السنة الحالية.. ماطرة ورطبة بامتياز

د.حازم الناصر

يهتم المواطنون األردنيون من أعلى رأس الهرم أي جاللة الملك )حفظه هللا ورعاه( إلى أي مواطن عادي بالهطول المطري والمنخفضات الجوية ومنسوب المياه بالسدود، ذلك ألنه وببساطة المياه هي الحياة ولها تأثيراتها اإليجابية الكبيرة على معيشة المواطنين وخاصة فيما يتعلق بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتزويد مياه الشرب خالل فصل الصيف التي أصبحت تشغل المواطنين وأصحاب القرار، أخذين بعين االعتبار أن محدودية مصادر المياه في المملكة ناجمة عن اعتمادها بشكل رئيسعلى كميات الهطول المطري التي تتصف بعدم االنتظام من حيث التوزيع المكاني والزماني من سنة إلى أخرى، في ظل تغير مناخي يؤثر على استمرارية مواردنا المائية التي توصف أصًال بأنها شحيحه ومتذبذبة. وشاكرًا على ما أنعم هللا علينا به هذا العام من غيث أسوق هذه المقدمة وأنا متفائل كثيرًا وخير وفير توزع على أشهر الشتاء والربيع، بطريقة إيجابية وهذا ما لم نشهده منُذ سنوات طويلة وانتظرناه طويًال. تشير بيانات وإحصاءات دائرة األرصاد الجوية ووزارة المياه والري، إلى أن كمية المياه الساقطة على كافة محافظات المملكة من بداية الموسم وحتى هذا التاريخ، قد قاربت نسبتها على 0.110 ٪ من المعدل السنوي طويل األمد )والذي يعرف على أنه مجموع الهطوالت المطرية آلخر 83 سنة مقسومة على عددها(، وتشكل ما نسبته 0.139 ٪من كمية األمطار التي سقطت على المملكة في الموسم المطري السابق أي العام 2021/2022. أما فيما يخص مخزون السدود وهو المصدر االستراتيجي الوطني األهم لتزويد المياه خالل الصيف، فقد بلغ حتى تاريخه حوالي 0.44 %أو ما يعادل 0.121 مليون متر مكعب، والذي يعتبر

مخزون جيد لسد العجز المائي في قطاعات مياه الشرب والزراعة المروية خالل الصيف القادم

وآمنًا مائيًا على المواطنين وبدون أي مشاكل تذكر.

وبالتالي سنشهد إن شاء لله صيفًا مريحًا

السنوات الماطرة وكما هي هذه السنة والتي تكون فيها معدالت األمطار أعلى من المعدل

العام، يكون لها تأثير إيجابي على النمو االقتصادي بشكل عام، ال سيما وأن تزويد المياه عنصر

من أهم مدخالت النشاطات االقتصادية التي تعتمد وتتأثربشكل كبيربشح المياه وتوفرها.

ال شك أن الهطوالت المطرية في آخر الموسم المطري الحالي، وكما هو الحال هذه األيام

بقي على رطوبة األرض

سيكون له تأثير إيجابي على الزراعات الصيفية ألن األمطار األخيرة سُت

لفترة طويلة قادمة. أما الزراعات البعلية فستستفيد من الهطول المطري الوفير والمتأخر

بشكل كبير وسيكون موسم اللوزيات والفواكه البعلية وفيرًا وخاصة في مناطق وسط

وشمال األردن.

أما المراعي الطبيعية وخاصة في جنوب وشرق المملكة، فسيكون لها تأثير إيجابي على مربي

لهم

األعالف من حيث عدم االعتماد كليًا على األعالف الجافة، وستكون المراعي سندًا

لألشهر القادمة بسبب تجدد غطائها النباتي نتيجة لألمطار األخيرة، وبالتالي ستكون ذات أثر

إيجابي من حيث تقليل الكلف على صغار مربي الثروة الحيوانية.

الموسم المطري الحالي ماطر بامتياز وقد أبعد عنا شبح السنين العجاف وجفافها، إال أنه

التعاون

ونتيجة للوضع المائي الذي نعيشه منذ سنوات عديدة، فانه من الواجب علينا جميعًا

للمحافظة على كل قطرة ماء وترشيد استهالكها وإدارتها إدارة حصيفة حتى نجدها عندما

نحتاجها

حمىهللاالوطن وقائد الوطن وكل عام وأنتم جميعًا بألف خير..