مجاهد: علاقة القمر في التنبؤ بالزلازل ليست تنجيما أبدا

نفى الخبير الفلكي عماد مجاهد، أن تدخل فرضية علاقة القمر والمد البحري في التنبؤ بالزلازل في باب التنجيم أبدا، مشيرا إلى أنها فرضيّة علمية يمكن إثباتها علميا وعمليا من خلال فريق علمي متخصص.

ووفق ما ذكر مجاهد لإذاعة حسنى اليوم الأربعاء، فإنه أول من تنبأ بالزلازل من خلال تأثير جاذبية القمر، وحدث ذلك فعلا في زلزال 2005 بالأردن، والذي أصاب منطقة شمال البحر الميت حيث حدده للجهات الرسمية بالتاريخ والوقت والمكان.

وأضاف بأنه بدأ الدراسة العلمية لهذه العلاقة بعد زلزال العقبة عام 1995، وطالب الحكومة بإنشاء فريق علمي متخصص لبحث هذه الفرضية، إلا أن التمويل كان عائقا أمام عمل ذلك.

لماذا لا تحدث زلازل رغم تغيّر شكل القمر باستمرار؟

وحول تغيّر القمر المتكرر وعلاقته بالزلازل، بين مجاهد بأن تأثير القمر يتغير من منطقة لأخرى، لأن شكله كروي، فالقمر يسحب نصف بحار العالم بجزء من الكرة الأرضية مسببا الجزر.

الكواكب السيّارة

ونفى مجاهد وجود أي علاقة بين الكواكب السيّارة والزلازل، واعتبرها فرضية وهمية وغير علمية.

علاقة تجريبية وليست فرضية

وفي ذات السياق، قال أستاذ علم الزلازل الدكتور نجيب أبو كركي بأن أي فرضية لعلاقة القمر مع الزلازل يجب أن لا يناقضها الواقع أو العلم، في حين يمكننا تسميتها بالعلاقات التجريبية في حال كانت صحيحة بنسبة معيّنة وبحالات معينة فقط.

لا علاقة للقمر في التنبؤ بالزلازل

وأضاف بأنه لا يعتقد أن هناك أي علاقة بين القمر والتنبؤ بالزلازل، لأن القمر يكون بدرا على فترات متقاربة ولا يمكن تفسير عدم تأثّر الصدوع الأرضية في كثير من الأحيان، مبينا بأن جاذبية القمر على الأرض لا تساوي جاذبية شاحنة كبيرة تمر من جانب منزل، وأن جميع علماء الزلازل اتفقوا بأن مسببات الزلازل هي داخل الأرض لا فوقه.

وبين أبو كركي بأن الصدوع الأرضية عديدة جدا، وكل صدح له حدود خاصة به، وتنقسم الصدوع إلى أقسام وأجزاء، وبالتالي من الصعب جدا توقع حدوث الزلزال.

كيفية حدوث الزلزال؟

وحول آلية حدوث الزلزال، قال أبو كركي بأن الجزء النشط من الأرض هو الغلاف الصخري والذي يقع على عمق 100 كيلو متر بالمتوسط، ويتمتع بصخور صلبة وهشة، أما الصخور الصلبة فهي صخور تستطيع تحمل الضغط وتخزن فيها على شكل طاقة كامنة، وصخور هشّة تتكسر عند حدود معينة من الضغط، وعملية التكسّر هذه هي نفسها الزلزال.

 

أسباب حدوث الزلازل؟
وأوضح أبو كركي بأن السبب الرئيسي لحدوث الزلازل، هو تفاوت درجات الحرارة كلما اتجهنا لباطن الأرض، حيث تقدر الدراسات العلمية أن درجة الحرارة تزيد بمقدار 100 درجة كلما تعمقنا 3 كيلو متر داخل الأرض، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسخين الصخور الساخنة أصلاً، وبالتالي تصبح كثافتها أقل، وستحاول الحلول محل الصخور الأكثر كثافة، مما يولد تيارات الحمل، التي تؤثّر على القشرة الأرضية الصلبة بحدود الزلزال.

 

آلية معرفة ماذا يوجد في باطن الأرض؟
وحول آلية معرفة ماذا يوجد في باطن الأرض، أوضح أبو كركي بأن الموجات الزلزالية التي يتم رصدها تستطيع أن تحدد الوسط الذي تمرّ فيه، ولذلك تم تمديد علمياً من خلال معطيات كثيرة بأن القشرة الأرضية تمتد حتى 100 كيلو متر، ثمّ يتلوها صخور مصهورة حتى عمق 2900 كيلو متر، ثم تبدأ طبقة النواة السائلة الخارجية، ثمّ نواة الأرض الصلبة.

صدع الأردن

ويعرف الصدع الصخري الذي تطفوا عليه الأردن، بأنه الصدع التحويلي الأردني والبحر الميت، ويمثل منطقة الحدود العربية للصفيحة العربية مع سيناء وفلسطين، ويصنف ضمن الصدوع الانزلاقية، وهو تصنيف بين الصدوع التصادمية التي تدمر القشرة الأرضية، وبين الصدوع التباعدية التي تتباعد فيما بينها.