الأمير الحسن: كرامة الإنسان وسلامته يجب أن يكونا الهدف النهائي لمشروع الاندماج النووي

رعى سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، أمس الأربعاء، ندوة نظمتها جامعة الحسين التقنية عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان "نحو مبادرة عربية للطاقة الاندماجية".

وتهدف الندوة إلى زيادة الوعي بأهميّة تطوير مصدر للطاقة المستدامة في العالم العربي، ومناقشة أوجه التعاون المحتملة لتحقيق مشروع الاندماج النووي لإنتاج الطاقة النظيفة، والذي يُعد واحد من أحدث وأكبر مشاريع العلوم والتكنولوجيا في العالم.

وأكد سموه، في كلمته الافتتاحية بحضور عدد من رؤساء الجامعات وعلماء طاقة وخبراء ومختصين، أن كرامة الإنسان وسلامته يجب أن يكونا الهدف النهائي للمساعي العلمية الهادفة إلى تحقيق مشروع الاندماج النووي، الذي يَعِد بمستقبل أكثر أمانًا وصحة واستدامة للأجيال القادمة.

ولفت سموه إلى ضرورة أن يوضح العلماء والخبراء الأثر الاجتماعي للتقدم التكنولوجي، خصوصاً المتعلق بالمشروع للشعوب وصانعي السياسات على حد سواء.

وشدد سموه على أهمية التكنولوجيا في إحداث نهضة علمية في طريقة إنتاج الماء والطاقة والغذاء، والتي تعتبر من المجالات الحيوية لتعزيز أمن الإنسان وكرامته في المشرق الذي يعتبر من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ.

وأشار سموه إلى أن التحديات العلمية الراسخة في عملية الابتكار التكنولوجي وخاصة المتعلقة في مشروع الاندماج النووي تؤكد أهمية وضرورة تفعيل الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والقطاعين العام والخاص.

ونوه سموه إلى ضرورة تعزيز الاستثمار في المجال العلمي، وتطوير مبادرات في المشرق قائمة على الدبلوماسية العلمية لتبادل الخبرات وتحقيق مصادر الطاقة المستدامة وتشجيع الابتكار وتطوير المعارف.

من جانبه، عرض رئيس مجال العلوم والعمليات وكبير العلماء في منظمة المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي الدكتور تيم لوس، لمزايا وفوائد طاقة الاندماج، مبينًّا الإمكانيّات الكبيرة التي تحظى بها طاقة الاندماج، ومؤكدا أهميّة التعاون بين جميع الدول المعنيّة في مجال الطاقة المستدامة وتحديدًا طاقة الاندماج.

وتطرق الرئيس التنفيذي لشركة يوروفيوجين، والمدير الأعلى لأبحاث اندماج الطاقة في أوروبا البروفيسور توني دونيه، إلى التقدّم المُحرز في مجال طاقة الاندماج وإمكانيّة إنتاج الكهرباء، مسلطا الضوء على مشاريع الاندماج الموجودة في الاتحاد الأوروبي.

وتحدّث مدير مختبر برينستون لفيزياء البلازما في الولايات المتحدة، وأستاذ علوم الاندماج في جامعة برينستون البروفيسور ستيفن كاولي، عن تحدّيات تحقيق قوة الاندماج والحاجة إلى استمرار البحث والابتكار، مشيرا إلى الأنشطة البحثيّة التي يقوم بها مركز برينستون والاستشارات التي يقدّمها المختبر لمراكز صنع القرار مثل البيت الأبيض فيما يختص بالطاقة الاندماجيّة.

من جانبه، تناول الخبير في سياسة الطاقة والاستراتيجيّة الدوليّة والمدير التنفيذي لمنظّمة صناعة الاندماج النووي أندرو هولاند، آفاق تسريع طاقة الاندماج مع الاستثمار الخاص.

وعرض للاستثمارات الخاصة في طاقة الاندماج بالتوازي مع الاستثمارات الحكوميّة والشركات العديدة والتي يقوم بتنسيق أعمالها، مشددا على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتسريع الحصول على طاقة الاندماج مبكرًا.

وفي نهاية الندوة، التي أدارها نائب رئيس جامعة الحسين التقنية الدكتور لطفي الشريف، أعرب رئيس جامعة الحسين التقنيّة الدكتور إسماعيل الحنطي عن تقديره لجهود الباحثين والمختصين الذين شاركوا بما يملكون من معرفة، مؤكّداً اهتمام الجامعة في دفع عجلة البحث والتطوير في مجال طاقة.