قصف وخوف لمدة 30 ساعة.. دكتور أردني يروي تفاصيل الإجلاء من السودان

كتب الدكتور سليمان حمدان الخرابشة منشورا عبر صفحته فيسبوك فجر اليوم الأربعاء، روى فيه جانبا من تفاصيل عملية إجلاء الأردنيين من السودان.

وتاليا نص المنشور كما أورده الدكتور: 

الإخوه الأعزاء على صفحتي المتواضعه، سامحوني على الإطالة بهذا المقال المتواضع.

بدايه احمد الله العلي العظيم على نعمه وصولنا سالمين وإخوتي الاعزاء إلى وطننا الحبيب أردن العز والفخر وأرض الحشر والرباط بعد أيام عصيبه مرت علينا في بلدنا الثاني السودان الشقيق والذي ندعو الله السلامه لشعبه وأرضه من كل سوء، مررنا بأيام لا يعلمها الا الله تعالى، تعاطف معنا الأهل والأقارب والأصدقاء من جميع بلاد العالم، صدرت التعليمات من قائد البلاد جلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أعز الله ملكه وسدد خطاه إلى نشامى الأردن من جميع أجهزه دولتنا الحبيبه والتي تستحق ان نفديها بكل ما اوتينا بالمال والروح والولد بضروره عوده أبناء الأردن ومن هم بحاجه الى بر الامان من الجنسيات الاخرى العربيه والاجنبيه، كيف لا وهم أبناء هاشم أحفاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، انتفضت جميع قواتنا الامنيه والمدنيه وتلثمت بالشماغ الاحمر رمز العزه والرجوله وقالت لبيك سيد البلاد يا فارس الامه ولك ما أمرت به سيدنا المفدى، سنؤمن أبنائنا ومن هم بحاجه الأمن مهما كانت جنسيته، فنحن لكل العرب والعالم من بعدك سيدي.

جرت الترتيبات ونحن نعلم بصعوبتها واتخاذ القرار الصعب بوقتها ونحن على يقين باننا سنجد من يؤمن روعتنا، تم اتخاذ القرار بوقت تنفيذ المهمه بدأت الاجراءات والترتيبات برحله بريه مؤمنه لنا من نشامى الاردن بين نيران القصف والخوف والترقب لمده تجاوزت ٣٠ ساعه بحلوها من حيث تكاتف ابناء الجاليه ومرها من حيث طول المسافه وبعض المنغصات وكنا تحت رقابه ورعايه نشامى الاردن الى ان وصلنا بر الأمان مطار الإجلاء بورسودان (تعب وارهاق شيوخ ونساء واطفال وشباب)، حتى رؤيتنا شباب بقمه الأناقه والرجوله شباب قواتنا المسلحه بزيهم المهيب حيث ردت إلينا العزيمه والهمه فوالله منظر تقشعر له الأبدان فكان هناك من يهتف لهم والزغاريد من نشميات الاردن وراينا الفرح في وجوه الجميع.

وجدنا في استقبالنا رجال العز مجهزين بكل الإمكانيات للحمايه وفرق طبيه على أعلى المستويات وتمت إجراءاتنا بكل يسر وسهوله. 

لغايه هذه اللحظه لم نرى ما يوجد خارج المبنى على مدرجات المطار وعند استكمال جميع الاجراءات والانتقال الى المرحله الاخيره ودخولنا ارض المطار والنشامى حولنا لبث الامن في انفسنا راينا مشهد راااااائع ابكى العديد من اخوتي ورفاقي راينا حمائم السلام على مدرجات المطار وبدأنا نرقص فرحا لهذا المنظر المهيب، كلنا على يقين بان هنالك ترتيبات امنيه لهذه الطائرات لضمان حمايتنا من اي مكروه لا قدر الله.

جاءت الحظه الحاسمه بمسيرنا للطائرات ونشامى قواتنا المسلحه يحيطون بنا ليشعرونا بالامان ونحن على يقين بانهم يخافون علينا اكثر من انفسهم، منظر تقشعر له الأبدان افواج من الناس تمشي بكل فخر فنحن ابناء الاردن نمشي بحمايه قواتنا الامنيه ولا ترتجف لنا طرفه عين، صعدنا الطائرات بكل ثقه وأمان وبخطوات مدروسه من قبلهم (حماهم الله) وكانت رحلتنا بحدود ٣ ساعات حتى وصلنا بلدنا الحبيب، هنا لا ادري كيف اوصف الشعور عند هبوط الطائرات وحسن الاستقبال منظر مهيب لاجهزتنا الامنيه حماها الله استقبال بالورود والكلمات الطيبه والضحكه تملأ وجوههم كيف لا وهم يعلمون خطوره المهمه حتى وصلنا بر الأمان يالله ما اجمله من منظر وشعور، حتى ونحن داخل بلدنا خدمات مميزه لا تعقيدات بل بالعكس تسهيل الامور.

ارجو ان اكون قد وفقت بوصف الحال وان اكون قد عبرت بالشكر لجميع اجهزتنا الامنيه وعلى راسها جلاله قائدنا المفدى.

 حفظ الله مليكنا المفدى وولي عهده الامين والعائله الهاشميه.

 حفظ الله بلدي الحبيب من كل مكروه.

 حفظ الله جميع أجهزتنا الأمنيه وسدد خطاهم.

حفظ الله شعبنا الأبي.

هذا هو الاردن يا ساده يا عالم