التربية تطلق دراسة الرفاه المهني للمعلمين

رعى مدير إدارة البحث والتخطيط التربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتور يوسف أبو الشعر اليوم الثلاثاء حفل إطلاق دراسة "المسح الوطني للرفاه المهني للمعلمين في الأردن"، والتي تم تنفيذها في إطار "برنامج بناء قدرات المعلمين والعملية التعليمية في المدارس الحكومية"، والذي تنفذه وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ الطفل – الأردن.

وبين الدكتور أبو الشعر في كلمة ألقاها في الافتتاح الذي أقيم في قاعة عمان الكبرى/ مدينة الحسين للشباب، أن الأردن أولى اهتماماً كبيرًا لتوفير كافة الإمكانيات لتطوير نظامه التعليمي بكامل عناصره البشرية، وأدواته التطبيقية، ليواكب حاجات المجتمع ومتطلباته المتجددة، وليسهم في التنمية الشمولية المستدامة سعيًا إلى تحقيق أفضل المخرجات.

وأكد حرص الوزارة على تطوير المنظومة التعليمية وتحسين جودتها، وذلك ضمن أولويات رؤية التحديث الاقتصادي وبرنامج اصلاح التعليم، وصولاً لإحداث نقلة نوعية في المخرجات، لذلك وضمن هذا الإطار، أولت وزارة التربية والتعليم تركيزاً واهتماماً بالغاً في تأهيل وإعداد المعلّمين مهنياً، فلم تدخر جهداً في تطبيق المشروعات المهنية الهادفة الى تنمية مسارهم المهني.

وفي ختام كلمته أعرب الدكتور أبو الشعر عن شكره لمؤسسة انقاذ الطفل، لما قدمته من دعم متواصل لتحقيق رؤية الوزارة، والشكر لكل الذين شاركوا زملاءهم في وزارة التربية والتعليم في مختلف مراحل العمل في البرنامج منذ تحديد الاحتياجات والأهداف والتخطيط إلى التنفيذ والمتابعة والتقييم والتطوير، ولكل التربويين، من معلمين، وإداريين، ومشرفين تربويين، الذين كان لهم الأثر الكبير في إنجاح البرنامج .

من جانبها، بينت المديرة التنفيذية لمؤسسة إنقاذ الطفل ديالا الخمرة أن إطلاق الدراسة اليوم يأتي كجزء من نتاجات برنامج " بناء قدرات المعلمين والعمليّة التَّعليمية في المدارس الحكومية“ الذي تُنفذه مؤسسة إنقاذ الطفل - الأردن بالشَّراكة مع وزارة التَّربية والتَّعليم والهادف إلى تَحسين جودة التَّعليم وتعزيز النُّمو النَّفْسي والاجتماعي لدى الأَطفال في المدارس وذلك من خلال دعم الرَّفاه المهني للمُعلمين والمُعلمات وتمكينهم وتزويدهم بالممارسات التعليمية الحديثة.

وأعربت عن الشكر والتقدير للشركاء في وزارة التربية والتعليم، والداعمين لبرنامج بناءِ قُدرات المعلمين والعملية التَّعليمية في المدارس الحكومية، مؤَسسة مجتمع جميل، دبي العطاء، ومؤَسسة الوليد للإِنسانية، وبشراكة مع مختبرِ عبد اللطيف جميل للتَّعليم التابع لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا.

كما أعربت عن شكرها للشركاء الأَكاديميين، والباحثين الرئيسِيين، على كل ما قَدموه من عمل وجهود للخروج بهذه الدراسة المرجعية، وكذلك لمعلمينا ومعلماتنا عماد العملية التَّربوية والتَّعليمية في وطننا الغالي، مؤكدة أن دعم وتعزيز المعلمين يعد أمرا أساسيا ولذلك نقدم هذه الدراسة التي تمكننا من تحديد وفهم هذه الاحتياجات والاستجابة لها. 

وأضافت مما لا شك فيه أن العديد من العوامل المختلفة تلعب دورا هاما في نجاح العملية التعليمية، وعلى الرغم من اكتساب المعرفة وتعلم القراءة والكتابة والرياضيات تعتبر من العوامل الهامة ، إلا أنها في نهاية المطاف تشكل جزءا واحدا فقط فالأطفال بحاجة إلى تجربة تعليمية متكاملة من شأنها تطوير رفاههم الاجتماعي والعاطفي، وهو أمر يتطلب توفير الرفاه المهني للمعلمين والمعلمات ليتمكنوا بدورهم من تقديم دعمهم الكامل إلى الأطفال.

من جانبها، بينت المدير التنفيذي المساعد في مؤسسة مجتمع جميل، عظمى سليمان أن البرنامج يهدف إلى تحسين الرفاه الاجتماعي والعاطفي للأطفال ونتائج التعلم، من خلال تحويل دور المعلمين ليكونوا فرسان للتغيير في الغرفة الصفية وإنشاء نموذج مستدام هنا في الأردن قابل للتطبيق في جميع الأنظمة التعليمية، كما تجسد روح برنامج بناء قدرات المعلمين والعملية التعليمة في المدارس الحكومية قيم مجتمع جميل، كمؤسسة دولية تعمل على تطوير العلم والتعلم للمجتمعات حتى تزدهر، هدف البرنامج في نهاية المطاف هو تعزيز نتائج التعلم للأطفال باستخدام أساليب علمية دقيقة، والعمل من المجتمع وتسليط الضوء على العلوم المحلية والجمع بين الخبرات المحلية والعالمية.

بدورها أكدت مسؤولة البرامج المعنية بالشباب في دبي العطاء، عبير فرح أن دعم المعلمين واستعدادهم يسهم في سد فجوات التحصيل من خلال تقديم تعليم عالي الجودة وتعظيم فوائد التعلم في كل فصل دراسي.

 

وأضافت أن المعلمين الجيدين هم العمود الفقري لأي نظام تعليمي ويضعون الأساس لجميع الأطفال لتحقيق إمكاناتهم الكاملة ويصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع، مؤكدة على أهمية تحويل دور التدريس من تفاعل سلبي أحادي الاتجاه إلى تفاعل ديناميكي يكون به المعلمون مدربون وموجهون وميسرون يمكنهم رعاية الطلاب أثناء تنقلهم في تعقيدات التجربة الإنسانية من خلال المناهج المرنة وطرق التدريس المبتكرة، والتي تتماشى مع احتياجات المستقبل.
وتضمن حفل الأطلاق عرضاً لأبرز نتائج المسح الوطني للرفاه المهني للمعلمين قدمها فريق الباحثين المكون من الدكتور أحمد الشريفين والدكتور معتصم العكور والدكتورة سعاد غيث.

وجلسة حوارية أدارها مدير مديرية البحث والتطوير التربوي في الوزارة الدكتور ياسر العمري لمناقشة فرص البناء على نتائج الدراسة وتوصياتها بما يدعم الرفاه المهني للمعلّمين، كما شارك في الجلسة مدراء المديريات المَعنية وأحد المعلّمين المشاركين في البرنامج.