دروس سريعة من أزمة البنوك المنهارة

زيان زوانة

تستمر الجهود الأمريكية والبريطانية والسويسرية وغيرها لاحتواء أزمة البنوك المنهارة ، ومع إدراكنا أن افضل الممارسات في قرارات البنوك المركزية ليست بالضرورة أن تكون محبوبة ، فإنه يمكن استخلاص الدروس السريعة التالية : - ألمحافظة على استقلالية قرار البنوك المركزية وإبعادها عن الضغوطات أيا كان مصدرها ، مشرعين أوسياسيين أوحكوميين أو غيرهم ، وهنا أود أن أشير إلى عقلانية البنك المركزي الأردني عندما عدّل قانون البنوك باشتراط دخول أعضاء مستقلين في مجلس إدارة البنك لا يزيد عددهم عن نصف عدد أعضاء المجلس ، حيث تتحدّث تقارير عن شبكة المصالح بين بعض المشرعين الأمريكيين وإدارة بنك سيلكون فالي ونجاحهم في تشريع تخفيف الرقابة عليه وعلى البنوك المماثلة له في الولايات الأمريكية ، والنتيجة كانت مؤلمة - تحتاج البنوك ، مركزية وتجارية أن توفر مستويات مرتفعة من السيولة نظرا لقدرة المودعين على سحب ودائعهم بكبسة زر أليكترونية عكس الحال قبل ثورة التكنولوجيا - ألاّ تتساهل البنوك المركزية مع إدارات البنوك التجارية عندما ترى عدم التزامها بالقوانين والتعليمات المعنية ، فها هو محافظ البنك المركزي البريطاني يعلن أمام لجنة برلمانية بريطانية بأنه حذّر المنظمين الأميركيين من تراكم المخاطر في بنك سيلكون فالي قبل انهياره بسنتين - أن تتحرك البنوك المركزية بسرعة وبدون مجاملة لمعالجة الخلل الذي ترصده في أي بنك ضمن إطار رقابتها - أن يأخذ رجال الأعمال في اعتبارهم أن الإئتمان سيستمر مرتفع الكلفة وقليل التوفر .  دروس التجربة تتوالى مع تكشّف مزيد من الحيثيات ، ومنها احتمال تراجع السلطات الأمريكية عن ضمان جميع الودائع مؤمنة وغير مؤمنة ، وتوجه حاملي سندات بنك كريدي سويس لمقاضاة الحكومة السويسرية لأنها شطبت حقوقهم ( أكثر من 15 مليار دولار).