كيف خسر الخصاونة ثقة الأردنيين؟

أكدت نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجة حول حكومة الدكتور بشر الخصاونة بعد عامين ونصف على تشكيلها، عدم ثقة غالبية الأردنيين بها، فقد حصلت الحكومة على ثقة (37%) فقط من العينة الوطنية التي شملها الاستطلاع، مقابل نحو (63%) لا يثقون بالحكومة.

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن الإناث والذكور ممن يقلّ تعليمهم عن الثانوية العامة هم الأكثر ثقة بحكومة الخصاونة، فيما الذكور الأكثر تعليما ومتوسطو العمر (35- 54) عاما هم الأكثر اعتقادا أن الأمور تسير في الاتجاه السلبي.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن (35%) فقط من العينة الوطنية يعتقدون بأن الحكومة كانت قادرة على تحمّل مسؤوليات المرحلة الماضية.

ويرى (74%) من الأردنيين أن الأمور تسير في الإتجاه السلبي ونحو (85%) من الأردنيين أن السياسات والإجراءات الإقتصادية الحكومية فشلت في التخفيف من الأعباء الإقتصادية أو الحدّ من ارتفاع الأسعار أو تقليل نسب الفقر والبطالة.

ورأى نحو (58%) من الأردنيين الذين سمعوا عن خطة تطوير القطاع العام ورؤية التحديث الاقتصادي أن الحكومة "لن تنجح" في تنفيذ وتطبيق الخطة والرؤية.

وأفاد (90%) من الأردنيين بأنهم لا يعرفون عن خطة تحديث القطاع العام أو رؤية التحديث الاقتصادي، فيما لم يسمع نحو (94%) عن الخطة والرؤية، فيما يعتبر فشلا حكوميا في التواصل مع الرأي العام الأردني.

ورأت الغالبية العظمى من الأردنيين (83%) أن الأوضاع الاقتصادية تسير في الاتجاه السلبي، فيما رأى (1%) منهم أن أوضاعهم الاقتصادية اليوم أسوأ مما كانت عليه قبل (12) شهرا.

ولفت الستطلاع إلى أن الأردنيين الذكور والأكبر سنّا والأعلى تعليما هم الأكثر متابعة لما تقوم به الحكومة، وهم الأقلّ تفاؤلا بالحكومة الحالية بعد عامين ونصف على تشكيلها.

تعليقا على الاستطلاع، قالت النائب السابق رلى الحروب لـ"أخبار الأردن" أن النتائج تعكس أن الحكومة لم تقدم حلولا اقتصادية فيما معاناة الشعب مستمرة، وفي الوقت ذاته حالة الحريات وخصوصا حرية التعبير والصحافة والإعلام في أسوأ حالاتها وكل من يعبر عن رأيه إما موقوف وإما في المحاكم.

الحكومات المفروضة فاقدة للشعبية                                                                                                                                                     

من جهته، لا يعتقد المحلل السياسي عامر ‏السبايلة لـ"أخبار الأردن" ‏ أن أي حكومة في الأردن لها شعبية فاليوم قياس الشعبية يجري للحكومات المنتخبة ويعطي للناخب فرصة لتقييم خياره، أما الحكومات المفروضة فهي فاقدة للشعبية.

و‏قال السبايلة إن البدايات تختلف عن النهايات وبصورة تدريجية ‏ ‏تتراجع الثقة والشعبية لأن المواطن يكون سقف التوقعات لديه مرتفع وخصوصا في الجانب الخدماتي والذي تكون التوقعات فيه مرتفعة قليلا ومع الوقت يتراجع وبصورة تدريجية ‏وهذا تماما ما حصل مع حكومة الخصاونة.

وأضاف السبايلة أن المجتمع الأردني اعتاد على تغيير الوجوه دون إحداث  تغييرات حقيقية أو جوهرية على أرض الواقع وبالتالي تبقى هذه المعادلة حلقة مفرغة تبدأ بانطباعات شبه إيجابية وتنتهي بانخفاض الثقة.

الزواهرة: الخصاونة غير قادر على التعبير عن أفكاره السياسية

وقال المحلل السياسي محمد الزواهرة، لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنه لا يوجد أي حكومة في الأردن تقترب شعبيتها أو توازي شعبية المؤسسات العسكرية والأمنية وخصوصا الجيش العربي لدى الأردنيين.

ويعتقد الزواهرة، أن الخصاونة غير قادر على التعبير عن أفكاره السياسية بشكل واضح والسبب أنه ليس لديه برنامج ورؤية يضيفها ويطبقها على أرض الواقع، ‏حيث أنه جيء به كباقي الباقي رؤساء الوزراء.

وأضاف الزواهرة أن الثقة بالحومة منخفضة ولم ترتفع سوى في البدايات ثم تراجعت وهي مستمرة بالانخفاض، كما أنه لا يمكن مقارنة الثقة بالحكومة بالمؤسسات الأمنية والعسكرية بأي شكل من الأشكال.

ورأى الزواهرة أن تصريح الخصاونة بأن القادم أجمل استفز الشارع لكن لم يكن له علاقة بالثقة بها، حيث أن المواطن لم يلمس من الحكومة أي تحسين في حياته ولم يجد أي تطور في كافة مناحي الخدمات.

وأنهى الزاهرة حديثه قائلا إن حكومة الخصاونة لازالت في مكانها ولم تقدم شيء.                                                                                

الخصاونة مسؤول عن التردي الاقتصادي

بدوره، قال المحلل السياسي حمادة فراعنة لـ"أخبار الأردن" ‏إن الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها الأردنيون تتحمل فيها حكومة الخصاونة المسؤولية وتشمل الطبقة ذات الدخل المحدود وشرائح من الطبقة الوسطى وهاتين الطبقتين هما الأغلبية الساحقة من الأردنيين، لذلك فإن تراجع شعبية الحكومة أمر متوقع خاصة أنها لم تتمكن من توفير ظروف وعوامل ‏لتحسين الوضع الاقتصادي.

وأضاف فراعنة إن الحكومة ليست ذات طابع شعبي وتمثيلي تعتمد على توسيع قاعدة الشراكة بل هي حكومة فريق وقطاع محدود من الأردنيين، موضحا أن الأردنيين تاريخيا اعتادوا على تغيير الحكومات دون ‏استمرار سنواتها الأربع، إلأ أن هذه الحكومة هي الثانية التي يظهر فيها صاحب القرار مصراً على أن تكمل سنواتها، ورأى أن "بقاء الحكومة أصبح عبئا على المواطنين".

وقال الفراعنة إن الجيش دائما ‏يحظى بالاحترام والتقدير لأنه لم يسجل له أن تدخل بقمع الأردنيين أو الانقلاب على الدولة الأردنية، فحرس الحدود هو الذي يقوم بحماية الأردنيين من ‏عمليات التهريب ومن المخدرات وهو الذي يحقق الأمان لهم.