ما قصة آبار الغمر التي تزوّد الاحتلال بكميات كبيرة من المياه (وثائق)

أثار السؤال النيابي الذي قدمه النائب أحمد القطاونة حول الانقطاع المتكرر لمياه الشرب عن محافظة الكرك، حفيظة رئيس الوزراء، ما دفع الأخير للرد تحت القبة قائلا: "لا شيء ينتقص من سيادة الوطن ونحن نحميها بالمهج والأرواح".

حيث أوضح القطاونة بأن أحياء كاملة في الكرك لا تتزود بمياه الشرب خلال فصل الشتاء، وأن جواب وزير المياه على ذلك كان بأن "بعض شبكات تزويد المياه في الكرك مضى عليها أكثر من 50 عاما، حيث يبلغ عجز المياه في الكرك 500 م3 بالساعة".

إجابة اعتبرها القطاونة طبقية

وتساءل النائب القطاونة عن سبب عدم سد العجز المائي في محافظات الكرك والطفيلة ومعان من مياه آبار الديسة، فكان رد وزير المياه أن ذلك سيسبب عجزا مائيا في العاصمة ومحافظات الشمال إن حصل؛ في إجابة اعتبرها القطاونة تزرع الطبقية بين أبناء الأردن بما يتعلق بملف المياه.

واستدرك القطاونة بقوله "في ظل تعطيش الأردنيين هناك مزرعة في الديسة تستهلك 2.4 مليون متر لمزرعة واحدة لأحد الكبراء، على حد وصف النائب القطاونة، فيما تستمر آبار الغمر بضخ ملايين أمتار المياه للعدو الصهيوني على حساب تعطيش مدن الأردن بشكل متعمد، متسائلا هل هكذا يكافأ أبناء من خاضوا معارك القدس وباب الواد واللطرون أم هي سياسة التعطيش؟".

رئيس الوزراء يرد

وفي رده على مداخلة النائب القطاونة، قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة، لا شيء ينتقص من سيادة الوطن قيد أُنمُلة، ولا أعتقد من المناسب أن يرد في مداولات هذا المجلس حديثٌ عن سيادة وطنيَّة منقوصة، فهذا الوطن نذود عنه بالأرواح والمُهَج.

وأضاف أن "كل بقاع الأردن هي عزيزة وغالية ونخدمها بكل ما نستطيع، وأكد عدم قدرتنا تزويد الكرك بمياه غير معالجة، وهناك خزان لتقليل نسبة الإشعاع لتتناسب مع المواصفة الأردنية بمياه الشرب"، وبحمد الله، الموسم المطري لهذا العام، خصوصا في محافظات جنوب المملكة، كان مريحا فيما يتعلَّق بمخزون السُّدود، وهذا يساعدنا على الاستجابة للتَّعامل مع تحدِّي المياه في محافظة الكـرك وفي كلِّ المحافظات.

وبين الخصاونة أن هناك نشاطا لوزارة المياه والري في الكرك لحفر المزيد من الآبار وإعادة ترشيد وضبط المهدور من المياه؛ لتلبية احتياجات أهلنا في الكرك بقدر الممكن والمستطاع، وأنه يجري دراسة أي إمكانيات مرتبطة بمصادر تزويد أخرى.

رئيس الوزراء لم يرد على تزويد الاحتلال بالمياه

فيما لم يرد في رد رئيس الوزراء، أي إشارة بخصوص ما ورد على لسان النائب القطاونة حول تزويد آبار مياه الغمر الاحتلال الإسرائيلي بالمياه، أو استهلاك مزرعة بالديسي كميات كبيرة من مياه الديسي، على حد وصفه.

وزير المياه يعلق على حالة المياه في الكرك

وفي رد وزير المياه والري محمد النجار على سؤال القطاونة، قال إن لدينا هدرا كبيرا في المياه في الكرك بسبب قدم الشبكات، ولدينا خطط لتحديث الشبكات في كافة المناطق وبدأنا بتحديث بعضها.

وأضاف بأن هناك نقصا قدره 500 م3 في الساعة خلال العام الماضي، وأن تواضع معدلات الهطول التي لم تتجاوز 40% سببت معاناة في كل مناطق المملكة ومنها العاصمة والشمال.

وبين أن الوزارة عملت على تأهيل آبار وحفر آبار جديدة لتعويض نقص المياه في الكرك، مشيرا إلى وجود 88 بئر في المحافظة وأنه تم حفر 5 آبار أخرى، كما تم تأهيل 7 أو 8 آبار، والكمية المتوفرة من المياه في الكرك 3500 م3 لكن الوضع مريح في سد الموجب.

وحول تزويد العاصمة والشمال بمياه الديسي أكد الوزير وجود شكاوى كثيرة من نقص المياه في هذه المناطق وتحديدا العاصمة، مشيرا إلى أن خط الديسي يحتوي إشعاعات ويتم الخلط في عمان وشمال عمان وتم العمل على بناء خزان لغايات الخلط لتزويد محافظات الشمال.

تحويل السؤال إلى استجواب

وقرر النائب أحمد القطاونة، تحويل سؤاله لوزير المياه بخصوص نقص مياه الشرب في الكرك، إلى استجواب للحكومة.

ما حقيقة أن الأردن يزود الاحتلال بالمياه من آبار منطقة الغمر؟

أشارت وثيقة رسمية صادرة عن الحكومة، ممثلة بوزارة المياه والري، ردا على سؤال نيابي من النائب أحمد القطاونة بتاريخ 27-12-2021، وجود 9 آبار ارتوازية في منطقة الغمر تقدر طاقتها الإنتاجية بحوالي 4.8 مليون م3 تستخدم من الجانب الآخر، في إشارة للاحتلال الإسرائيلي.

شطب عبارة "سيادة منقوصة" من المحضر

وقبل رفع الجلسة بدقائق، صوت مجلس النواب، على شطب عبارة "سيادة منقوصة" التي وردت على لسان النائب أحمد القطاونة، من محضر اجتماعها.