الشتاء يعود بقوة.. أمطار غزيرة وتحذير من الفيضانات والسيول

تتأثر الأردن بموجة قوية من السيول واسعة التأثير والأمطار شديدة الغزارة يومي الثلاثاء والأربعاء وذلك في مختلف المناطق ضمن حالة جوية "غير اعتيادية" ناتجة من اندفاع كتلة هوائية "قطبية" المنشأ تزامنا مع تواجد كتلة هوائية دافئة وشبه استوائية قادمة بحر العرب.

وبالتفاصيل، توقع مركز "وسم"، أن يكون الطقس معتدلا ربيعيا خلال النهار وباردا خلال الليل يومي الأحد والإثنين، ثم يطرأ انخفاض كبير على الحرارة تزامنا مع تأثير المنخفض الجوي وتسقط كميات كبيرة جدا من الأمطار يومي الثلاثاء والأربعاء تشمل مختلف المناطق والمدن الرئيسية مما يسبب خطر الفيضانات الواسعة والسيول الجارفة في بعض المناطق.

ويتمركز المنخفض الجوي فوق حوض قبرص ويترافق مع كتلة هوائية "قطبية المنشأ"، ويبدأ تساقط الأمطار في وقت لاحق من ليلة الإثنين/الثلاثاء في أجزاء من شمال المملكة، تمتد لمناطق واسعة وشاملة يوم الثلاثاء وتسقط كميات كبيرة "جدا" من الأمطار تستدعي اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد التام عن المناطق المنخفضة والأودية والانتباه من "فيضان السدود" المفاجئ.

ويسقط الثلج الخفيف في الجبال الجنوبية العالية فوق 1600 متر عن مستوى سطح البحر فجر وصباح الأربعاء والذي يكون ممزوجا أحيانا مع الأمطار.

وتتراجع حدة الأمطار تدريجيا بعد ظهر الأربعاء ويستقر الطقس مؤقتا ليلة الأربعاء/الخميس لكن مع تشكّل الصقيع في الجبال العالية وخاصة الجنوبية مما يستدعي اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خاصة للمزارعين.

ويتوقع تأثر المملكة بكتلة هوائية أخرى باردة جدا نهاية الأسبوع مترافقة مع تجدد الأمطار الغزيرة في عدة مناطق وانخفاض كبير على الحرارة، مع توقع استمرار الحالات الجوية القوية حتى بداية الشهر الفضيل.

ويطلق وسم مستوى "التنبيه" الأحمر على الظروف الجوية يوم الثلاثاء، وذلك بسبب كميات الأمطار الكبيرة جدا المتوقعة في مختلف المناطق والتي تستدعي اتخاذ أعلى مستويات الاستعداد من كافة القطاعات، ويتوقع أن تشمل الحالة الجوية المناطق السياحية والعقبة والبتراء والمدن الرئيسية والعاصمة.

ويعود سبب هذه الحالات القوية والمفاجئة إلى حدوث طارئ في منطقة القطب الشمالي، حيث يتم متابعة عدم استقرار حاد في قيم الضغط الجوي السطحي هناك، مما يسبب تمدد الهواء القطبي وتوسعه بشكل نادر الحدوث في هذا الوقت من العام في مختلف مناطق العالم، والذي يتوقع أن يسبب استمرار الحالات الجوية القوية حتى وقت متأخر من نهاية الربيع.

وبالرغم من حدوث الانقطاع المطري الأخير، إلا انه لا يعتبر نهاية الموسم المطري أو نهاية فصل الشتاء كما أعلنت الكثير من الوسائل الإعلامية، توقع مركز وسم عودة قوية للحالات الشتوية خلال نهاية الشتاء وفترة الربيع، وما زالت كميات الأمطار جيدة في مختلف المناطق حتى هذا التاريخ بالرغم من الانقطاع الأخير ويتوقع أن تتجاوز الكثير من المناطق معدلاتها الموسمية كاملة خلال الحالات الجوية المتوقعة وذلك بسبب تساقط كميات كبيرة جدا من الأمطار خلال الحالات الجوية.

وبالعادة تتأثر الأردن بمثل هذه الانقطاعات المطرية وارتفاع الحرارة خاصة في نهاية الشتاء، والتي تعتبر أحيانا مؤشرا على توقع عودة قوية ومفاجئة للشتاء ضمن فترات مناخية يطلق عليها "بفترة المستقرضات أو برد العجوز" والتي تعتبر من أخطر الفترات المناخية في المنطقة والتي تحاز على أكثر الأمثال الشعبية.