَتِيمُ بِدُنْيَايَ الّتي امْتَلأَتْ
بِالخَوْفِ وَالذُّعْرِ أَعْيَاني وَأَضْنَاني
هَذا هُوَ حَالُ مَنْ يَحْيَا بِغُرْبَتِهِ
لاَ الأَهْلُ أَهْلي وَلاَ الأَوْطَانُ أَوْطاني