الفايز: نشهد اليوم تحدي قيام الدولة المدنية
قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن الأردن تمكن من تجاوز التحديات التي واجهته منذ مرحلة التأسيس، وخرج منها أكثر تماسكًا وقوة، بفضل حكمة قيادته الهاشمية ووفاء شعبه.
وأشار الفايز خلال رعايته مساء اليوم الاحتفال الكبير الذي نظمه مكتب النائب الدكتور محمد جميل عشا، احتفاء بعيد جلالة الملك عبد الله الثاني، إلى أن الدولة الأردنية واجهت في عهد
جلالته العديد من التحديات، ابرزها الأزمة الاقتصادية العالمية، وتداعيات حربي الخليج والربيع العربي وانقطاع الغاز المصري والنفط العراقي، وجائحة كورونا وما خلفته الحرب الروسية
الأوكرانية من تداعيات على أسعار الطاقة والسلع، مؤكدًا أن الدولة الأردنية تمكنت من التعامل مع هذه التحديات بحكمة وعقلانية وجهود كبيرة قادها جلالة الملك.
وقال "إن الأزمات والتحديات ما زالت تتوالى، حيث نشهد اليوم تحدي قيام الدولة المدنية في ظل الانتماءات الجهوية والمناطقية، وعدم احترام القانون والتنمر على الدولة وهيبتها من قبل
البعض، والظروف المعيشية الصعبة للمواطنين وارتفاع نسب الفقر والبطالة، ويعد موقع الأردن الجيوسياسي من أبرز التحديات السياسية الراهنة، وتنامي اليمين المتطرف في إسرائيل
وسيطرته على الحكم وانعدام فرص الحل العادل للقضية الفلسطينية، ومحاولات البعض إيجاد تسويات للقضية الفلسطينية على حساب الأردن وثوابته الوطنية وثوابت الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأكد، أن مواجهة التحديات تعد مسؤولية مشتركة من قبل الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني، من أحزاب ونقابات وغيرها، مشيرًا إلى أن التحديات الاقتصادية تحتاج إلى
منهجية تسرع عملية النمو وتعظم الإنتاج الوطني وتحفز على التنافسية وتدعم بيئة الأعمال، واستثمار المكاسب التي يحققها جلالة الملك على المستوى الدولي.
وقال الفايز، إن جلالة الملك يسعى باستمرار لأجل غد افضل للأردن والأردنيين، حيث أقرت القوانين الناظمة للحياة السياسية وخطة التحديث الاقتصادي والتطوير الإداري، بتوجيهات من
جلالته، لمواصلة مسيرة الإصلاح السياسي وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وتمكين المرأة والشباب والوصول إلى الحكومات البرلمانية، والنهوض بالواقع الاقتصادي وتحسين
الحياة المعيشية للمواطنين، وايجاد بيئة استثمارية جاذبة.
وأشار إلى أن جلالة الملك يضع القضية الفلسطينية وحق شعبها بالحرية والاستقلال في سلم أولوياته، وأن الجميع يدرك ويعرف مواقف جلالته في تصديه وحيدًا لصفقة القرن، ورفضه
التنازل عن الثوابت الأردنية الفلسطينية ووقوفه بقوة ضد الضغوطات التي مورست على الأردن، وان لاءات جلالته الثلاث " لا للوطن البديل ولا للتوطين ولا للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس" دوت في أرجاء العالم اجمع وهي خط احمر لا يمكن التنازل عنه.
ولفت إلى أن للأردن بقيادة جلالة الملك، دور كبير في رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس، حيث نجح جلالته في إقناع المجتمع الدولي بخطورة هذه الخطوة الأميركية، لترفض الأمم
المتحدة وبأغلبية ساحقة القرار، مؤكدًا أن الأردن ومنذ عهد الأمارة إلى اليوم يدعم الثورة الفلسطينية وقياداتها، وقد تقاسم الشعب الأردني رغيف الخبز مع شقيقه الفلسطيني منذ عام
1948، كما تقاسمه مع كافة الأشقاء العرب الفارين بأرواحهم خوفا من الاحداث التي شهدتها بلادهم مشيرا إلى أن هذه الأحداث ستبقى شاهدا على تضحيات الأردنيين وقيادتهم الهاشمية.
من جانبه، قال النائب الدكتور محمد جميل عشا " أننا نحتفل اليوم بعيد ميلاد القائد جلالة الملك عبدالله الثاني، بنكهة فزعة وطن، وبطابعٍ عصري جديد من خلال إقامة يوم تبرع بالدم وإطلاق
حملة دمي دمك الثامنة، التي تعد أحد أبرز نشاطات مبادرة فزعة وطن التي تجاوزت المئة يوم طبي مجاني في جميع أرجاء المملكة، وسبع حملات تبرع بالدم والعديد من البرامج المجتمعية
والثقافية المعنية بالعنف الأسري والمجتمعي ومكافحة الإدمان بكافة أشكاله ونشر الوعي والثقافة".
وبين، أن ما يميز هذه الحملة أنها مبادرة بين جميع الأندية الرياضية الأردنية، وروابط المشجعين وأبناء المدن والقرى والريف والبوادي والعشائر والمجتمعات، لتجسيد الوئام والحب
بين أبناء الشعب الواحد وتوحيد صفهم للالتفاف خلف قائدهم المفدى .
وقال النائب عشا إن هنالك حقيقة ثابتة هي إن الأردن هو وارث رسالة الثورة العربية الكبرى ،لذلك فإنه الأكثر انتماءً لأمته العربية والإسلامية وهو من يقوم دائما وبجهود ملكية متواصلة
على رعاية المصالح الوطنية والعربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية قضية الأردن الأولى.
وفي ختام الحفل، الذي أقيم بمركز الحسين الثقافي برأس العين، قام راعي الحفل فيصل الفايز، ورئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بتكريم عدد من ممثلي المؤسسات الشبابية والناشطين
في الأعمال الثقافية والخيرية والتطوعية.