لماذا لا يتوقف مسلسل الاعتداء على الأطباء؟

تعرض طبيبان للاعتداء الجسدي من قبل أقارب مرضى في الشهرين الأولين من العام الجاري، وفقا لنقابة الأطباء.

وقال نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي، إن معظم حالات الاعتداء المسجلة تشمل مهاجمة الأطباء في المستشفيات العامة.

وأشار الزعبي إلى الاكتظاظ في غرف الطوارئ الناجم عن نقص الكوادر وارتفاع عدد المرضى الداخلين، باعتباره "السبب الرئيسي" لهذا النوع من العنف ضد الأطباء والممرضين.

علاوة على ذلك، فإن نظام الفرز، الذي يساعد في تحديد أولويات الحالات في غرف الطوارئ، "لا يتم تطبيقه بكفاءة في معظم المستشفيات العامة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تصميم هياكلها"، على حد قول الزعبي.

وأوضح الزعبي أنه بمجرد دخول المرضى إلى المستشفى، فمن المهم للغاية أن يقوم طبيب أو ممرضة من ذوي الخبرة بتقسيمهم إلى حالات حرجة وحالات طارئة وحالات عاجلة.

وأضاف الزعبي أن أقارب المرضى عادة ما يكونون في حالة عاطفية "مشحونة"، خاصة إذا كانت حالة المريض حرجة.

وقال الزعبي: "إنهم لا يدركون أن الطبيب يتعامل مع حالات متعددة في نفس الوقت، ويريدون أن تكون الأولوية لمريضهم".

وأشار الزعبي إلى أن بعض المستشفيات تفتقر إلى أماكن انتظار مخصصة للأقارب والمرافقين والتي يجب أن تكون على مسافة من مناطق الفحص والعلاج، مما يضمن قدرة الأطباء على أداء عملهم بكفاءة، مشددًا على ضرورة معالجة هذه المشكلة.

وتنص المادة (187) من قانون العقوبات على أن الشخص الذي يعتدي على موظف أثناء تأدية وظيفته يعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

أوضح رئيس نقابة الأطباء أنه في بعض الأحيان، عندما يتم الاعتداء على طبيب، يقوم كل من الطبيب والمريض أو أقاربهما بتقديم شكاوى، وبالتالي يتم التعامل مع القضية على أنها مشاجرة.

وأضاف أن معظم القضايا يتم حلها دون وضع عقوبات على المعتدين، حيث يقوم الأطباء عادة بإسقاط حقهم الشخصي، إما بسبب تصالح الطرفين، أو لتجنب الإجراءات القانونية الطويلة.

وتوفر نقابة الأطباء إمكانية حصول الطبيب على المساعدة القانونية من خلال ثلاثة محامين متخصصين في هذا النوع من القضايا، بحسب الزعبي.

ووفق الأمين العام لوزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة، رائد شبول، فإن هذه الاعتداءات حالات منفردة ولا تشكل ظاهرة.

وأضاف شبول أن عدد حالات الاعتداء المسجلة ضد الأطباء بلغت 81 في 2019 وانخفض العدد إلى 44 في 2020. وفي عام 2021 تم تسجيل 50 حالة اعتداء و 36 حالة في الأشهر الـ11 الأولى من 2022.

في المجموع، يبلغ عدد الأطباء المسجلين لدى النقابة 42364 طبيباً، توفي منهم 2253 طبيباً، ويعمل 6246 منهم في القطاع العام.