البرلمان العربي يتبنى مقترحاً أردنياً
تبنى البرلمان العربي في مؤتمره الخامس اليوم السبت، مقترحا تقدم به رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، وينص على إنشاء مركز إقليمي للأمن الغذائي في الأردن، بناءً على الفكرة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني لما تشكله المملكة، من نقطة تلاقٍ بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وجاء مقترح الصفدي في كلمته خلال المؤتمر المنعقد بمقر جامعة الدول العربية، في القاهرة، بحضور السفير الأردني أمجد العضايلة، وأعضاء الوفد البرلماني: النائب صالح العرموطي، وعضو البرلمان العربي العين إحسان بركات، وعضو البرلمان العربي النائب علي الخلايلة، والعين محمد الأزايدة، وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر النائب غازي الذنيبات.
وأكد الصفدي أن الأردن يمكنه تسهيل وتنسيق العمل العربي والدولي، وأن المركز من شأنه أن يسارع ويعزز الاستجابة العالمية للأزمات الغذائية والكوارث، مشيرا إلى أن هذه الفكرة لاقت ترحيباً ودعماً من الأمم المتحدة، بعد تبني المملكة للاستراتيجية الوطنية الجديدة للأمن الغذائي، إذ وصفتها بأنها "علامة فارقة" نحو ضمان الانتقال لأنظمة غذائية مستدامة.
وشدد على أن ملف الأمن الغذائي كان حاضراً على أجندة جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة، مقدماً رؤية شاملة لمواجهة هذا التحدي الذي يتجاوز منطقتنا، إلى العالم أجمع، فكانت أولى الخطوات على طريق مواجهة هذه التحديات وفق رؤية جلالته بناء تعاون إقليمي فاعل قادر على إحداث تغيير حقيقي في مسألتي الأمن الغذائي والمائي، ما يستدعي بناء شبكات تعاون مشتركة، وعليه أسس الأردن لشراكات متعددة الأطراف مع الأشقاء في المنطقة العربية.
وأضاف الصفدي "يكاد الأردن يكون من أفقر دول العالم مائياً، إلا أنه رغم ذلك يحاول خلق الفرص من رحم التحديات، فكان شحُ الموارد المائية يُلقي علينا بمسؤوليات الاستغلال الأمثل لموارد المياه، ولدينا خطة زراعية شاملة واستراتيجية وطنية للأمن الغذائي، يتابعها جلالة الملك عبد الله الثاني، نسعى من خلالها إلى تحقيق الأمن الغذائي بحلول العام 2030.
وتابع: "كما أن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، أحاط ملف الأمن الغذائي أهمية كبيرة، خلال أعمال القمة العربية التي عقدت في الجزائر قبل نحو ثلاثة أشهر، دعا إلى البدء بعمل عربي متكامل والاستفادة من المقومات التي يمتلكها عالمنا العربي بخاصة أن التحديات والفرص لديه مشتركة، ما يتطلب البناء على نقاط القوة في كل بلد عربي، لتصبح قوة لبلداننا كافة، عبر الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والزراعة، لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز مصادر المياه والطاقة".
وفي ملف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، قال الصفدي: "إن القدس بالنسبة للهاشميين والأردنيين جميعاً، ليست قضية سياسية، بل قضية وجود، وطيلة عمري، ومنه 16 عاماً في البرلمان، لم أسمع خطاباً لجلالة الملك، يخلو من الحديث عن القدس، وفي كافة المحافل الدولية، وكذلك سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد".
وكان الصفدي استهل كلمته بتقديم أحر مشاعر التعزية والمواساة باسم مجلس النواب الأردني للأشقاء في سوريا وتركيا بعد حادث الزلزال الأليم، مقترحاً إنشاء صندوق يشرف عليه البرلمان العربي، لجمع التبرعات والمساعدات والعون لأسر الضحايا والمصابين.
كما شكر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، لموافقتها على مقترحين تقدم بهما عضو الوفد البرلماني الأردني الدكتور غازي الذنيبات، يتعلقان بأعباء الأمن الغذائي جراء اللجوء والكوارث كما حصل في كارثة الزلزال في سوريا، ما يتطلب العمل على توفير مخزون غذائي احتياطي للتصدي لمواجهة هكذا ظروف طارئة.
وأكد الصفدي أهمية الوقوف مع مصر والسودان في حماية حقوقهما في ملف سد النهضة، كما أكد أهمية دعم جهود العراق الشقيق، لحماية مصالحه وتحقيق طموحات شعبه، فأمن العراق واستقراره ركيزة لأمن واستقرار المنطقة، داعياً رؤساء البرلمانات العربية إلى التوجه لبغداد نهاية الشهر الجاري للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي.
وأشار الصفدي إلى أهمية الوقوف مع الأشقاء في ليبيا واليمن، مؤكداً ضرورة رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بشؤونهم، ودعمهم في مساعيهم وجهودهم نحو حفظ وحدة أراضيهم وسيادتهم على كامل ترابهم الوطني.
وختم الصفدي بالتأكيد على أن أمن الأشقاء في الخليج العربي جزء لا يتجزأ من أمن الأردن، وأن الأردن يدعم كل خطواتهم في الدفاع عن حدودهم وأراضيهم وسلامة مواطنيهم، قائلاً: "نفخر بمستوى العلاقات التي تربطنا مع الأشقاء جميعاً في الخليج العربي، ولكل دولة فيه إسهامات ومواقف جليلة ومقدرة في أرجاء الوطن العربي".