قائد القيادة المركزية الأمريكية يتحدث عن الأردن والحنيطي وداعش وإيران

قال قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال مايكل كوريلا، إن الأردن عنصر حاسم للأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما تم توضيحه خلال المعركة ضد داعش ابتداء من عام 2015.

وقال كوريلا، في مقابلة صحفية: "تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تواصل القوات المسلحة الأردنية دورها كشريك استراتيجي موثوق ودرع من أجل السلام والاستقرار الإقليميين".

وتناول كوريلا بالتفصيل الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، ووصف التزام بلاده بأمن الأردن وازدهاره بأنه "صارم".

وأضاف: "الأردن صديق مقرب وشريك استراتيجي أساسي في مجموعة واسعة من القضايا المشتركة والتحديات الإقليمية".

ووصف كوريلا العلاقة بين البلدين بأنها "قوية"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترى أن القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي "قائد في الأمن الإقليمي".

وأضاف كوريلا أنه نظرًا لقدرات القوات المسلحة الأردنية القوية، فإن المملكة لا تزال "شريكًا موثوقًا به بشكل استثنائي وبطلًا للسلام والاستقرار الإقليمي".

وقال كوريلا: "التقيت هذا الأسبوع في عمان برئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية اللواء يوسف الحنيطي، وناقشنا العديد من المسائل ذات الأهمية لكل من دولنا وبحثنا عن طرق لتحسين شراكتنا. لدي علاقة قوية مع الحنيطي مبنية على الثقة والاحترام، وهي علاقة تعود بالفائدة على المنطقة".

وأكد الجنرال كوريلا عزمه على الاستمرار، بالشراكة مع القوات المسلحة الأردنية، في استهداف الجماعات الإرهابية العاملة في المنطقة من خلال تبادل المعلومات وإجراء التدريبات مع التركيز بشكل خاص على مكافحة الإرهاب.

وأشار كوريلا إلى أن الكثير من جهود مكافحة الإرهاب الأردنية الأمريكية تحدث في مجال إنفاذ القانون، مضيفة أنه منذ عام 1987 قدمت برامج المساعدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب تدريبات متقدمة في مجال إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب لأكثر من 7300 عسكري ورجل أمن أردني.

وفي تفصيل المساعدة، قال كوريلا إن هذه البرامج تشمل التدريب على العمليات التكتيكية، والجرائم الإلكترونية، والكشف عن المتفجرات، والجرائم العنيفة، وتقنيات التحقيق، والطب التكتيكي، والطب الشرعي، وبرامج تدريب للمدربين الأردنيين.

بالإضافة إلى المساعدة المقدمة مباشرة إلى قوات الأمن الأردنية، يستضيف الأردن والولايات المتحدة بشكل مشترك 76 دولة شريكة ويقدمان ما يقرب من 70 فعالية تدريبية كل عام لبناء القدرات الإقليمية، وفق كوريلا.

وتابع الجنرال كوريلا: "أنا أؤمن بشدة بتقوية العلاقات، وستحتاج الولايات المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية إلى الاستفادة من هذه العلاقة في المستقبل".

وقال كوريلا إن الابتكار هو المفتاح لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، مشيرًا إلى "العديد" من الفرص لتطور العلاقات الأردنية الأمريكية في الأشهر والسنوات المقبلة.

وشدد الجنرال على ضرورة دمج التقنيات المبتكرة في القدرات العسكرية الحالية. وقال: "على وجه الخصوص، يمثل تنفيذ التكنولوجيا الجديدة في مجالات مثل الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، والوعي بالمجال البحري، والدفاع السيبراني، مجالات يمكننا التعاون فيها لصالح أمن المملكة الهاشمية والمنطقة".

مخيم الهول

قال قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال مايكل كوريلا، إن مخيم الهول في شمال شرق سوريا، الذي يسكنه أكثر من 51 ألف ساكن، 90 في المائة منهم من النساء والأطفال، أصبح "نقطة للمعاناة الإنسانية".

ويسكن المخيم أفراد فروا بعد أن قامت قوات سورية الديمقراطية الكردية، بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بتطهير المنطقة من متطرفي داعش في عام 2019.

وأعرب الجنرال كوريلا عن قلقه بشأن إمكانية تلقين عقدية داعش لأطفال المخيم البالغ عددهم 30 ألفا.

ومنذ توليه قيادة القيادة المركزية الأمريكية منذ أكثر من عام، قام كوريلا بزيارة المخيم أربع مرات، وقال: "هذا الشهر، خلال زيارتي الرابعة إلى مخيم الهول منذ توليه القيادة، رأيت بنفسي أن هؤلاء الأطفال هم أهداف رئيسية لداعش. لا يوجد حل عسكري لهذه المشكلة - يجب أن يكون هدفنا على المدى الطويل هو الإعادة الناجحة لسكان المخيم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية".

وشدد كوريلا على أن المنظمات الإرهابية تهدد المنطقة ليس فقط بسبب أيديولوجيتها المتطرفة، ولكن بسبب التنسيق الخارجي والتخطيط العملياتي مع الفروع خارج الحدود السورية.

ردع إيران

وقال كوريلا إن "إيران تشكل التهديد الأكثر خطورة على المنطقة الوسطى"، وأن "الجماعات المتطرفة العنيفة تمثل الخطر المباشر على الأمن والاستقرار"، مضيفًا أن الولايات المتحدة، إلى جانب القوات الشريكة، تواصل "ممارسة الضغط" على هذه الجماعات.

وصف الجنرال إيران بأنها "القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، مستشهداً بـ"الأنشطة الخبيثة" المختلفة مثل التهديدات للقوات الأمريكية والشركاء والجيران، ودعم جماعات تنشر الفوضى وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، ودعم الحرب الروسية في أوكرانيا، واستمرار طهران في تخصيب اليورانيوم بنسبة  أعلى بكثير مما هو مطلوب للاستخدام التجاري.

وأشار كوريلا إلى أن "ردع إيران يتطلب جهدًا دوليًا وحلًا حكوميًا شاملاً يشمل المشاركة الدبلوماسية"، مضيفًا أن بلاده، إلى جانب الأردن والجيوش الأخرى في الشرق الأوسط، معنية بشكل متبادل بمكافحة انتشار الأسلحة المتقدمة في إيران ودعمها للجماعات المسلحة.

ولزيادة القدرة على رصد القدرات العسكرية الإيرانية، شدد الجنرال على الحاجة إلى الاستثمار المستمر في التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ومنصات وبرامج التعلم الآلي.

وأضاف كوريلا أن استراتيجية الردع التي تتبعها القيادة المركزية الأمريكية تتضمن أيضًا تركيزًا مكثفًا على بناء الشراكات، من أجل "الاستمرار في بناء إمكانية التشغيل البيني مع الحلفاء والشركاء لردع إيران".