فاعل خير ينقذ تاجرا متعثرا بعشرات الآلاف ويعيده لأهله في الأردن

كتب المحامي والمستشار القانوني هاني زاهدة منشورا عبر صفحته في فيسبوك تحدث فيه عن فاعل خير أنقذ تاجراً متعثراً بعشرات الآلاف وأعاده لأهله في الأردن

وتاليا نص المنشور:

جابر عثرات الكرام:
ليس من المعتاد أن أتحدث عن القضايا التي أتوكل بها في مكتبي حفظا لسر مهنة المحاماة، ولكن هناك موضوع تلح نفسي أن أكتب عنه لما أرى فيه من  فضل وعمل نبيل فيه جبر لعثرات الكرام.

فقبل ست سنوات ، أرسل أحد الاصدقاء  بكشف قضايا لشخص مطلوب لأكثر من عشرين قضية، تتنوع ما  بين قضايا حقوقية وشيكات بدون رصيد بمبالغ تزيد عن عشرات ألاف الدنانير.  وبقرارات حبس متنوعة، فقلت له ماذا ستفعل به ، هذه حالة معقدة ومكلفة، فقال لي ان هذا الشخص تاجر تعثر واضطر ان يغادر الاردن منذ اكثر من عشر سنوات ولا يتمكن من تجديد اقامته لأن جوازه انتهى ولا يستطيع العودة لأهله ويعمل مغتربا براتب بسيط.

طلب صديقي ان نتوكل لانهاء كل القضايا التي على هذا التاجر المتعثر، وتعهد بأن يسدد كل المبالغ، وبالفعل بدأ بتحويل دفعات مالية، وللأمانة أصر أن يدفع أتعاب المكتب عن متابعة هذا الملف، وبدأنا العمل على تفكيك هذه القضايا ما بين بنوك وشركات وأشخاص ، والتفاوض للوصول الى تسويات مالية، وكان يساعدنا ابن التاجر  بالمتابعة والمساهمة في التسديد عن أبيه.

نجحنا في معالجة العديد من الملفات، ولكن الأمر استغرق وقتا، وفي هذه الاثناء تم اكتشاف أن صديقي أصابه السرطان، ورغم تعب جولات العلاج، الا أنه كان يتابع معنا العمل، ويحول ما نحتاج من أموال لتسديد القضايا التي نتوصل فيها الى تسوية.

في عام 2018 لم يمهل المرض صديقي فانتقل الى رحمة الله، وما زلنا لم نكن قد استكملنا معالجة كل القضايا والرجل ما زال مطلوبا ولا يتمكن من العودة الى البلاد، فظننت،أن الملف وصل الى نقطة النهاية.

لكن أولاد صديقي رحمه الله، اتصلوا بي وقالوا بأنهم سيكملون ما بدأ والدهم ، وبالفعل استمر الابناء بدفع المبالغ عن قضايا التاجر المتعثر، الى أن انتهت جميعها ، وتم كف الطلب عنه والغاء كل قرارات الحبس، وتمكن من العودة الى أهله بعد غياب.

استئذنت أولاده رحمه الله، أن أكتب في ذكرى وفاته التي تصادف هذه الأيام عما فعله والدهم  ، فأجابني ابنه بهذه الرسالة:

"أبي الله يرحمه كان دائما ما يقوم بمثل هذه الاعمال بسرية خالصة لوجه الله ودائما ما عودنا على ذلك . فأعتقد انه من رأيي ان نبقي الحال كما كان عليه قبل مماته وإن احببت نشر بعض المواقف بدون ذكر اسمه فلا مانع"  

رحمك الله أيها الصديق الأنيق الوسيم، صاحب الابتسامة والروح المطمئنة.